!
# قلت له: هل توقفت المسيّرات يوماً دون حصاد أرواح الاوغاد.. ؟ هل امتنع نسور السيادة الجوية يوماً عن التحليق.. لاحداث الخسائر الفادحة في صفوف المليشيات.. ؟ إذن مازالت اخبار جز الرؤوس المتعفنة تترى إلينا من النهود وابوزبد ونيالا والجنينة، مما يعني بأن شعار الجيش والتحضير للدرس هو.. (بل بس).
# ما يخطط له الجيش بكافة تشكيلاته القتالية، هذه الايام، سيكون صعباً وقاسياً على المليشيا المتمردة، لن تكون حرب المسيّرات التي تخطف أرواح قادة المليشيا في ابو زبد والنهود والجنينة ونيالا والفاشر، الا مقدمة لاكتساح كامل لمتبقي التراب السوداني الذي لن يصلح قريبا حتى مقابر لهؤلاء الوغاد.
# ما ستشهده كردفان ودارفور، بإذن الله، في الأيام المقبلة، سيوقف الازعاج المثار حول الحكومة الموازية التي أعلنها الجنجويد وأعوانهم من القحاتة، وبل سينسف جعجعة الرباعية وتهديداتها إلى الابد، ليس للشعب السوداني شيئا يخشاه، ولن يكون الفقد عنده، اكبر من الذي فقده خلال سنوات الحرب التي قضت على الأخضر واليابس في بيوت المواطنين وخزائن مؤسساتهم، ورغم ذلك ظلت الدولة السودانية ثابتة قوية وعصية وستظل راسخة رسوخ الجبال.
# ليس هناك بطء في سير العمليات الحربية كما يتصور البعض، هنالك تخطيط مُحكم ومراجعات بعد أن اكتمل العتاد العسكري المتقدم واستعواض الفاقد البشري الذي لم يكن كبيراً بحساب المنجزات، أخذ شفوت المسيّرات الجدد، القادمون من تلك الدولة الأوروبية الصديقة أماكنهم في كابينة القيادة، وبدأ جزء منهم عمليات تدريب المهندسين على المسيّرات الاستراتيجية التي امتلكها الجيش السوداني مؤخرا عبر عمليات نوعية معقدة دوخت استخبارات الدويلة وأعوانها إلى أن وصلت إلينا بسلام، سيكون لوصولها مفعولا بيّنا في الجولات الأخيرة للحرب، انتهت حرب الاستنزاف، وسيبدأ الهجوم الكاسح من المناطق التي لا يتوقعها العدو الذي لن يجهد مهربا في القريب العاجل، لا إلى تشاد ولا جنوب السودان ولا ليبيا.
# سيطبق النسور سيادتهم على الأجواء السودانية، وسوف تنصب سرادق العزاء في حواضنهم الاجتماعية من الضعين إلى بانغي وانجمينا، ولن تجد حكومتهم البائسة غير منافي أبوظبي ودبي ونيروبي، وربما تلاحقهم المخابرات بأعمال تؤكد بأن السودان الذي عاد من الركام، لن يكون لعبة في أيدي الخونة من ابنائه اللئام.
# اخذت القيادة وقتها في التحضير، مستصحبة ما تم في معارك التحرير السابقة، في جبل موية والدندر والسوكي وسنجة وسكر سنار وود الحداد وصولا إلى حاضرة الجزيرة مدني ثم شرق الجزيرة والحصاحيصا وجياد والخرطوم وجبل أولياء والصالحة وكذلك الخوي والنهود والدبيبات وكازقيل وام صميمة.. ستكون المعارك المقبلة الاصعب على الجنجويد، ولعلها هي المرة الأولى التي يستخدم فيها الجيش السوداني القوة الغاشمة الباطشة الساحقة، بعد أن مد لهم حبال الصبر، فظنوا أن بارا ستكون آمنة لدرجة تفكيرهم في احتلال الابيض، وهم الذين عجزوا عن ذلك عندما كانوا يحاصرونها من جميع مداخلها، بل في مرات عديدة وصلوا إلى قلب بعض احيائها الآمنة، ولن يفعلوا ذلك مجددا حتى إذا جاءوا إلى النهود والخوي.. فقد عادت القيادة وعاد الوفد الذي ضم النائب عمليات الفريق خالد عابدين الشامي ورئيس هيئة الاستخبارات الفريق الركن محمد احمد صبير ومدير العمليات البرية اللواء الركن أحمد الحنان إلى العاصمة بعد أن اطمأن تماما على التجهيزات من حاضرة عروس الرمال.
# اخيرا قول أن أولى بشريات حرب التحرير الكامل.. ستكون بفك الحصار عن الفاشر.. فاشر السلطان وود ابو زكريا اداب العاصي، سوف يفك الحصار من أجل عيون الاطفال واليتامى والشيوخ والنساء، لابد من تكريم ابطال الفرقة السادسة مشاة بقيادة اللواء الركن البطل محمد احمد الخضر صالح.. الجنرال الصامت ابن الدفعة 38 كلية حربية مع إخوته حافظ التاج مدير مكتب القائد العام ومحمد عثمان محمد حمد (الرابعة مشاة الدمازين) وظافر المهندسين والحنان والفريق الركن محمد عباس محمد اللبيب.. صمد ود الخضر صالح طويلا مع فرسانه الابطال مدافعا عن المدينة جنباً إلى جنب مع ابطال المشتركة والمستنفرين، لابد من تكريمهم بما هو اصعب من الإنزال الجوي للمؤن والذخائر والغذاء، تقديرا لاستبسالهم وصمودهم الذي سيظل محل فخر واعجاب بالمقاتل السوداني الذي واجه جيوش تسعة دول ودعم اماراتي غير مسبوق، ورغم ذلك ظل في مكانه يحرس الدفاعات ويمنع التسللات ويسد الثغور، ثم يكابد لقمة العيش التي لا تأتي إلا عبر الإنزال، الحال هذا ذاته كان هو الواقع المعاش لقواتنا في القيادة العامة وسلاح المهندسين والسلاح الطبي والمدرعات، وابطال الفرقة 22 بابنوسة، كلهم صبروا وثابروا ونالوا الجزاء بالانتصارات العظيمة والفتوحات التي كتبت في سفر التاريخ بالدماء والأشلاء والعرق.