*أفياء ايمن كبوش نهاية وزير شجاع.. !!*

# قلت له: على ايام تعيينات وزراء ما قبل حكومة دولة الدكتور الوقور (كامل الطيب ادريس)، استطلعت كفاحاً أحد النافذين الاكثر التصاقا بالدولة، سألته إلحاحاً عن مدى رضائهم عن هذه التعيينات.. ؟! ومدى درجة انسجامهم وتعاطيهم معها.. ؟! لم يرد عليّ الرجل ابتداءً سوى بسؤال: (انت كصحفي رأيك شنو في وزير الإعلام.. ؟) ثم أضاف بحسم: (نحن شايفين انو ما مناسب كرجل دولة).. ! فقلت له: معركة الكرامة يجب ان تجب ما قبلها، الاعيسر صاحب سهم وافر في معركة الكرامة إن لم يكن في أعلى سنام عطاءها ونجوميتها) ثم اضفت: صحيح كانت لدينا عليه تحفظات في السابق.. ولكنها لا تمثل احكام نهائية في الشأن العام المتحرك.. مأخذنا عليه ما حدث منه إبان فترة إدارته لقناة النيلين الرياضية التي استقال عنها على الهواء بسبب فشل قناته في نقل مباراة في كرة القدم أحد طرفيها معشوقه نادي المريخ).. واضفت: (انا من ضمن كثيرين كتبوا عن موقفه البائس ذاك، وانتقدته في مقالٍ مبذولٍ لبعض العبارات غير اللائقة التي وردت منه على الهواء، مثل شتيمته غير المبررة للصحفيين السودانيين عموم وقوله إن هذه البلاد لن تتقدم قيد أنملة بسبب الصحفيين المرتشين وأنه لا يشرفه أن تتلوث يده بادران هذا الوسط الصحفي الملوث).. !
# في ذات اليوم الذي كتبت فيه عن الاعيسر، جمعنا اتصال هاتفي أكد لي خلاله احترامه للصحفيين وتقديره الكبير لما كتبته عنه، رغم قسوته، وأشار إلى أنه كان في حالة غضب بسبب المشاهد السوداني الذي حُرم، مع سبق الاصرار والترصد، من متابعة مباراة مهمة بسبب القذارة التي لا يجيدها.. !
# انتهينا وقتها إلى هذا الحد، ولم نلتق الا لماماً خلال زياراته المتكررة للخرطوم أثناء رئاسة حمدوك لمجلس الوزراء، ظللنا نتناقش طويلا في أحد مقاهي البراري حول تلك المرحلة التي لم يكن هنالك أحداً راضٍ عنها، وهو، والحق اقول، رجل ود بلد.. لطيف.. ودود.. وتهوره هذا.. هو تهور سوداني جميل.. تهورٌ مسكونٌ بخط الاستواء.. مختلط بالشمس العمودية الحارقة على النافوخ وإلتهام (الشطة القبانيت).. !
# أعود وأقول انني اكدت للمسؤول الكبير.. وقتها.. ان الاخ الاستاذ خالد الاعيسر لن يستمر معكم في ظل هذا (الخمج السلطوي السوداني) الذي يغطي على مؤسسية الدولة، ويحجب مؤسساتها، لا استبعد أن يستقيل ذات يوم ما على الهواء، كما فعل في قناة النيلين، وأن يقوم بشتيمتكم، ولكن يا سيدي، سيظل هذا الاعيسر، الما عاجبكم هذا، هو خيارنا الافضل مقارنة مع وزراء اعلام سابقين على المدى القريب، يكفي أنه صاحب صوت قوي في مواجهة باطل المليشيا المتمردة وفي ذاكرتنا الدكاترة كمال عبيد وأحمد بلال عثمان وسناء حمد العوض، ثم جمعة ارو.. ومين كده بلول.. وزراء أضعف من أن يذكرهم التاريخ، ولا يجايله أو يهزمه في القوة والثقافة وقوة التأثير الا الاستاذ العملاق عبد الباسط سبدرات واللواء الشاعر عمر الحاج موسى.
# انتهينا يومها، وانتهت (حدوتة) الاعيسر.. الى ان عاد مجددا في حكومة دولة الدكتور كامل ادريس محمولاً على أعناق الجماهير.. ولكن للاسف الشديد أن هذه الجماهير.. ليس لها إسهام في صناعة القرارات ولا جهد في وضع الاشتراطات.. حيث كان حادي المرحلة يدفع بالتقرير الحكومي المثير الذي كان ينبغي له أن يُسكت صوت المغني وان يؤصل ل(النغمة) التي يريد لها الشادي أن تصل إلى شارع الداعمين، حيث يقول: (الوزير غير مؤسسي ولا يلتزم باشتراطات رجال الدولة والنموذج هي تعيينه لملحقين إعلاميين بالسفارات متجاوزا سلطاته.. تحديه السافر لمجلس الوزراء بتصريحات عنترية لا تصدر من موقع المسؤولية.. مشاركته في فعالية هايفة لرجم الشيطان ثم….) هنا سكت صاحب الحظوة المدافع عنه ولم يكمل مطالعة التقرير ثم أضاف: الشارع يستحق أن نسمع صوته… اجعلوا التعيين في كتاب: (واحدة بواحدة) في سفح التاريخ، ندفع بوزير المعادن المختلف حوله.. بوزير الإعلام المتفق عليه جماهيريا.. ولكن بشرط.. الا (يُسعد النطق) ابتداءً من يوم تعيينه.. !!
# هاهو الاعيسر ايها السادة (لا يسعد النطق) منذ تعيينه في ولايته الثانية.. ولكن من حقه علينا أن نعينه.. لا أن نشكل عليه ضغطاً مبالغاً فيه يدفعه إلى الاستقالة، كل امور دولتنا الان، تمضي إلى الخلف بالبركة، لذلك اتركوا الرجل لكي يختار المكان المريح للجلوس، وهو ادرى الناس بوضعيته المربكة.
# اخيرا اقول.. ان بعض زملاء السيد الوزير.. (نرجسيون.. زلنطحيون، وخزعبليون).. ينتظرون منه هذه الاستقالة بفارغ الصبر، لكي يحلوا محله، استنادا على رسائلهم اليومية للجناب العالي، تكسيرا للثلوج ومدحاً في مقامات الصغِر مشمولة بالادعاءات الكذوبة.

مقالات ذات صلة