*الجنجويد مابين الزرقة والجلابة لاعاجبهم العجب ولا الصيام في رجب.. الطاهر حسن الطاهر*

 

قبل انفصال جنوب السودان يحدثني زميلي الجنوبي بامثال قبيلتهم دينكا ابياي والمثل يقول ( اذا شمالي عايز يقتلك اقيف اتفاوض معاه ولكن إذا جنجويدي عايز يقتلك قوم جاري)… من مثل زميلي الجنوبي هذا نستنتج معاناة الأخوة في جنوب السودان من اثنية الجنجويد والتاريخ هنا يذكرنا بحادثة قطار الضعين الشهيرة والتي حدثت في العام ١٩٨٧ والتي قام فيها الجنجويد بحرق قطار بداخله اكثر من ثلاثة الف من الجنوبيين المواطنين العزل والذين يسكنون مناطق دارفور حرقا ومن خرج من القطار تم قتله برصاص بنادقهم او طعنا بسيوفهم وذلك ردا على هجوم الحركة الشعبية المتمردة على بعض مناطقهم ٠٠ هذه الحادثة التي ظلت عالقة في ذاكرة الجنوبيين والتي يعتبرونها ظلم الجلابة في حين ان الجنجويد أنفسهم يطلقو لفظ الجلابة على الشماليين والشماليين من أفعال الجنجويد براة ٠٠٠ واحداث قطار الضعين هذه تجعلنا ان نتسائل من اين وجد الجنجويد سلاح لكي يهاجمو قطار وقتل هذا العدد الكبير من خلق الله ٠٠ يذكرنا التاريخ والوثائق ان تلك الفترة كان رئيس وزراء السودان حينها السيد الإمام الصادق المهدي ووزير دفاعه اللوا فضل برمة رئيس الحزب الحالي والذي قام بتسليح تلك القبائل وهو الذي ينحدر من منطقة كردفان وهي مناطق وتخوم الجنجويد ٠٠ وبتسليح حكومة الإمام ووزير دفاعه للجنجويد أصبح لهم قوة وسيطرة على الرقعة الجغرافية التي يتواجدون بها أمام القبائل الاخري والتي كثيرا ماكانت تحدث بينهم مناوشات وكان للسلاح الذي يمتلكونه بعلم الدولة او الحكومة حينها يلعب دورا في البطش والانتهاكات والظلم الذي يحدث للقبائل الاخري ويمكن القول بأن احد مسسبات التمرد في دارفور هو ظلم بعض القبائل التي تقطن كردفان ودارفور والتي تعرف بالقبائل العربية وما انحدر منها من قوة مسلحة تعرف بالجنجويد عند القبائل الاخري ٠٠ بعد انقلاب الانقاذ وكانت هنالك بعض الحركات المتمردة من دارفور ومن ثم ظهرت حركات أخرى اثنا فترة حكم الانقاذ وكانت لهذه الحركات اصلا حرب مع مايسمى بالجنجويد خلافات منها عرقي ومنها بسط نفوز وسطوة على رقعة جغرافية محددة ٠٠ ولما كانت حكومة البشير او الانقاذ تعاني من هجمات تمرد دارفور على بعض المدن ودور الحكومات ٠٠ نصح بعض الساسة من منتسبي حكومة البشير ولهم صلاة بمناطق دارفور وكردفان ان يستعين بالقوة القبلية التي تم تسليحها من قبل اللوا فضل برمة وزير دفاع حكومة الصادق والتي أصبحت بهذا السلاح قوة ولها نفوز وذلك في المساعدة على القضاء على التمرد و النهب المسلح الذي انتشر في تلك المناطق ٠٠ وقد كان ذلك بالمساعدة في تقليل نفوز الحركات المتمردة وهو ما أصبح لاحقا واقعا لانشا قوات الدعم السريع و مكوناتها القبلية التي كثيرا ماكان تركتب خروقات وتجاوزات تصل لحد مايعرف بالجرائم ضد الإنسانية وحادثة قطار الضعين والتي تعتبر احد جرائم الابادة الجماعية في عهد حكومة الإمام ٠٠ بعد تمرد قوات الدعم السريع و الفوضى والنهب والقتل الذي قامت به في الخرطوم كثيرا ماكنا نسمع بلفظ انهم ضد الجلابة والفلول والذين هم باعتبارهم سكان شمال ووسط السودان ٠٠٠ من هذا نستخلص ان تلك القوة القبلية الجنجويدية لهم احقاد ضد سكان الشمال زوي الأصول العربية وبنفس الوقت لهم احقاد ضد المكونات الاخري لقبائل دارفور وكردفان ذو الأصول الغير عربية ٠٠ الشاهد في الأمر ان تجاوزات وخروقات وانتهاكات القبائل العربية المسلحة بدارفور كان يقض الطرف عنها لأنها تمثل حماية للحكومات حينها ضد الحركات المتمردة ٠٠ ومفترق الطرق حاليا هو فقدان تلك القوة القبلية المسلحة للسند الحكومي جنبا الي جنب الي كره المكونات الاخري لها من عرب الشمال ومن ابنا دارفور من الزرقة وذلك نابع من السلوكيات الإجرامية والظلم الذي تمارسه بعض تلك المكونات القبلية ضد الاخري والذي أصبحت جليا في ممارساتها الإجرامية في الخرطوم التي تسكنها جميع قبائل السودان ولم ينجو منها احد ٠٠٠
بعد توقيع اتفاق جوبا للسلام مع حركات دارفور والتي تعتبر قوة مسلحة لقبائل غير عربية تعتبر مورست ضدها انتهاكات من قبائل عربية ٠٠ هذه الحركات والتي أصبحت جنبا الي جنب مع الحكومة بعد السلام هذا التغيير في المواقف ستعزز من تقليل نفوز القوة التي تم تسليحها منذ حكومة الامام من القبائل زو الأصول العربية وسيتم التصدي لأي انتهاكات وجرائم تصل لحد إلابادة كانت تقوم بها حسب عقليتها وثقافتها الهمجية ٠٠ وهنا اذكر قصة الرجل القاتل الذي ارتكب عدد من جرائم القتل ولم يتم الكشف عنه ومن ثم تم القبض عليه لاحقا في جريمة قتل لم يكن هو فاعلها ولكن كل الدلائل اثبتت ضده وتم الحكم عليه بالإعدام ٠٠ وقال للقاضي والله يامولانا انتا حكمت على بدماء الذين سبق أن قتلتهم ولم تحكم على بدم هذا لاني لم اقتله ٠٠ هل القضاء على الدعم السريع وهلاك الآلاف من جنوده الذين ينحدر معظمهم من قبائل دارفور ذو الأصول العربية هل ماتو بسبب الجرائم التي سبق ارتكابها بدارفور ؟؟؟؟؟
يحدثنا الجبوري الناشط الاعلامي من غرب السودان بأن جرائم دارفور والحروب فيها من خلاف المكونات القبلية بهذا الإقليم وليس لعرب الشمال حسب قوله دخل في تلك الجرائم وهذا ما اظهرته الحرب الدائرة الان بين الجنجويد والقوات المسلحة التي تضم كل قبائل السودان ٠٠ وما يتلفظ به جنود الجنجويد بعدائهم للجلابة عرب الشمال يجعل من كفة الجنجويد على كفة لوحده وشمال السودان وبقية اهل دارفور على كفة أخرى تجمعهم لخلق واقع جديد لسودان جديد ٠٠
د٠ الطاهر حسن الطاهر
مسقط ٢٥ يونيو ٢٠٢٣

مقالات ذات صلة