*ذات المصير..!!* *الطاهر ساتي*

 

:: بعد احتلال النمسا، تفقد نابليون جنوده، وكان منتشياً بالانتصار.. و تفاجأ بجندي نمساوي مع جنوده، وكان يعمل جاسوساً، فأمر نابليون قائد جيشه بمكافأة الجندي النمساوي بمال تقديراً لخدماته الجاسوسية.. !!

:: ولكن الجندي لم يكن بحاجة الى المال في تلك اللحظة، بل خاطب نابليون متوسلاً : ( فقط أريد مصافحة الأمبراطور)، فابتعد عنه نابليون بعد أن قائلًا : ( عفواً، أنا لا أصافح الخونة ).. هكذا كانت مبادئ القائد ..!!

:: خدمات الجندي النمساوي الخائن لبلاده لم تهز قناعات نابليون الفكرية والأخلاقية، أي مهما كان الجاسوس وفياً ومخلصاً فهو – في النهاية (خائن )، وتحفيزه يجب ألا يتجاوز حفنة مال وليس مصافحة قائد ذو مبادئ ..!!

:: ونابليون ذاته هو القائل : ( الخائن لوطنه وشعبه مثل الذي يسرق مال أبيه ثم يعطيه للص، فلا أبوه يسامحه ولا اللص يشكره ) .. وهكذا حال الذين يحضنون مليشيا آل دقلو بالخارج، كذلك حال الذين تعاونوا معها بالداخل..!!

:: ولافرق بين التمرد و حاضنه الذي يُبرر جرائمه تحت مسمى ( طرفي الصراع)، وكما قال رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش اليوم: ( قحت تعلم انها دعمت التمرد ).. وبالتأكيد سوف يتعامل الشعب مع كل داعم للمليشيا (كمايجب) ..!!

:: أما من نسميهم بالمتعاونين هم في الحقيقة متمردين، ولا يختلفون عن الجنجويد اطلاقاً، ولا يستحقون من – الجيش والشعب – غير ذات المصير الذي يستحقه الجنجويد .. فالإبادة هي المصير الأنسب لهم جميعاً..!!

:: نعم، من يرشد المغتصبين الى حيث الحرائر ليغتصبوها، ومن يرشد القتلة الى منازل ضباط القوات النظامية وقدامى المحاربين ليقتلوهم أو ليأسروهم، ومن يرشد اللصوص إلى بيوت الناس وعرباتهم ليسرقوها، فهؤلاء لايستحقون الحياة ..!!

:: والمتعاون مع الجنجويد في الحي أوضح لأهل الحي من حميدتي و عبد الرحيم و القوني وغيرهم عصابة آل دقلو ..ومهما يختبئ أو يحتمي بالمنظمات والجمعيات والأحزاب، فان المتعاون لن يُخفي نفسه وجرائمه..!!

:: رأينا الأب يتبرأ من ابنه المتعاون، والأخ من أخيه المتعاون، و الخال من ابن أخته المتعاون، وهكذا .. ومع ذلك هناك من يبكي على المتعاون .. ولا يبكي على متعاون الداخل – حين ينال مصيره هلاكاً أو سجناً – غير متعاون المنافي.. وما يبكونه حباً فيه أو رحمة به، ولكن خوفاً من ذات المصير.. !!

مقالات ذات صلة