لقرابة التسعة أشهر فشلت المليشيا المتمردة في هزيمة الجيش والسيطرة على العاصمة رغم استماتتها في تكرار محاولاتها للسيطرة على مقار وقيادات وحدات القوات المسلحة. ومن يرجع البصر سيدرك ان المليشيا في العاصمة لم تسيطر الا على الاماكن التى كانت موجودة فيها اصلا قبل ان تشن حربها على البلاد والعباد، او مواقع خدمية تتبع للجيش لم تكن بها قوة مقاتلة او مواقع للشرطة، وتلك حيلة العاجز الذي يبحث عن ضجيج او فرقعة إعلامية فقط.
ومع فشلها في هزيمة القوات المسلحة أو السيطرة على السلطة لجأت المليشيا الى استهداف المواطنين العزل والقري النائية كما يجري حاليا في الجزيرة.
إن استهداف وحدات الجيش النائية كما حدث في دارفور او استهداف القرى في البطانة او الجزيرة، يعني بالضرورة هزيمة المليشيا واقرارها بأن مشروعها الاساسي في هزيمة الجيش والسيطرة على الدولة قد انهار تماما وانها لم تعد تملك القوة البشرية والعتاد العسكري لتكرار محاولة السيطرة على الدولة.
الثابت الآن أن المليشيا عادت الى طبيعتها الاولي كمجموعة من القتلة والمجرمين و قطاع الطرق.. لا أكثر..!
وعليه يمكننا القول ان الحرب بمفهومها التقليدي (جيش يواجه جيشا) قد انتهت، وان ما يجري هو جرائم مسلحة يرتكبها ارهابيون ضد مواطنين عزل يدافعون عن حياتهم واعراضهم و ممتلكاتهم.
ولذلك نقول لخونة وعملاء ” تقدم” الذين يتحدثون عن وقف الحرب، انه لا توجد حرب في بلادنا حتي يتم ايقافها وأن ما يجري هو فقط اجرام مسلح ضد المواطنين العزل، وقد نهض المواطنون الان لدعم الجيش لحسمه. تلك هي حقيقة ما يجري.
لن يستطيع احد الان ان يدعي ان هنالك مواجهة بين جيشين في السودان حتى نتحدث عن “حرب” ليتم ايقافها او البحث عن هدنة او وقف اطلاق نار.
لكل ذلك علينا جميعا الحذر الشديد في استخدام المفردات. فاستخدامنا لمصطلح “حرب” لوصف ما يجري هو تضخيم لجرائم مسلحة ترتكبها عصابات ومليشيا الدعم السريع، و عليه تصبح المبادرات التى تدور في اوساط مختلفة بلا قيمة ولا معني لانها تخطىء وتسىء فهم طبيعة ما يجري.
علينا اذن الانتباه في استخدامنا للمفردات حتى لا نمنح المليشيا وصفا لا تستحقه تنسحب عليه تبعات كالمفاوضات ووقف اطلاق النار الخ.. انما الامر الذي يجب ان نكون بصدده هو وقف جرائم هذه المليشيا المسلحة ونهبها للمواطنين وارهابهم وتشريدهم.
اعتقد ان مخاطبتنا للعالم يجب ان تأخذ هذ الوصف ويتم التوقف عن وصف ما يجري بأنه “حرب”.
لكل ذلك، فإن مواجهة مليشيا وعصابات الدعم السريع ومهاجمتها للقري والبلدات النائية لا يتم الا بتدريب المواطنين وتسليحهم للدفاع عن حياتهم لأن المليشيا تركت مهاجمة الجيش واصبحت تستهدف الابرياء العزل بعد انهيار مشروعها في السيطرة على الدولة.
على المقاومة الشعبية التى انتظمت البلاد من اقصاها لأقصاها ان لا تكتف بالدفاع عن مناطقها فقط، بل يتوجب على قياداتها التنسيق المحكم مع القوات المسلحة والائتمار بأمرها لدحر المليشيا في الجزيرة ومن ثم التوجه للعاصمة لتطويقها و سحق جيوب المليشيا ولصوصها وتحريرها بالكامل.
من واقع اتصالاتي مع قيادات المقاومة الشعبية في ولايات و مناطق مختلفة فإني على ثقة ان كنس المليشيا من كامل ارض بلادنا هو الهدف الاساسي للمقاومة الشعبية ولا يخامرني ادنى شك ان شعبنا قادر تماما على دحر المليشيا وكنسها وتطهير بلادنا من جرائمها ورجسها.
حقيقة نحن على اعتاب نصر سيدهش العالم وسيدهش الجميع بعد ان علم الشعب مكامن قوته وشحذ همته وارادته وخرج لمنازلة هولاء اللصوص القتلة… النصر لاح واكاد ان أراه رأي العين.
هذه الأرض لنا