قيادة الحركة الشعبية في جبال النوبة وفقدان الرؤية والبوصلة (٤٤).. بقلم اللواء/تلفون كوكو ابو جلحة ١١ديسمبر ٢٠٢٣م .. جوبا

بسم الله الرحمن الرحيم..
وبه نستعين..

قيادة الحركة الشعبية في جبال النوبة
وفقدان الرؤية والبوصلة (٤٤)..
بقلم اللواء/تلفون كوكو ابو جلحة
١١ديسمبر ٢٠٢٣م .. جوبا..
*-المناضلون الثوار الأحرار أحييكم أينما كنتم وفي اي بقعة من بقاع الأرض..أحييكم من أجل صمودكم المستمر من أجل تحقيق الأهداف التي رفعنا من أجلها السلاح..أحييكم من أجل موقفكم الحكيم الذي اتخذتموهم في الوقت المناسب باتخاذ قرار الوقوف مع شعبكم في خندق واحد ضد قوات الجنجويد الغازية.. فموقفكم هذا هو الموقف السليم الصحيح فلقد قلبتم التربيزة في وجه الطاغية عبدالعزيز ادم أبكر ومن حوله من قيادات أبناء النوبة فاقدة الحكمة ،فاقدة القدرة لإتخاذ القرارات الحكيمة في الوقت المناسب..هكذا وقف اخوتكم من الشباب هنا في جوبا وقفتهم الشجاعة التاريخية في وجه الطاغية عندما كان يلقي خطابه عند افتتاح مفاوضات المنطقتين مع نظام الخرطوم ٢٦/مايو ٢٠٢١م أمام رئيس دولة الجنوب ورئيس مجلس السيادة ورئيس وزراء السودان والسفراء والدبلوماسيين والقنوات الفضائية في قاعة الحرية فجاهروا له بالقول كتابة في لافتاتهم ارحل ،ارحل،ارحل، لأنه لا يمثلهم لانه خرج من أهداف النوبة للنضال وفشل في توحيد النوبة ،وفشل في إدارة جميع الملفات الأمنية والاقتصادية والسياسية والعسكرية والاجتماعية..لذلك نوجه بقية الشباب في قوات الجيش الشعبي في بقية المناطق أن يحذو حذو ما قام به الشباب في الشمالية والغربية عندما تصدوا لقوات الجنجويد الغازية يجب عليكم أن تتحرروا من القيادات عديمة الحكمة واتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب..

*-اليوم نواصل الحديث عن باقي الأدلة التي أدحض بها عدم عنصريتي إذ أن هذا المقال هو الدليل قبل الأخير..وعندما نبدأ سنبدأ من حيث توقفنا إذ توقفنا عند المكالمة التي دارت بين زينب البنت البكر لعامر سلطان إذ قلنا إن حديثه مع ابنه يوسف كان في غاية الأدب والشوق للوالد بينما حديث البنت زينب مع أبيها سلطان كان في غاية الوقاحة وعدم الاحترام وعدم الاشتياق وكان ينم عن غضب داخلي ساخن حيث أمرت والدها بمغادرة الكنقو فورا إلى السودان وترك البضاعة الخاصة بوالدها لي .. وقد وعدها والدها بأنه سيغادر دونقو بعد ثلاثة أيام..وحقيقة وعد الوالد كان وعد صادق.. فعندما اتصلنا بجهاز الاتصالات بالكنقو في اليوم الرابع وسألناهم عن عامر سلطان قالوا لنا أنه غادر دونقو صباح اليوم بطائرة الأمم المتحدة إلى اروا الكنقولية شرق الكنقو ..وعليه أتصلت على إبنه يوسف وأخبرته بان الخطوة الأولى قد بدأت بمغادرة والدهم دونقو نحو اروا في شرق الكنقو وسنكون في انتظار اتصال منه ..فرح يوسف شديدا ونقل الخبر إلى جميع أفراد أسرته والأصدقاء..وظل يتصل بي على رأس كل ساعة حتى اتصل بي والده من عالي وراء الكنقولية الحدودية مع السودان ويوغندا.ومنه نقلت الخبر إلى إبنه وطلبت منه معرفة إذا ما كان يرى مواصلة والدهم خط العودة عن طريق بازي كايا كبوكو اروا كمبالا الخرطوم ام عن بازي ياي لانجا الميل أربعين جوبا؟! فقال إن الافضل ان يأتي عن طريق بازي ياي جوبا .وعليه أتصلت بوالده وأخبرته بأنه إذا دخل بازي عليه أن يسأل من أحد حراسي هناك رقيب اول /إبراهيم كوكو ويقول له عليه ان يرافقه حتى ياي ..وبالفعل ففي اليوم الثاني وعند العصر وصل عامر سلطان ومعه رقيب اول /ابراهيم كوكو الى منزلي فاستقبلناهم وبعد ذلك ربطناه مع إبنه يوسف الذي طلب من أبيه ان يواصل الرحلة غدا إلى جوبا.. فرفض الوالد وقال إنه سياخد قسطا من الراحة في ياي بعد ذلك سيتحرك إلى جوبا ..وذبحنا تيس غنم تكريماً له
حيث تسامرنا حتى منتصف الليل..

