تقرير أخباري : عائشة الماجدي
مواصلة في نهجها التخريبي الذي يستهدف البنى التحتية والمرافق الخدمية بالبلاد، قامت مليشيا الدعم السريع باستهداف مدينة بورتسودان وبعض المنشآت الحيوية بها لمدة ثلاثة أيام على التوالي الأمر الذي وجد الإدانة من جهات دولية ومحلية معتبرين ذلك عملاً إرهابيا، فيما وعد رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح بالقصاص، هذا بجانب قطع العلاقات مع دولة الإمارات وتصنيفها كدولة عدوان، وفي خصم هذا التصعيد غير المسبوق..
⛔️ فلاش باك
وتعتبر الهجمات على ولاية البحر الأحمر الثانية من نوعها بعد اندلاع الحرب في 15 أبريل من العام قبل الماضي، حيث كانت الهجمة الأولى باستهداف مسيرة لرئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان في تخريج عسكري بيوليو السابق في منطقة جبيت العسكرية.
اليوم ولليوم الثالث على التوالي استهدفت المُسيّرات بورتسودان، وبعض المُنشآت الحيوية فيها، واستهدفت المسيّرات في يومها الأول مطار بورتسودان وقاعدة عثمان دقنة بالمطار مما أدى إلى صدور نشرة (نوتام) من سُلطة الطيران المدني، والتي علّقت الرحلات بمطار بورتسودان الدولي حتى الخامسة من ذلك اليوم قبل أن تعود وتعلن عن عودة العمل بالمطار بصورةٍ عادية، وفي اليوم التالي استهدفت الطائرات المسيّرة المستودعات الإستراتيجية بمدينة بورتسودان ؛ حيث أعلنت وزارة الطاقة والنفط في بيانٍ رسمي استهداف أكبر المستودعات بالولاية والتي استمرت النيران فيها مشتعلة حتى اليوم التالي مخلفة خسائر تجاوزت النصف مليار دولار.
و واضح قائد منطقة البحر الأحمر العسكرية، الفريق الركن محجوب بشرى عقب الهجوم ان عدد كل الطائرات الانتحارية التي استهدفت المدينة 11 مسيرة تم التعامل معها بواسطة وسائل الدفاع الجوي والسيطرة عليها وتحييدها تماما حيث سقط جزء منها في البحر بسبب الإجراءات التي اتخذتها وتبقى منها سبعة الآن بأيديهم.
وأضاف اثناء معركة الدفاع الجوي مع هذه المسيرات هاجمت مسيرة استراتيجية قاعدة عثمان دقنة الجوية أكد أنها أوقعت أضرار مادية في القاعدة، واكد عدم حدوث اي خسائر بشرية غير بعض الاصابات الطفيفة وسط العاملين بالقاعدة
وقال ان الهدف من هجوم الطائرات الانتحارية كان التغطية على هجوم الطائرة الاستراتيجية واشغال وسائل الدفاع الجوي عن الطائرة الأساسية الاستراتيجية.
⛔️ الخارجية تتهم الإمارات
من جانبها اتهمت وزارة الخارجية السودانية، في بيان رسمي، دولة الإمارات العربية المتحدة بالوقوف وراء “هجمات إرهابية ممنهجة” استهدفت مدينة بورتسودان خلال الساعات الـ72 الماضية، ووصفتها بأنها “جريمة عدوان مكتملة الأركان وإرهاب دولي صريح”.
وأوضح البيان أن الهجمات طالت منشآت مدنية حيوية شملت المطار المدني، ومستودعات الوقود الاستراتيجي، وجزءاً من ميناء بشائر، بالإضافة إلى فندق يقيم فيه دبلوماسيون وضيوف أجانب، في وقت تُعد فيه بورتسودان مركزاً للعمليات الإنسانية ومقراً للبعثات الدبلوماسية والمنظمات الأممية، فضلاً عن كونها الميناء البحري الرئيسي وثاني أكبر مطار دولي في البلاد.
وأكدت الخارجية أن الهجمات نُفذت بواسطة طائرات مسيّرة وأسلحة استراتيجية لا تتوفر إلا لدول بعينها، مشيرةً إلى أن الأجهزة المختصة تمتلك معلومات موثقة حول نوعية ومصادر تلك الأسلحة، وسيتم الإعلان عنها لاحقاً.
وأضاف البيان أن “هذا التصعيد يعكس يأس داعمي الميليشيا الإرهابية من تحقيق أهدافهم عبر الحرب بالوكالة، فلجأوا إلى التدخل المباشر باستخدام أدوات الإرهاب الصريح”.
