*الصالحة …صرخة أمة مذبوحة واعتراف جلاد منتصر زائف*

في ليل الخرطوم الدامس ،حيث تتراقص أشباح الموت بين الأنقاض ،كتب فصل جديد من فصول الهمجية في تاريخ المليشيا الملطخ بالدماء ،مجزرة الصالحة لم تكن مجرد بقعة حمراء تضاف الي خارطة الوطن المنكوب ،بل مسرحا لجريمة إبادة جماعية مصغرة ،كشفت الغطاء عن وحشية أخري لم يكتف هؤلاء القتلة المتعطشون للدماء بحصد أرواح الأبرياء العزل في مخدعهم الآمن ،بل تجاوزوا كل حدود الأنسانية ،وامتدت أياديهم الآثمة لتطال الأسري مره أخري ،في فعل يمثل قمة السقوط الأخلاقي والأنحدار الأنساني ،ويذكرنا بأبشع فصول التاريخ الأسود
لكن قمة الأستفزاز والغطرسة ،التي أشتعلت فتيل الغضب في قلب كل سوداني ،الظهور العالمي لأحد أبواق المليشيا الذي تجرأ بصلف مقيت وقال أن تصفية الأسري كانت رد فعل طبيعي ردا علي تصريحات قائد الجيش ،ياله من تبرير مقزز ،أي منطق اعوج يسمح بتحول الأسري العزل الي ضحايا أنتقام أعمي ؟هذا الاعتراف الصريح بالجريمة عار جديد يلاحق مليشيا الدعم السريع وقادتهم الي الأبد ،أنها ليست مليشيا بالمعني العسكري أو السياسي المتعارف عليه ،بل هي عصابة إجرامية منظمة لاتحكمها أي قوانين منظمة او اعراف دولية ،ولا يردعها ضمير او وازع اخلاقي ،تعتبر سفك الدماء وترويع الآمنين وسيلة لتحقيف أهدافهم الدنيئة ،أنهم ورم خبيث أستشري في جسد الوطن ،ولايمكن استئصاله الا ببتر جذوره الخبيثة ،مجزرة الصالحة ليست حديثا منعزلا ،بل هي تجسيد لنمط متكرر من الجرائم الوحشية التي ترتكبها هذه المليشيا المارقه في مختلف مدن السودان تطهير عرقي ممنهج أنها حرب إبادة لمكونات بعينها من اسوأ المليشيات التي مرت علي العالم ،تستخدم الاغتصاب كسلاح حرب ،تنهب الممتلكات ،يكتفي العالم بإصدار بيانات إدانة باردة ،دون اتخاذ أي اجراءات فعلية لوقف هذا النزيف
إننا نرفع صوتنا المبحوح ،بمرارة الفقد والغضب ،الي كل الدولة التي تدعم هذه المليشيا اوقفوا هذا الدعم انها ترتكب ابشع الجرائم والانتهاكات ، استيقظوا ،وانظروا بعين بصيرة الي مايرتكب في حق الشعب ستطاردكم لعنة الأبرياء والمغتصابات واليتامي ،اننا لن ننسي ولن نفغر ،ولن نهدأ حتي يتحقق العدل الناجز .

أي وحشية تبيح دما مؤتمنا
في الصالحة جريمة تفوق الخيال

مقالات ذات صلة