حكى الفنان الكبير محمد وردي ذات مرة قائلاً:
وأنا داخل على مبنى اتحاد الفنانين وبعد التحية والسلام على بعض الزملاء الفنانين الموجودين قال لي أحدهم أن ضيفاً في انتظارك فقلت من..؟؟؟
فاشار لي على أحد الجلوس وكان شاباً وسيماً صغيراً لم يتعدى عمره الخامسة عشر، فذهبت اليه وسلمت عليه. كان في قمه الأناقة. فقلت نعم تفضل قالوا انك تنتظرني منذ زمن طويل.
فقال نعم انا *التجاني سعيد محمود* .
يقول وردي فاصابتني الدهشة وكنت قبل فترة قصيرة غنيت له أغنية من غير ميعاد ولم التقيه ولم أعرفه من قبل…
يقول فاحتضنته بشدة وأعدت عليه السلام أانت التجاني سعيد محمود؟
قال نعم..
فقلت له مازحاً لو كنت اعرف انك لسة شافع كدا لما غنيت لك….
يقول التجاني سعيد وبعدها أخذني وردي وبقى يطوف بي بين الفنانين الموجودين داخل اتحاد الفنانين ويقول لهم: هذا شاعر اغنيتي الجديدة من غير ميعاد وهم ما بين مصدق وغير ذلك.
كيف لهذا اليافع الشافع ان يكتب مثل هذا الكلام الرومانسي وهو لازال صبيا لم يبلغ مرحلة العشق حتى ولم يجرب الغربة خارج البلاد كيف له ان يكتب هذا الكلام المموسق الذي يحوي كل هذا الجمال..
*من غير معاد… واللقيا أجمل في حقيقة بلا انتظار*
صحيتي في نفسي الوجود ورجعتي لعيوني النهار*
يا الله إبداع منقطع النظير ما هذا العشق الذي اصاب هذا الفتى، ويواصل قائلاً..
*كل الطيوب الحلوة يا مولاتي*
*والجيد الرقيق*
*واللفتة*
*والخصل اللي نامت فوق تسابيح البريق*
*وخطاك والهدب المكحل وفتنة التوب الانيق.*
يا الله ما هذا الإبداع من أين أتى هذا الشاب بكل ذلك ومن أين عرف كل هذه الاوصاف…
ويتجلي إبداعه عندما يصف حاله عندما يلتقي بمحبوبته كعادة العشاق فيصاب بالصمت ولم يستطع قول شي.. فيقول:
ضاع الكلام…
ماتت حروف اللقيا قبال اهمسا
والله ما غابت محاسنك لحظة لا الجرح اتنسى،
والليلة يا حبي الكبير في حرقة لافيني الأسى،….
يا إلهي قمة الابداع لم يستطيع قول شي في حضرتها لكن تحدثت الجوارح هامسة ومغازلة تلك الحبيبة. ويعود مره اخرى مغازلاً حبيبته ومتوعداً نفسة بالغياب او عدم رؤية حبيبته قريبا فيقول مستبقاً تلك الاحداث. وباكياً على الذي يلاقية من آلام في غياب حبيبته ويتمنى حتى صدفة تجمعه بها فيقول:
*لو مرة بعدك يا زمان الغربة تجمعنا الصدف*
*انا كيف أعود من غيبة اول نظرة للدار منكسف*
*وااا ضيعة الوتر اللي ما غني
( الشاعر التيجاني سعيد محمود هو ابن اخ المحامي الضليع والسياسى المحنك والمناضل الجسور المرحوم على محمود حسنين)