مع استئناف تصدير البترول من جنوب السودان عبر الأراضي السودانية، تزامنا مع تحرير مدني، تبدو بوادر الانفراج الاقتصادي تلوح في الأفق لكل من شعب جنوب السودان وحكومته وكذلك للسودان. هذه الخطوة الإيجابية تمثل حجر اساس لعلاقة أخوية متينة بين الشعبين الجارين، إلا أن هذا الإنجاز و بشائر الانفراج الاقتصادي لم يرق لبعض السياسيين المعارضين لنظام سيلفاكير في دولة جنوب السودان. لقد حاول هؤلاء، عبثاً، استغلال اللحظة لخلق توترات بين البلدين، مستهدفين هدم جسور الإخاء الأصيلة المتوطدة بينهما والتي تجلت خلال أجواء مباراة كرة القدم بين المنتخبين الشقيقين، التي برغم نتيجتها، خرج الجميع بروح المنتصر، ليؤكدوا أن ما يجمعهم أكبر من أن يتأثر بمصالح شخصية أو أجندات ضيقة.
على السياسيين في دولة جنوب السودان أن يدركوا خطورة اللعب بمصائر الشعوب من أجل تحقيق أغراض دنيئة أو مكاسب شخصية. استغلال النعرات القبلية والخطابات الإعلامية الكاذبة لن يؤدي إلا إلى تعميق الانقسامات وإشعال الفوضى، و نؤكد لهم ان الشعبين سينتصرا و انتم ستخرجون من المشهد خاسرون و نذكركم بان ارادة الشعوب دائما تنتصر.
إننا نأمل أن تسود الحكمة وأن يركز الجميع على بناء مستقبل مشترك قائم على التعاون والسلام. فالشعبان السوداني والجنوبي يستحقان الرخاء والازدهار بعد سنوات من المعاناة. لنكن جميعاً دعاة سلام، ولنحارب الفوضى بالكلمة الصادقة والعمل البناء، كي نبني جسوراً من الأمل بدل أن نسمح بهدم ما بنته أواصر التاريخ والجغرافيا.
نزار خيري
رئيس تحالف الخط الوطني (تخطي)
١٧ يناير ٢٠٢٥