بسم الله الرحمن الرحيم
الصناعات الدفاعية
تنحل بس
والرماد كال حماد
د. محمد عبد الكريم الهد
يكتب
اندلعت ثورات الربيع العربي انطلاقاً من تونس الخضراء مروراً باليمن السعيد، ليبيا وهلم جرا، لتبدأ عملية الفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط.
وهتف مثقفو السودان بأن ربيعهم العربي سبق كل الدول العربية من أكتوبر الخضراء وهلم جرا. تماهياً مع هتافات الشوارع العربية تحقيقاً لأحلام الوحدة العربية الكذوب والأخوة المشتهاة والدم القاني ،تبا لكل الوهم النفسي، فهذه العقول الصغيرة – الخاملة عن الإبداع وروح الشرع القويم – ، قد تم صياغة فكرها على التقليد الأعمى لكل حدث جديد او فعل مبتذل ضخم. لعب إعلام العملاء والمأجورين عبر برمجة عصبية – من خلال الوسائط الإعلامية،التلفاز،
الواتس آب تيك توك الفيس بوك والأخريات – المختلفة .
الصهاينة والامريكان واعداء الامة يجتهدون في الترتيب لإعادة صياغة مجتمعاتنا فكرياً وعقدياً بخطط استراتيجية طويلة المدى إنفاذاً لأهداف تلكم الخطط ببطء كإنسياب مياه المطر في أرض القضارف قبل هطول الأمطار- تتشقق الأرض قبل موسم الخريف، تصنع ما يعرف بالامبريما، ولا يسيل الماء فوق سطح التربة الا بعد أن تمتليء الحفر وتشبع الأعماق وتهتز الأرض وتربى ،قال تعالي( وَمِنۡ ءَایَـٰتِهِۦۤ أَنَّكَ تَرَى ٱلۡأَرۡضَ خَـٰشِعَةࣰ فَإِذَاۤ أَنزَلۡنَا عَلَیۡهَا ٱلۡمَاۤءَ ٱهۡتَزَّتۡ وَرَبَتۡۚ إِنَّ ٱلَّذِیۤ أَحۡیَاهَا لَمُحۡیِ ٱلۡمَوۡتَىٰۤۚ إِنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرٌ﴾ [فصلت ٣٩].
هتف جوقة المتظاهرين- تردد بسقوط شركات الجيش المتبقية لحلها وضمها لوزارة المالية او بيعها لأصحاب المال من وكلاء الاستعمار الحديث – الإنقاذ في مراحل غفلتها وسقوط القرار في أيدي المتطلعين للمال والنعمة من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ، استجابت الانقاذ لخصخصة شركات الحكومة التي كانت تعمل على استقرار السوق وتأمين احتياجات الشعب، فباعت الشركات وحررت السوق ورفعت الدعم عن البترول والغاز والقمح وزيت الطعام ولبن الأطفال والأدوية المنقذة للحياة والكهرباء،كل ذلك رغم ان الله قد حفظ الدوله ومعاش-بمجرد رفع شعار الحكم بما أنزل الله تعالى ،ولو طبق لكان الوضع كما يحب الله – حين الحصار الاقتصادي وحروب من كل محيط السودان شرقاً وغرباً وجنوباً عدا الشمال، فاخرج خيرات الأرض من بترول ومعادن ووفرة في الذرة والقمح من إنتاجنا بأيدينا ، وحين انفصل الجنوب -بتآمر الغرب والعملاء والخونه -فعوض بالذهب وحفظ قوت الناس ببديل اسرع وأنظف، لكن أبى الخواجة الأسود إلا ان ينفذ ما علمه سيده بأن المخرج هو في تحرير السوق واتباع اقتصاد الرأسمالية -من لدن جون سيميث إلى صندوق النقد الدولي،ثم اتى وزير مالية ما يعرف بالثورة البدوي موظف صندوق النقد الدولي -النيوليبراليم ، الرأسمالية المتوحشة – في ثوب حزب الامة القومي، ليكمل تحرير كل السلع لتكتمل حلقة انهيار الجنيه وإفقار الفقير وزيادة الغني غنى، فعل البدوي فعلته بعد ان ضلل العامة من أنصاف المتعلمين والمثقفين برشوتهم بزيادة المرتبات ،فغفل الناس عن إعلان كامل التحرير الاقتصادي لتسقط البلاد اقتصادياً ثم اخلاقياً ويعم الفساد وينفرط عقد المجتمع ويتهيأ للفوضى الخلاقة .انزوي أهل الرشاد وساد الناس جهالهم وتسيد الرويبضة
