:: الآخبار و التقارير في بلادنا منذ الاربعاء، فيها الكثير من الأحلام والقليل من الوقائع، وهذا (ما يصير) بعامية الشوام، أو (مو نافع) بعاميتنا، فالخبر وتقريره يجب أن يكونا (مقدساً) ومن غير تحريف أو تلوين، وليس هناك ما يمنع أن يكون الرأي حُراً أو أحلاماً وأوهاماً، ومن المؤسف أن يتم اللت العجن بحيث تبدو الأخبار أحلاماً..!!
:: منذ الأربعاء، جاءوا بحمدوك إلى القاهرة و قابلوه بالبرهان، وهذا ما لم يحدث إلا في خيال الحالمين..ثم نظموا لقاءً للكباشي مع زعماء القوى السياسية ببورتسودان، ليحدثهم عن عمليات تفاوض سياسية مع الأحزاب والمظمات، وهذا ما لم يحدث إلا في مخيلةالمهلوسين..و…وكان هناك الكثير من الأخبار والتحليلات الرغبائية المراد بها خداع النفس وتخدير القطيع..!!
:: والمهم.. بدون تفاصيل، حوار القاهرة لايعد غير أن يكون إمتداداً لحوار زيورخ ( سبتمبر 2025)، حيث جرى أول حوار سوداني أمريكي مباشر منذ الثورة، أي دون تدخل وكيل أو كفيل بينهما، كما كان يحدث .. نعم، طوال فترة حكومة نشطاء ثم سنوات الحرب، فالشاهد أن مشيخة أبوظبي هي التي كانت تمثل السودان أمام أمريكا في المباحثات.. !!
:: و الحوار السوداني المصري الأخير، والمرافق للحوار السوداني الأمريكي (الثاني)، لم يخرجا عن مسار مباحثات خارطة الطريق، وهي الخارطة التي أعدتها الحكومة السودانية بالتشاور وقدمتها للأمم المتحدة في مارس 2024.. وكانت – ولاتزال – هذه الخارطة هي المرجع الأساسي لتحقيق السلام في السودان، هذه الخارطة وليست أحلام و أوهام الآخرين..!!
:: ومن الطرائف، فيما كان البرهان يحاور القاهرة – وأُخريات – حول محاور خارطة الطريقة، كان نشطاء صمود يصيغون رؤية للمسار الإنساني والحوار السياسي، ليقدموها للاتحاد الأفريقي و جهات أُخرى، أو كما قالوا بالأمس، وهي الرؤية رقم مائة في سلسلة رؤى صمود.. والجدير بالتأمل، لقد أصبح نشاط صمود مجرد صدى لنشاط الحكومة و أطراف خارطتها..!!
:: والشواهد على ذلك كثيرة.. مثلاً، في سبتمبر الماضي، عندما طرحت الرباعية مقترحاً، قالوا هذا المقترح يحمل رؤيتنا .. وفي يونيو الماضي،أعلنوا عن رؤية سياسية لإنهاء الحرب واستعادة الثورة.. وفي 12 سبتمبر، بعد لقاء رئيس الاتحاد الافريقي، قال حمدوك ( استعرضت رؤية صمود لوقف الحرب).. وهكذا، رؤى صمود بعدد جولات البرهان ومسعد بولس وآخرين ..!!
:: وعلى كل، فالحوار في حد ذاته، مع أمريكا ومصر وغيرها، ليس سيئاً، ولكن السيئ هو (الحوار السيئ)، أي الذي يُعيد إنتاج الأزمة التي فيها يتحاورون.. والمؤكد في كل الحوارات الحكومية، منذ زيورخ وحتى القاهرة، هو ثبات المواقف في القضايا الأساسية، ومنها وحدة السودان، السيادة الوطنية، مؤسسات الدولة بما فيها الجيش، ثم مصير مليشيا آل دقلو الإرهابية ..!!
::لا جديد في مواقف الدولة و ثوابت خارطة الطريق .. لن يسبق أي مسار سياسي عملية تحقيق أو فرض السلام، ولن تعود مليشيا آل دقلو إلى مسرح الحياة بحيث تكون موازية للجيش السوداني، ولن يعود السودان إلى ما كان عليه قبل 19 ديسمبر 2019، ولن يعود إلى ما كان عليه قبل 25 أكتوبر 2021، ولن يعود إلى ما كان عليه قبل 15 إبريل 2023.. وبغير هذا، فليحلم الحلمون، فالأحلام أيضاً من حقوق الإنسان ..!!