وجددت الوزارة تأكيدها على قدرة السودان في “مواجهة هذا العدوان الإرهابي الخارجي”، وقالت إن الشعب السوداني وقواته المسلحة والقوى المساندة تمكنوا من التصدي لما وصفته بـ”أكبر غزو خارجي في تاريخ البلاد، رغم الدعم الواسع للمليشيا من أسلحة متطورة ومرتزقة”.
ودعت الخارجية السودانية مجلس الأمن الدولي، والاتحاد الإفريقي، وجامعة الدول العربية، وكافة أطراف المجتمع الدولي، لتحمل مسؤولياتهم تجاه ما وصفته بـ”التهديد الخطير للأمنين الإقليمي والدولي”، مؤكدة احتفاظ السودان بحقه الكامل في الدفاع عن النفس بكل الوسائل المشروعة.
⛔️ ادانات دولية و إقليمية
هجمات المليشيا وجدت الإدانة من الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو جوتيريش” والذي أعرب عن قلقه إزاء هجمات بطائرات مسيرة على بنية تحتية عسكرية ومدنية بالقرب من مطار بورتسودان نفذتها قوات الدعم السريع.
وقال إن الهجوم على بورتسودان يمثل تطورا مقلقا يهدد حماية المدنيين والعمليات الإنسانية في منطقة سلمت حتى الآن من تجربة الصراع المدمر الذي شهدته أجزاء أخرى كثيرة من البلاد.
كما أدانت حكومات جمهورية مصر العربية، والمملكة العربية السعودية، والكويت، وقطر، بالإضافة إلى “مفوضية الاتحاد الإفريقي” هذه الهجمات.
⛔️ محاولة لجر الحكومة للتفاوض
وفور وقوع الهجمات امتدت ايادي الإتهام لقوى تقف خلف المليشيا لا سيما وان الهجوم أتى من ناحية البحر الأحمر بحسب حديث مسؤولين حكوميين.
ويقول المحلل السياسي د. عثمان الفاتح إن التصعيد في بورتسودان مرتبط اساسا بالرد من الدولة الإقليمية الراعية لقوات الدعم السريع أي الامارات العربيه المتحده التي يعتقد ان عددا كبيرا من ضباطها وجنودها قتل في القصف الذي نفذه الجيش السوداني علي نيالا .
و رجح الفاتح من خلال تصريحه لـ”لايف ميديا” بتواصل القصف على بورتسودان بيد أنه سيتوقف في الايام القليلة القادمة خاصة بعد النشر المتوقع لبطارية الصواريخ المضادة للمسيرات في بورتسودان.
واعتبر الفاتح قصف بورتسودان محاولة لجر الحكومة السودانية للتفاوض مع الدعم السريع او على الأقل للتفاوض مع الإمارات العربية المتحدة وهو ما يرجح انه سيحدث إن تواصلت الضغوط العسكرية على بورتسودان.
⛔️ استراتيجية خنق الحكومة والشعب
أما الخبير الأمني والعسكري اللواء م د. أمين المجذوب فيعزي إنتقال المسيرات لبورتسودان بسبب الطبيعة الجبلية الصعبة ذات الطريق الواحد للدخول، مشيراً إلى أن الهجوم يهدف لتجفيف مصادر الطاقة البترولية والغاز لفرض حظر اقتصادي وللتضييق باستهداف محطات الكهرباء والمياه وتعطيل المطار المدني.
و أوضح المجذوب من خلال تصريحه لـ”لايف ميديا” أن الهجوم استراتيجية جديدة لخنق الحكومة وخنق الشعب السوداني، لافتاً إلى أن الدعم السريع فشل في الفاشر وفشل في تشكيل الحكومة الموازية وأن هذه تقاطعات أدت إلى تغيير قواعد الإشتباك من أجل بلوغ الأهداف.
وأردف : “الدخول للتفاوض مرهون بتحقيق موقف معين يتيح الدخول فيه، وكانت أمام الدعم السريع فرصة في منبر جدة للتفاوض لكن رفض و واصل في نهجه من سلب ونهب وغيره، والآن الموقف التفاوضي للجميع سيئ بكل المقاييس لذلك سيكون الخيار العسكري هو المتاح للطرفين ولا يرغبان به الأمر الذي يدخل الحرب في مرحلة جديدة “.
وتابع :” الدعم السريع والجهات التي تقف وراءه يريدون الإنتقام لما حدث في مطار نيالا الضربة أثرت عليه ومن يموله “.