*محاولة مليشيات المؤتمر الوطني سرقة انتصارات الجيش وتجييرها لصالحهم.. نزار خيري ٨ أكتوبر ٢٠٢٤ *

بعد أن استطاع الجيش السوداني تحقيق انتصارات ملموسة ضد مليشيا الدعم السريع ، برزت محاولات ملحوظة من قبل مليشيات حزب المؤتمر الوطني على الساحة السياسية ، لسرقة هذه الانتصارات وتجييرها لصالحهم.

حزب المؤتمر الوطني المحلول ، الذي قاد البلاد لثلاث عقود من الزمن و الذي حاول طوال تلك السنوات تعزيز نفوذه واستدامة حكمه عبر استخدام المليشيا التي تعمل لصالحه خارج إطار الدولة الرسمية و التي  لعبت دورًا رئيسيًا في قمع الحركات المعارضة والانتفاضات الشعبية، و اعتمد عليها النظام في حفظ السيطرة واجهاض الثورات.

بعد أن بدأت الأوضاع تتغير وظهرت انتصارات الجيش ضد النظام البائد و مليشياته في الساحة السياسية والعسكرية، بدأت مليشيات المؤتمر الوطني تعمل على قلب الموازين لصالحهم. استخدموا وسائل متعددة لسرقة و اختطاف جهود الجيش والشعب الصامد عن طريق :

1. الترويج الإعلامي:
حرصت مليشيات المؤتمر الوطني على إطلاق حملات إعلامية منظمة وموجهة بهدف إبراز نفسها كحامي للوطن ومحاولة التقليل من دور الجيش. اعتمدوا في هذه الحملات على القنوات الإعلامية التي يسيطرون عليها، بالإضافة إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الدعاية المضللة.

2. التحالفات السياسية:
سعت مليشيات المؤتمر الوطني لتشكيل تحالفات مع القوى السياسية التي يمكن أن تتعاطف مع طموحاتهم أو تلك التي تعارض قوى الثورة. هذه التحالفات كانت تهدف إلى زعزعة استقرار الأوضاع وخلق فوضى سياسية تمكنهم من تحقيق أهدافهم.

3. استغلال الانقسامات الداخلية:
هذه المليشيات تستغل أي انقسامات أو اختلافات داخل الجيش أو القوى الثورية لصالحها. و تحاول تأجيج الصراعات الداخلية بغية إضعاف القيادة الثورية والعسكرية وتحويلها لصالح أجندتهم الخاصة.

4. النفوذ الاقتصادي:
تحاول مليشيات المؤتمر الوطني استخدام نفوذها الاقتصادي وشبكاتهم المالية لشراء الولاءات والتأثير على سير العمليات العسكرية والسياسية و تستخدم المال لتمويل حملاتها الدعائية ودعمها السياسي لتقويض جهود و مساعي و تضحيات الجيش  للاستئثار بمكاسب الجيش و انتصاراته.

محاولات السيطرة على الخطاب الوطني

مليشيات المؤتمر الوطني تدرك تمامًا أن السيطرة على السرد الوطني يشكل مفتاحًا للمحاولة للاستيلاء على السلطة من جديد. لذلك، عملوا جاهدين على ترويج فكرة أن الجيش لم يكن لولا دعمهم أو توجيههم، وأنهم، بطريقة ما، هم الذين ساهموا في تحقيق الانتصارات. هذا السرد يسعى لتشويه الحقائق وتقزيم الجهود البطولية التي بذلها الجيش والشعب الثائر.

التصدي للمحاولات

في ظل هذه المحاولات المتكررة، فقد كان لزاما علي جيشنا التصدي لمحاولات سرقة هذه الانتصارات. و  التصدي لهذه المحاولات في:

1. إبراز دور الجيش الحقيقي:
من الضروري للجيش إصدار بيانات توضيحية بشكل مستمر حول دوره في الدفاع عن الشعب وتحرير البلاد من النظام البائد و المليشيا، و التاكيد على  المحافظة على مسار الثورة الحقيقي.

2. التواصل مع الشعب:
يجب علي الجيش وقوى الثورة الحرص على الحفاظ على تواصل مستمر مع الشعب السوداني لتوضيح الحقائق وفضح محاولات مليشيات المؤتمر الوطني من الجنجويد و غيرهم تغيير السرد الوطني لصالحهم.

3. محاربة الفساد:
أهم الخطوات التي يجب ان يتخذها الجيش وقوى الثورة هي التركيز على تفكيك شبكات الفساد المالي والسياسي التي كان المؤتمر الوطني و مازال يعتمد عليها لاضعاف قدرتهم على التأثير في الساحة السياسية والعسكرية.

و في الختام

محاولة مليشيات المؤتمر الوطني سرقة انتصارات الجيش وتجييرها لصالحهم هي محاولة للاستيلاء على السلطة،  و جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى إعادة السيطرة على البلاد. ورغم هذه المحاولات، فإن وعي الجيش والشعب السوداني بالحقيقة، واستمرارهم في الدفاع عن قيم الثورة والتحرر، يشكل حاجزًا قويًا أمام هذه المليشيات لافشال محاولاتهم.
نزار خيري
٨ أكتوبر ٢٠٢٤

مقالات ذات صلة