*المعيار الرابع ..!!* *الطاهر ساتي*

:: التسريب المتعمد من وسائل تعطيل تشكيل حكومة كامل إدريس حسب الخُطة والمعايير المعتمدة.. على سبيل المثال، وزير الخارجية كاد أن يُعلن مع وزيري الدفاع و الداخلية، ولكن بتسريب اسم المُرشح – السفير نور الدين ساتي – أثاروا الرأي العام ضد رئيس الوزراء و المرشح، فتراجع رئيس الوزراء عن ساتي، ليتولى سيادته حقيبة الخارجية، كما قالت أخبار الجمعة ..!!

:: كذلك وزير الإعلام، كاد أن يٌعلن مع وزراء المالية والعدل و الحكم الاتحادي والتجارة و الشؤون الدينية، ولكن بتسريب اسم المُرشح – أحمد القرشي إدريس – أثاروا بعض الرأي العام ضد رئيس الوزراء والمرشح، فاعتذر المرشح وعاد إلى السعودية (مٌعتمراً)، بعد أن أشاد برئيس مجلس السيادة و رئيس الوزراء، ومتنمياً لهما النصر المبين ..!!

:: ثم ما يحدث في أمر ترشيح نور الدائم طه وزيراً للمعادن..تقول التسريبات أنه لم يمُر في الفحص الأمني وتم رفض تعيينه، بيد أن حركته أكدت بأنها لم تُخطر بالرفض، وهذا يعني أن الهدف من تسريب الرفض هو إثارة الرأي العام ضد نور الدائم، ليصرف رئيس الوزراء النظر عنه كما فعل مع ساتي، أو ليغادر نور الدائم مُعتذراً أو مُعتمراً كما فعل القرشي ..!!

:: وهكذا، فاللعبة مكشوفة.. تسريب اسم المرشح لإثارة الرأي العام ضده، ليتراجع رئيس الوزراء عن تعيينه أو ليهرب المرشح بجلده.. هل عرفت أن للتسريب غاية و ليست محض صُدفة وسبق صحفي؟، ( نعم )، و الغاية هي إبعاد المُرشح غير المرغوب فيه، ولهذا يُمكن وصف بأن ما يحدث ( شغل معلمين كبار)..!!

:: فالكفاءة وعدم التحزب و دعم الخط الوطني هي المعايير التي جاءت بكامل إدريس رئيساً للوزراء، وليس هناك معيار رابع .. وكان المطلوب، لسلامة الفترة الانتقالية، أن يلتزم رئيس الوزراء بتلك المعايير الثلاثة، دون إضافة معيار رابع، أو كما يحدث حالياً، وهو المعيار الذي يتسبب في إبعاد غير المرغوب فيهم رغم المعايير الثلاثة..!!

:: وبالمناسبة، لست داعماً لساتي والقرشي و نور الدائم، وكتبتها من قبل بأن الأفضل للخارجية سفيرنا بالأمم المتحدة الحارث إدريس أو سفيرنا بالسعودية دفع الله الحاج، وللإعلام الوزير السابق خالد الاعيسر، وهذا رأي، وكل رأي آخر يستحق الاحترام.. لست داعماً لهؤلاء، ولكن في إبعادهم – بالمعيار الرابع – شئٌ لو تعلمون قبيح.. نعم، فالرفض هنا لهذا المعيار الرابع الذي يتم استخدامه (عند اللزوم)، ركزوا فيه جيّداً، لتعرفوه ..!

:: بالإمتثال لصخب تسريب أسماء ساتي و القرشي ونور الدائم، وقع رئيس الوزراء في مأزق ثلاث وزارات، ويسعى لمعالجة مأزق الخارجية بأن يشغلها سيادته بجانب رئاسة المجلس.. والجمع بين المنصبين ليس حلاً، بل بمثابة فشل في حل الأزمة .. و إن لم يكن كذلك، فليجمعها جميعاً، بحيث يكون سيادته رئيس مجلس الوزراء و وزير الخارجية و المعادن و الاعلام، و بهذا ترضى عنه جماعة المعيار الرابع ..!!

مقالات ذات صلة