وظهرت القونات وفشت المثلية والمخدرات، وأصبح فولكر حاكم السودان يعاونه سفراء الرباعية لتطويع من أبى بالمال او بسجون حميدتي السرية برعاية حزب البعث العروبي – ام كعوكات ،عجوبة الخرب الصحافة- النتيجة مايساوي دعامي ينادي بحرق الشمال- او وجدي شاشات الصادر المال بدون قانون او دستور فأصبح لاجئ بمصر يتخفي من الاحرار من المهاجرين – سعى الجميع خلال أربعة سنين عجاف لتفكيك الجيش وشركاته فافشلهم الله بتدبيره وصمود وحكمة قيادة القوات المسلحة السودانية، فما كان منهم إلا ان اشعلوها حربا على الوطن وشرفاء البلد فنهبوا الأموال وهتكوا الأعراض وسبو النساء وأهلكوا الحرث والنسل – قاتلهم الله اينما كانوا وقذف في قلوبهم الرعب – انتفض جند السودان وتداعى اهل الجهاد ان يا خيل الله اركبي شباب ذي الورد تدافعوا جنبا إلى جنب مع القوات المسلحة دون من او أذى ،طلبا للشهادة ودفاعاً عن البلاد والعباد وصون وحماية للأعراض، لله درهم. تحررت المدن والعاصمة ونظفت كردفان وصمدت الفاشر وبابنوسة وانحسر التمرد ، تطلع للعودة للوطن من هاجر الى المدن او الى خارج السودان ، فهبت شركات الجيش – شركات الصناعات الدفاعية – لارجاع المهاجرين لديارهم سالمين آمنين دون منّ او أذى بنكران ذات وتطوع شباب عوناً في التنظيم والتنسيق وعاد ما يقارب من اثنين مليون لديارهم بحمد لله وفضله ثم مجهود شركات الصناعات الدفاعية والمحسنين المخلصين من ابناء السودان .يا ربي لو تمكن القحاتة من حل منظومة الصناعات الدفاعية كيف كان يكون الحال اهلنا المهاجرين،كان التراب كال حماد، تبا لهم.
حدثني شاهد عيان من دقة التنسيق بين منظومة الصناعات الدفاعية وسفارة السودان والحكومة المصرية. تجرد المنظمين والمتطوعين بتقديم العون وتحمل الاذى اللفظي من بعض الجهال وأصحاب الغرض المرض، فكانوا نعم الشباب المهذب. لا شك ان تجويد اداءهم يتحسن في كل رحلة، بكمال التنسيق وتضافر وتكامل الجهود، يكمن اكبر مشكل في ثقافة بعض العائدين من المهاجرين ، بدأ من عدم شكر النعم الى عدم النظام بركوبهم في غير قمراتهم السفرية في قطار العودة ،ساعدتهم عدم تخصيص مقعد لكل حامل تذكرة برقم الكرسي في القمرة المخصصه له،كما ان هنالك بعض الأشخاص ليس من ضمن من تقدم للسفر او خصصت له تذكرة من الشواغر في نفس يوم السفر، صعدوا للقطار عنوة واقتداراً تغولا على حق آخرين ،وركوب بعضهم وجلوسهم في الممر القمرة وامام الحمامات بعفشهم زندية عديل ،
افتكر يمكن معالجة هذه الأخطاء بمراجعة المسافرين قبل تحرك القطار حتى لو في محطة الجيزة ،
ومن ما يحمد للمنظمين معالجة أعداد المتفلتين الراكبين القطار زندية في محطة السد العالي دون محاسبة للمسيء او حرمانه من مواصلة الرحلة مع الفوج، ولا حتى مجرد نقاشهم في تعديهم على حقوق اخرين، فقطار العودة الطوعية قطار كرامة للمهاجر السوداني ولا نقول للاخوة بمنظومة الصناعات الدفاعية إلا جزاكم الله خيرا وهي أبلغ الثناء كما قال الحبيب المصطفى.
كتبه
د. محمد عبد الكريم الهد