*-قبل قيامه استخرجت له أوراق سفر إلى جوبا بالعربات وافرغت له أحد حراسي عريف يدعى حسن اللغاو ،عليه في اليوم الرابع ودعنا وغادروا إلى جوبا ووصلا في اليوم الثاني ،وهناك في جوبا تم استقبالهم بواسطة بعض أفراد القبيلة وأرسل يوسف تذكرة طائرة واشترى لحسن اللغاو عجلة رالي وراديو ريكوردر هدية منه إليه وعاد حسن وهو في غاية الانبساط.. وكما غادر عامر سلطان جوبا إلى الخرطوم حيث جاءت الأسرة والأصدقاء والمعارف من الدويم المسارعة إلى الخرطوم لاستقباله ماعدا زوجته الكريمة رفضت الحضور لاستقباله..وعندما هبطت الطائرة مطار الخرطوم وبدأ المسافرون في النزول من الطائرة وهنا عندما أشار احد أفراد الأسرة أن ذلك النازل من الطائرة هو عامر سلطان وقع يوسف على الأرض من الصدمة مغميا عليه حتى فاق من الاغماء بعد فترة وأخذوا ضيفهم إلى الدويم المسارعة وأقاموا له احتفالات بمناسبة عودته إليهم بعد غياب سبعة عشر عاماً..
*- بعد توقيع اتفاق السلام في ٩/يناير ٢٠٠٥م وعندما تم اختيار وفود مدنية وعسكرية من الحركة الشعبية للتوجه إلى الخرطوم مع رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان القائد العام للجيش الشعبي دكتور/ جون قرنق دي مبيور من أجل أداء القسم نائب أول لرئيس السودان كنت من ضمن الوفد العسكري الذي تم اختياره في الجبهة الثانية حيث كان معي الجنرال/اوغستينو جاد الله جادا والجنرال/ريتشارد بابرو و شخصي الضعيف.. فبعد وصولنا إلى الخرطوم زارني يوسف عامر سلطان في مكان اقامتنا في أرض المعسكرات واخذني إلى سوق ابي حمامة حيث توجد متاجره متجرين كبيرين مليئتين ماشاء الله.. وهناك وجدت والده عامر سلطان يدير أحد المتجرين ..ومنه طلبوا مني أن احدد لهم يوم لأن بقية أفراد الأسرة يرغبون في رؤيتي..فوعدتهم أنني ساخبرهم بعد أن نخلص من المهمة التي اتينا اليها..وظل يأتيني يوميا في أرض المعسكرات وياخذني إلى أبي حمامة..إلى أن جاءني يوما ومعه مجموعة من الشباب من الجنسين وعرفني على أن هؤلاء أصحابه سمعوا بي ويريدون مقابلتي ..فوافقت واحضرت إليهم كراسي تحت إحدى الأشجار وماء لزوم ضيافة ..فبدأوا في تقديم سبب زيارتهم لي وقالو أن لديهم مشكلة شبيهة بمشكلة يوسف وان كان ابائهم اتجاهم معروف ولكنهم يخدعونهم بالعودة كل مرة بعد أن يقوم الأبناء بإرسال تكاليف السفر ولكن دون تنفيذ ما وعدوا به ابنائهم.. خاصة المدعو النفيدي الموجود في عالى وراء الكنقولية.. والاسرة الثانية أيضا لديهم اخوهم يدعى علم الهدى ظل في الجنوب سنوات طويلة ولا يريد العودة إلى الديار ..عليه قلت لهم بالذات أسرة النفيدي أن والدهم هذا صديقي ويزورني في منزلي وهو من رواد الكتشينة.. فتجده معي في المنزل متى ما قدم الى ياي إلى أن يغادرها ..فلكي اعيده لكم رغم انفه اطلب منكم عمل توكيل شرعي باسمي بتكليفي بترحيله لكم من ياي الى جوبا بأية وسيلة.. وعليكم تكملة بقية إجراءات توصيله من جوبا إلى الخرطوم..وكما طلبت من أسرة علم الهدى عمل توكيل شرعي لنفس الغرض ..
ونواصل باذن الله تعالى..

مقالات ذات صلة