*افياء ايمن كبوش اشراقات شبه منسية في زمن الحرب العبثية.. !!*

 

# ﻋﻨﺪﻣﺎ نقرأ واقع الحال في القروبات.. والمجموعات ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ الاسفيرية ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ.. ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ نتحاور في ﺍﻟﻔﻀﺎءات المفتوحة على الف ناصية ونزحم بحراكنا ﺍﻵﻓﺎﻕ، ﻭعندما نطالع (مكاتيب) وكتابات نشطاء هذه الايام، ﻻ يمكن مطلقا ان نشعر ﺇﻻ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻻﻧﻘﺒﺎﺽ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺍﻓﻖ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﺟﻊ ﻭﺍﻻﻧﻜﺴﺎﺭﺍﺕ والخيبات، ﻓﻤﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻮﻉٍ يمر من حولنا او من خلفنا بمقدوره ان (ﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﻨﻔﺲ) المسدودة.. المهدودة.. بل ليس هناك اي ﺧﺒﺮ يبعد عن المكرور والمعاد.. ﻳستحق ان يتصدر الواجهات والعناوين الرئيسة ﻟﻴﺮﻓﻊ فينا ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻄﻤﺔ.. ثم يدرجنا الى براحات (ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺤﻨﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺎقين نسمعا).
# ﺃﺧﺬﺗﻨﺎ (ﻧﻮﺓ) ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭ ﻷﻱ ﺃﺩﺍﺀ ﻋﺎﻡ ﺃﻭ ﺧﺎﺹ.. غرقنا جميعا في بحر (الشناف) والكلام الجاف وتلك المدارج التي لا يعجبنا فيها العجب ولا الصيام في شعبان او رجب.. ﻫﺬﻩ (ﺍﻟﻨﻮﺓ) للاسف الشديد اخذتنا ﺑﻌﻴﺪﺍً ﺇﻟﻰ مكامن واقع يرتدي نظارة سوداء لا نرى خلالها غير الواقع السوداني المأزوم، حربا وسلما، في ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭكذلك احاديث ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ وحكايات (نحن من نفرٍ عمروا الارضَ حيثما قطنوا)، والاخيرة لا تقال بيننا على سبيل التباهي الاستهلاكي، لان من بيننا دائما يخرج الف فارس من صلب هذا البلد ليسد ثغرة في مكان ما بالعزم والروح والدم.. يقاتل ببسالة ويجود ويعطي ويطعم جائع او ينقذ ملهوف ويعالج مريضا…
# وددت بهذه الاشارات ان اقول ان ﻣﺰﺍﺟﻨﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ لم يعد ﻳﺘﻘﺒﻞ الا فكرة واحدة عن الآخر الذي لا نطيقه فلا نرى في واقعنا هذا غير المسالب وما يستدعي التبخيس.. لمَ لا نرى ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ الجليلة بعين الرضا وعين التقدير والفخر.. والنضارة البرتقالية او البمبية ؟ ﻟﻌﻞ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ، اننا شعب (منفسن) بسبب الحرب المفروضة عليه قهرا وبسبب الفقر وبسبب العوز والحاجة.. ويسألني: هل ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺗﻮﺟﺪ ﺃﺣﻼﻡ ؟.. مع ان الاحلام ليست كلها مادية.. الحلم قد يكون مشروعا يحتاج لتخطيط ورؤية واهداف واضحة وشوية خيال.. مع الخيال نعد الخارطة ونضع الماكيت.. نقارب ونعدل ونصحح وبقليل صبر بالتاكيد ينجح المشروع ليصبح رأية للآخرين.. ولكن ماذا نفعل نحن في ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ الحالية التي ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺳﺮﻳﻌﺎً ﺇﻟﻰ ﻛﻮﺍﺑﻴﺲ.. كوابيس ﻧﻌﻴﺸﻬﺎ ﺑﺄﻋﻴﻦ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻭﺃﻳﺪﻳﻨﺎ ﻋﻠﻰ القلوب الواجفة.. ﺩﻋﻮﺍ ﻋﻨﻜﻢ كل تلك ﺍﻟﻜﻮﺍﺑﻴﺲ التي لم تستثني احدا.. ﻭﺍﺑﺤﺜﻮﺍ ﻓﻲ ﻗﺼﺺ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍلسوداني المتمثل في التكايا والحكايا والتفاصيل الوسيمة في زمن الالم والقلوب المفجوعة، يفعل الانصرافي خاصية فعل الخير عبر مشاريع كبيرة تستهدف خدمة الانسان وخدمة الجيش.. تمد الاخت سوهندا عبد الوهاب وفريقها الوثاب (قَرَعة) اللقمة المغموسة في العرق الحلال.. وكذلك يفعل الزميل عثمان الجندي ثم يأتينا شيخ الامين عمر الامين في ام درمان بالماء والعلاج وما يسكت البطون.. ابحثوا ايها السادة عن الخير المبذول في نواحي ام درمان وكرري والشرق والشمال وسنار والنيل الازرق.. وتلك المبادرات الطاعمة التي تمشي بين الناس في الشوارع.. ﻓﺴﺘﺠﺪﻭا ﺄﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﺑﺨﻴﺮﻩ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻜﻦ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻛﻄﺒﺎﻉ ﺭﺍﺳﺨﺔ.. ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺘﻌﺜﺮ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺶ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ، ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺗﻔﺘﺢ ﺃﻣﺎﻣﻨﺎ ﺑﺎﺏ ﺍﻷﻣﻞ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺿﻮﺀ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻨﻔﻖ.. هناك سنجد الاخ الاكرم اشرف سيد احمد الكاردينال يبسط كتاب التعمير لاهل الشرق ثم يستأذن اسرة الشهيد البطل الملازم اول محمد صديق ابراهيم لكي يعلن تكفله برعاية ابناء الشهيد (من طق.. طق.. لى سلام عليكم).. كفالة متكاملة.. وكافل اليتيم والمصطفى عليه الصلاة واتم التسليم في الجنة.. ﺍﻟﺸﻜﺮ ﻟﻚ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻘﺪﻡ ﻟنا ﻗﺒﺴﺎً ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻨﺎ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺍﻷﺳﻤﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻣﻘﺎﺑﻼً.. ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﻭﺀﺓ البيضاء التي يمكن لأي عصفور عابر ان يشرب منها لو شاء.. سيخالها ماء.

مقالات ذات صلة