• أن يهتف أحدهم في مؤتمر سياسي “لأم قرون انتي أساس”، هو قول يتجاوز المدلول الثقافي، الى فعل سياسي يرتبط في أذهان المتضررين من الحرب بمن نهبوا منازلهم وسياراتهم، بينما كانوا يترنمون “عشان ام قرون بركب الحديد بوكسي”.
• لا مجال لموارأة هذا الهتاف تحت أي غطاء ثقافي، نحن الذين تجولنا في مختلف ارجاء السودان، سمعنا المصطلح ونعلم مدلوله، وقد زرنا كل تلك المناطق التي تردد هذا المصطلح.
• ولكنا في الوقت الراهن نعلم أن من نهبوا منازلنا وسياراتنا واملاكنا من عصابات الدعم السريع، كانوا يرددون على مسامعنا تلك العبارة، وبذلك فهي قد صارت ضمن استدعاءات الحرب، ومن محمولات مجرميها الذين يذيقون الأن الشعب الإذلال الممنهج بجرائم حربهم المنكرة، من قتل واغتصاب واخلاء قسري من المنازل ونهب وسلب.
• فتحت ثورة ديسمبر الباب لجموع من السودانيين حملوا اللواء لتبين دروب الوطن الوعرة، وقدموا الشهيد تلو الشهيد، وجأت الحرب تالية لإنقلاب مجرمي الحرب في قيادة القوات المسلحة والدعم السريع، من بقايا ومخلفات الحركة الاسلامية وعناصرها التي تتحكم فيها، للهروب للأمام من جرائمهم، وإذا حاولنا بعث جديد للبلاد لابد أن ينبني على حساسيات جديدة، تقارب فهم الضحايا لا الجناة الذين مكانهم المحاكم.
• هذه الحرب العشوائية التي تحطم البلاد، هي آخر ما تملكه هذه القوى، التي جمعت مجرمي الحرب والنهابين ولصوص السطو والسلب والنهب، وهي معركتهم الأخيرة وبعدها، وبعد أن يكتمل خرابهم ومقاتلهم لبعضهم البعض، سيعيد الشعب تأسيس دولته المدنية وسترغم أنوف يومها، وسيكون مكان المجرمين اللائق هو السجون لا غيرها.
• “أم قرون” لا مكان لها من الإعراب في محفل مثل هذا، ولم يرددها الإ فردا ينتمي للجنجويد وهو منهم، وهو قول لا يمكن تبريره وتفسيره بغير ذلك، وسنلاحق المجرمين ونلزمهم في قريب الزمان حدهم.
وائل محجوب