*أولىّ بالنُصح ..!!* *الطاهر ساتي*

:: بيان لوزارة الخارجية، تعقيباً على زاوية الأمس، و التي كانت عن توقيف وكيل وزارة الخارجية، بأمر شفاهي صادر عن رئيس الوزراء، لتبليغه مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي ومديرة قسم العمليات بأنهما غير مرغوب فيهما، وعليهما مغادرة البلاد خلال (72 ساعة)..!!

:: إليكم نص بيان الخارجية ..
– (تعقيباً على ماورد في تغريدةٍ لأحد الصحفيين بوجود أزمة بوزارة الخارجية تتعلق بإقالة وكيل الخارجية، وربطها بقرار طرد موظفي برنامج الغذاء العالمي، يوضّح الناطق باسم الخارجية أن المعلومات التي تدوالها الصحفي غير صحيحة البته، ولم يتوخى فيها الدقة والمهنيه ..

– و ينفي الناطق الرسمي بوجود أي أزمة داخلية، ويوضح أن طريقة إتخاذ مثل هذه القرارات تتم عبر تنسيقٍ تام بين مؤسسات الدولة المعنية، وبالطرق المؤسسية المتعارف عليها بالدولة والإجراءات الرسمية التي لم يتبعها وكيل وزارة الخارجية والتعاون الدولي..

– يطلب الناطق الرسمي في هذا السياق أن يتحرى هذا الصحفي و وسائل الإعلام والكتاب بشكل عام الدقة في نقل المعلومات و تفادي الإشاعات الكاذبة، وأن يكرّس الجميع جهدهم لدعم القوات المسلحة و النظامية والمشتركة والمساندة والحكومة في حرب الكرامة)..انتهى البيان ..!!

:: وبغض النظر عن ركاكة بيان الخارجية و الأخطاء الإملائية والنحوية، فمن المدهش أن الناطق الرسمي باسم خارجية حكومة الكفاءات لايعرف الفرق بين تغريدة بوسيلة تواصل و مقال – أو عمود – بصحيفة تصدر يومياً منذ ثلاثة عشر عاماً..!!

:: ثم من المؤسف أن البيان لم يتناول الواقعة – إعفاء الوكيل على خلفية إبعاده للمذكورين – لا تصريحاً ولا تلميحاً، وبدلاً عن ذلك نفى ما أسماها بأزمة داخلية.. والشاهد في طول الزاوية وعرضها لم ترد كلمة أزمة، بل سردت وقائع تاركاً للقارئ حرية وصفها، أزمة كانت أو كارثة ..!!

:: و إن كانت ثمة أزمة هنا فهي أن الناطق باسم الخارجية يجهل ما حدث، أو يسعى لتضليل الرأي العام، و يلف ويدور حول القضية دون الخوض فيها وشارحاً ما حدث بالنفي أو بالتأكيد..وإن كان يجهل ما حدث فهنا الأزمة، أما إن كان يعلم ما حدث ويضلل الناس، فهنا الكارثة ..!!

:: فالأسئلة المباشرة لناطق الخارجية، هل وكيل الخارجية يعمل الآن ؟، (لا).. هل أوقفه وزير الخارجية عن العمل شفاهة فلزم منزله؟ (نعم)..وهل من أمر الوزير – شفاهة أيضاً – بتوقيف الوكيل هو رئيس الوزراء؟، (نعم)..و ألم يحدث كل هذا على خلفية تبليغ الوكيل للمذكورين بقرار إبعادهما؟، (نعم )..؟؟

:: وعليه، تلك هي الوقائع، وما بين الأقواس – نعم و لا – هي رصدي لما حدث بالدقة والمهنية التي يطالبني بها الناطق الرسمي، فليرنا – سيادته – دقة رصده و مهنيته..أما نصيحته بتكريس الجهد لدعم الحكومة في حرب الكرامة، فهو أولى بالنُصح، فالتضليل ليس دعماً..!!

مقالات ذات صلة

Optimized by Optimole