*القوة الثالثة في رواية نميري عن “هروبه” من معتقله في القصر لم تأت قوة استنقاذ نميري لحنان عبد الله علي إبراهيم*

في رواية نميري عن “هروبه” من القصر الجمهوري عصر 22 يوليو تحت وابل من القذائف التي صوبتها دبابات القوة الثالثة للقصر (من مؤتمر الصحفي الذي نشرته جريدة آخر لحظة يوم 19 يوليو 2009). وصدف أنني كنت بشارع القصر عصر ذلك اليوم وزمجرت حولنا دبابتان أو أكثر تطلقان داناتهما على القصر من عند النادي المصري عند مقابر الأتراك. وسترى أن ذلك ما أفزع نميري فسعى لوقف ذلك الضرب برفع بشكير أبيض للمهاجمين دلالة استسلام وما أجدى فتيلاً.
واتيح لي لاحقاً تكليف من يساعدني في البحث بتصوير تغطية “أخبار اليوم” المصرية لانقلاب 19 يوليو وانكساره. وكانت نشرت وقائع مؤتمر نميري الصحفي يوم 25 يوليو على صفحاتها الخامسة والسادسة يوم 26 يوليو. جاء ضمن خطوطه العريضة ما يلي:

نميري يروي لأول مرة القصة الكاملة لانتصار الثورة على الانقلاب
ضربت حراسي الستة وخرجت إلى باب القصر لأوقف مذبحة الدم

حوالي الساعة الرابعة والحقيقة 14 سمعت طلقة من دبابة. وقد انزغجت للغاية ل،،ي تخيلت أن الجماهير خرجت في مظاهرات وتغلبت على قوات الأمن الأمن فضربوا عليها بواسطة الدبابات. ولكن لم تمض ثلاث دقائق إلا وسمعت طلقة أخرى وكانت في منطقة القصر. وهنا تأكدت بأن هذه الدبابة آتية لحمايتها (نا). وبعد دقيقة كان هنالك ضرب مكثف بالأسلحة الصغيرة على جميغ منطقة القصر. وكانت الطلقات داخل الشبابيك إلى حجرتي فاستلقيت على الأرض وبدأت اراقب من فتحة شباك. ورأيت دبابة تي 55 تضرب برشاشها غلى القصر. وأنا على هذه الحالة فٌتح الباب فجأة ودخل الضابط الذي كان مسئولاً عن حراستي شاهراً طبنجيته ومعه 5 جنود استعداداً للضرب. وسألتهم ماذا بكم؟ قالوا جئنا للاطمئنان عليك. قلت لهم أنا بخير ولكن أرجو أن تتصل بمن عيَّنك لحراستي لبيحضر فوراً ولكي أخطره أن نذهب سوياً لإيقاف هذا الهجوم من الدبابات لأنه سوف يدمركم كلكم أي شخص كان في القصر.
عندما سمعوا كلامي هذا انزلوا أسلحتهم وخرجوا. بعد دقيقتين حضروا مرة أخرى وكان الضرب أشد وأعتقد أن هناك طلقة أو اثنين من مدفع مائة ملمتر على بعض الأجسام الصلبة. وكان دويها عال للغاية. وقالوا لي لم نجد مسئولاً في القصر. قلت لهم إذن أخرجوني لأوقف هذا الضرب لكيلا تموتوا من غير سبب. فقال لي إذن تقدم أمامنا وتعلقوا بي من خلف. وقالوا لي لن نتركك وحدك ونخرجك للدبابات. وعندما يرونك سيوقفون الضرب. قلت هذا غير ممكن لأنه سيٌضرب عليكم بلبسكم هذا. قالوا ما ممكن. فدخلت حجرتي وأعطيته بشكير وقلت له أٌمر جندي ليرفعه من الشباك للدبابة. فأمر أحد الجنود رفع البشكير فأوقفت الدبابة الضرب. ولكن لم يظهروا لها ولم يتركوني أن أصل إليها. فقلت لهم يجب أن أذهب إلى هذه الدبابة. بدأت اسير للباب الرئيسي. ولما كنا على قرب من الباب بدأت الدبابة تضرب مرة أخري، وهنا استطعت أن أقاوم وأرمي سبعة منهم على الأرض وأرقد خلف ساتر. وقد كنت محظوظاً لأني أخذت الساتر في الوقت المناسب إذ انطلقت مجموعة من الرشاشات في محلنا وخرح بعض الجتود. بعدها بدأت اجري في أزقة القصر من الناحية الغربية فحضر ضابط وبعض الجتود فجروا خلفي فأخطرتهم أن يرجعوا ويفتحوا الحجرات إن كان فيها بعض المقبوض عليهم لأنهم سوف يموتوا إن لم يٌفتح لهم. وفعلاً رجغ أحدهم وفتح أول غرفة وكان بها فاروق ابو عيسى وأحضره معي وكان حالته ضعيفة للغاية إذ أنه مريض بالقرحة والأكل كان قليل. فقلت له يا فاروق يجب أن تنتظر هنا وقلت للجنود انتظروا معه وأنا أقفز فوق الحائط. وفعلاً سرت إلى أن قفزت من فوق الحائط ووجدت دبابة تضرب على القصر تفاديتها وجريت على وزارة المالية.

مقالات ذات صلة