*العدالة للبيع: عصابة النيابات تبتز ممدوح وجدي*

هناك فساد يمكن أن تشرحه وهناك فساد لا يحتاج شرحًا هناك ملفات تقرأها وملفات تشتمها قبل أن تراها وقصة النيابات في بورتسودان ليست مجرد ملف قانوني ولا نزاع جنائي إنها رائحة نتنة تزكم الأنوف تكشف كيف تحولت العدالة في السودان إلى بازار مفتوح تُباع فيه القرارات وتُشترى فيه التهم ويُسجن فيه الأبرياء على مذبح النفوذ والرشاوى

ممدوح وجدي حين يصبح صاحب الحق متهمًا الرجل لم يرتكب سوى جريمة واحدة طالب بحقه طالب باسترداد مستودعاته التي نُهبت فوجد نفسه في سجن بورتسودان محشورًا في زنازين انفرادية ومهددًا بالمؤبد وكل ذلك لأن الفساد في النيابة لم يعد خطيئة بل مهنة ممدوح تقدم ببلاغ سرقة ضد أقربائه لصوص الشراكة تجار الظلام وكان من المفترض أن تكون الدولة سندًا لكن الدولة المختطفة اختارت أن تكون خصمًا

النيابات من العدالة إلى القوادة القضائية حين يفشل الجناة في إسكات الضحية بالقوة يتحركون بالمال وحين تتلوث يد النيابة يصبح القانون نفسه جزءًا من الجريمة في بورتسودان تحولت النيابة إلى وكالة رسمية لبيع تهم التعاون مع الدعم السريع نعم بيع تهمة تُصنع حسب الطلب وتُحاك مثل بدلة مقاس واحد يناسب كل خصومهم وكيل النيابة الفكي محمد أحمد وكيل النيابة المقيم في مصر هيثم محجوب والرائد أنور مستشار اللجنة الأمنية هؤلاء لم يطبقوا القانون هؤلاء أداروا عصابة بربطة عنق فتحوا بلاغ كيدي ضد ممدوح بالمواد 50 و51 ليس لأن الرجل خطر على الأمن بل لأنه خطر على شلة الفساد

الفساد الذي لا يختبئ لأنه واثق من الإفلات دعونا نتكلم بالأسماء لا تلميح ولا مواربة شقة في المهندسين رشوة مدفوعة المتهم عاطف جرجس فهمي اشترى شقة كاملة في مصر للرائد أنور صاحب السلطة نال بيته والمتهم نال الحماية والمواطن نال السجن وكيل نيابة يسكن في بيت المتهم نعم هيثم محجوب وكيل النيابة يعيش في منزل المتهم نفسه في بورتسودان هل تريد دلالة أوضح من ذلك هذا ليس فسادًا هذا زواج غير شرعي بين المتهم والنيابة ابتزاز رسمي إما تتنازل أو المؤبد هكذا قيل لممدوح إذا ما شطبت بلاغ السرقة سنجعلك تموت في السجن إذا ما قبلت الصفقة ستبقى في الانفرادي إذا ما خضعت سنحكم عليك بالمؤبد أي عدالة هذه أي دولة هذه أي قانون هذا الذي يشرّع الظلم ويقونن الابتزاز

الدولة الغائبة وزارة العدل التي تنظر إلى السقف أين وزارة العدل أين الوزير أين الرقابة القضائية أين لجنة مكافحة الفساد أين الدولة التي تتغنى ليل نهار بأنها تحارب الانتهاكات العدل في السودان اليوم ليس أعمى العدل يتعامى عمدًا في وطن يُجرم فيه الضحية ويُكافأ فيه الجلاد لن تقوم دولة لن تستقر أرض ولن يكون هناك قانون إلا قانون الغاب

فضيحة يجب أن تُفتح لا أن تُدفن ملف ممدوح وجدي ليس خلافًا عائليًا إنه عينة تحليلية لسرطان النيابات إن لم يُفتح هذا الملف الآن وإن لم يُحاسب هؤلاء بالاسم والصفة فانتظروا المزيد من البلاغات الكيدية المزيد من تلفيق تهم التعاون مع الدعم السريع المزيد من ابتزاز الأبرياء المزيد من شقق المهندسين والمزيد من النيابات التي تعمل كواجهة للرشوة المنظمة

العدالة تُغتصَب كل يوم والاغتصاب الأخلاقي والقانوني ليس أقل بشاعة من انتهاكات الميدان حين تصبح النيابة شريكة في السرقة يصبح المواطن بلا حماية وحين يصبح وكلاء النيابة تجارًا يصبح الوطن غابة وحين يُزج الأبرياء في السجون اعرف أن الدولة سقطت أخلاقيًا قبل أن تسقط سياسيًا لذلك يجب يضرب مباشرة في قلب الفساد لتنظف النيابات من عصابة حسب الله

مقالات ذات صلة

Optimized by Optimole