بريق أمل في توجهات الاتحاد الافريقي ممثلا في مجلس السلم و الامن برئاسة مصر الشقيقة: دعم لمؤسسات الدولة ورفض للتدخلات الخارجية
في ظل التحديات التي تواجه السودان على الصعيدين الداخلي والخارجي، تبرز تصريحات السيد محمد جاد، سفير جمهورية مصر العربية والرئيس الحالي لمجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي، كبادرة أمل وفرصة جديدة لإعادة التوازن في العلاقات الإقليمية والدولية للسودان. حيث أكد السفير جاد على دعم مؤسسات الدولة السودانية ورفض أي تدخلات خارجية في الشأن السوداني، مشددًا على أهمية استمرار التواصل والعمل المشترك بين القوي السياسية السودانية و مجلس السلم و الامن الذي يراس الالبة الرفيعة و صاحب الكلمة الاخيرة في جمبع القرارات التي تخص السودان.
تصريحات السيد محمد جاد تعكس موقفًا مشرفًا يُقدِّم دعمًا واضحًا لمؤسسات الدولة السودانية في هذه المرحلة الحساسة. هذا التأييد يشكل رسالة قوية للأطراف السياسية كافة في السودان، مفادها أن الحل لا يمكن أن يأتي إلا من الداخل، وأن الاعتماد على القوى الخارجية قد يؤدي إلى تعقيد الأوضاع بدلًا من حلها.
في هذا السياق، من الضروري أن تتفاعل القوى السياسية والمجتمع المدني السوداني بشكل إيجابي مع هذه التصريحات، وأن يدركوا أن هذه الرسالة تُعتبر دعوة للحوار الوطني والبحث عن حلول مشتركة. الأوضاع الراهنة تتطلب تضافر الجهود الداخلية، وتجاوز الخلافات من أجل تحقيق الاستقرار الذي طالما تاق إليه الشعب السوداني.
رفض السفير جاد للتدخلات الخارجية يُعد نقطة محورية في هذه المرحلة، حيث أصبحت التدخلات الخارجية، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو عسكرية، تُشكِّل تهديدًا كبيرًا على سيادة الدول واستقلال قرارها. دعم مؤسسات الدولة السودانية وتأكيد السيادة الوطنية هو المبدأ الأساسي الذي يجب أن يحكم العلاقات بين السودان والدول الأخرى، ويجب أن يكون هذا المبدأ محفزًا لجميع الأطراف للعمل على حماية الاستقلال الوطني.
لا شك أن تصريحات السفير المصري تمثل بادرة نحو تغيير إيجابي في الموقف الإقليمي تجاه السودان. هذه الرسالة، إن أُحسن استثمارها، قد تُسهم في تخفيف التوترات الداخلية وتعزيز الجهود لتحقيق الاستقرار. لذلك، من المهم أن تستجيب القوى السياسية والمجتمع المدني في السودان لهذه المبادرة بإيجابية، وأن يسعوا إلى استغلال الفرصة لتعزيز الحوار والمصالحة الوطنية.
يجب أن يدرك الجميع أن تحقيق الاستقرار يتطلب وحدة الصفوف والعمل المشترك بين جميع الأطراف المعنية. فالسودان الآن أمام فرصة ذهبية للاستفادة من هذا الدعم الإقليمي، وتحويله إلى زخم داخلي يُسهم في إنهاء الأزمات التي تعصف بالبلاد. على القوى السياسية السودانية أن تنظر إلى هذه التصريحات كدعوة لتعزيز التفاهم الوطني، وأن تبتعد عن المصالح الضيقة لصالح مصلحة الوطن الأكبر.
ختامًا، تصريحات السفير محمد جاد تمثل لحظة فارقة في مسار العلاقات السودانية المصرية والإقليمية بشكل عام. إنها دعوة واضحة لتوحيد الجهود والعمل من أجل مستقبل أفضل للسودان، بعيدًا عن التدخلات الخارجية والمصالح الشخصية. على القوى السياسية والمجتمع المدني أن يكونوا على قدر المسؤولية، وأن يسعوا لاستثمار هذه الفرصة من أجل بناء سودان جديد يعبر عن تطلعات الشعب ويحقق طموحاته في الحرية والسلام والعدالة.
نزار خيري
٣ أكتوبر ٢٠٢٤