إن ما استخلصته واستولدته حرب الكرامة من منحة ربانية في كشف المستور المخبوء من مخططات مدروسة منذ امدٍ بعيد لسرقة الوطن جغرافياً وديمغرافياً، دفع الشعب غالبه الأعم دفعاً ودفقاً للاستيقاظ الباكر من هول الصدمة وإعادة ترتيب صفه ونسيان التفكير بعقل طفولي والتعاطي الساذج الغافل الذي كان سائداً من قبل مع الدعاية المضللة والتغبيش المتعمد وصرف الانظار عن النوايا الحقيقية لصانعي الحدث من وراء البحار وتصويب التهم الي أولى القربي والدم والجغرافيا بأنهم هم سبب كل بلية واذية ،، ولسان حالهم يقول : (رمتني بدائها وانسلت)..
ولكن فقد اثبتت الوقائع.. رغم الخطايا والآثام.. انهم احرص الناس على هوية ووطن وشعب. ولكنها الآلة الاعلامية المضللة التي زيفت الحقائق وسرقت الضمائر خلسة وغسلت الادمغة علانية وادخلت الجماهير في غرف الانعاش.. الا ان الزيف والتضليل سرعان ما انكشف وتعافي الشعب غالبه من الغيبوبة ونهض كأنما نشط من عقال..
ولكن المتربصين لا ييأسون، بل يدفعهم الفشل ان يصنعوا منه نجاحاً بإعادة النظر في دراسة الخطة ومعرفة اسباب الفشل لئلا يتكرر مرة أخرى،، بل يلجأون في غالب الأحيان الي الخطط البديلة،،
وهم في كل مرة يستهدفون راس الهرم اما بتهشيمه، أو بسرقة محتوياته، لكنهم بعد أن يدرسوا المحيط جيداً خشية البدائل غير المضمونة ، لذا فان النخبة عليها ان تصون القمة بسياج منيع من التغذية الذاتية المستمرة بفايتامينات المناعة الذاتية والتلاحم العضوي البيني الأصيل والمتحالف ورصه وتعهده بدون غفلة وتجاوز الهفوات والتقديرات الخطأ، فإن كثرة الطُرّاق تهدُّ العزيمة وتفلُّ الحديد،،
التفكير غير المعقد يُمكّن العدو من سرعة الاكتشاف،، ووضع البيض في سلة واحدة يسهّل القضاء عليه،، لذا فإن سر النجاح ان تكون القوة لا تُرى بالعين المجردة،، ومراكزها تورِّي بغيرها..
اخماد التآمر والتخابر في مهده يمثل اكبر صمام امان للوطن وأهله،، والعسكرة السلوكية والطبقية للشعب تمكنه من سرعة الحركة وتلافي المخاطر المحيطة والمستدامة بحزم وعزم،،
واما النداء الصدوح في البيداء نتوجه به إلى حلفاء حرب الكرامة تحت شعار.. {يا حلفاء حرب الكرامة اتّحدوا}…
واما ابناء العترة من اهل الوطن الذين غيبتهم الآلة المضللة واغوتهم الأفكار الملغومة والمشروعات السياسية ذات المعايير المزدوجة والشعارات الكذوب، أو أولئك الذين اشترتهم الدنانير بثمن بخس، نقول لهم جميعاً ان عودوا الي رشدكم واستيقظوا من غفلتكم وفكوا الاسار والاغلال وتحرروا من العبودية. فقد تعس قبلكم عبدة الدرهم والدينار…
الملحمة الكبرى التي تنتظر النخب الحاكمة القائدة هي (الحملة القومية لإعادة البناء والإعمار لما بعد الحرب)،، وأولوياتها إعادة بناء المعاني قبل المباني…[نبني الرجال، وغيرنا يبني القرى،، شتان بين قريً، وبين رجال].. هي معركة لن تكون سهلة، فإن من يقوم بها قطعاً ليس من ألفوا صناعة واستخدام العقار القديم،، فإن لكل زمان واوان رجال.. صناعة الأطباء المهرة للمرحلة القادمة تتطلب (أكاديمية متخصصة).
فان الحملات التي تستهدف وحدة الصف لا تزال مستمرة بأشكال مختلفة ومتنوعة ومستهدفين جدداً،، ولكن المألوف هو ذات (التكنيك) الذي أصبح مكشوفاً مما يسهّل التعامل معه.. فلا تهنوا في ابتغاء القوم فإن تكونوا تيأسون فإنهم لا ييأسون،، ولكنكم ترجون من الله ما لا يرجون..