*رحيل بونا ملوال.. صوت الجنوب العاقل وصحفي السودان المتمرد.. عبد الله علي إبراهيم*

فقد السودان أحد أبرز رموزه الفكرية والسياسية برحيل الدكتور بونا ملوال مادوت رينق، عن عمر ناهز الـ(97) عاماً، في أحد مستشفيات ألمانيا مساء الأحد، بعد مسيرة حافلة بالعطاء السياسي والفكري امتدت لأكثر من نصف قرن.
يُعدّ الراحل من الأسماء اللامعة في المشهد السوداني منذ سبعينيات القرن الماضي، إذ تولى منصب وزير الإعلام والثقافة في عهد الرئيس الراحل جعفر نميري عام 1973، وكان من الأصوات الجنوبية التي دعت إلى الحوار والوحدة الوطنية، رغم انتمائه لقبيلة الدينكا التي خرج منها الزعيم الراحل جون قرنق.
وعُرف بونا ملوال بمواقفه الجريئة والمستقلة، إذ رفض الانضمام للحركة الشعبية بقيادة قرنق عند تأسيسها عام 1983، وانتقد طرفي الصراع – الخرطوم والحركة – متهماً كليهما بعدم الجدية في تحقيق السلام، كما وجّه انتقادات لاذعة للدول العربية التي، بحسب تعبيره، “تتحدث عن السودان العربي المسلم وكأن الجنوب بلا بشر”.
ولد ملوال عام 1928 في منطقة تويج بولاية واراب بإقليم بحر الغزال، وتلقى تعليمه العالي في الولايات المتحدة، حيث حصل على دبلوم الصحافة من جامعة إنديانا (1963)، ثم بكالوريوس في الاقتصاد وماجستير في الصحافة والعلاقات الدولية من جامعة كولومبيا (1969).

كان رائدًا في الصحافة السودانية الناطقة بالإنجليزية، إذ أسس وشارك في تحرير عدد من المنابر الإعلامية المهمة، منها صحيفة The Vigilant، ومجلة Sudanow (1976–1978)، وصحيفة The Sudan Times (1986–1989)، وجريدة Sudan Democratic Gazette التي صدرت في المنفى بين (1989–2001).

ويُعتبر بونا ملوال أحد عقول السودان النيّرة وصوت الجنوب العاقل الذي ظلّ يدعو للوحدة والتعايش حتى آخر أيامه، محافظاً على خطه المستقل وجرأته الفكرية في نقد السلطة والمعارضة على حد سواء.

مقالات ذات صلة

Optimized by Optimole