رفضاً لسياسات الإقصاء… وصوناً لاستقلال القرار الوطني… وإبعاداً للسودان عن قبضة التدخل الأجنبي
إلى الثابتين على الموقف الوطني من أبناء الحزبين…
إلى الذين لم يخضعوا لسطوة العدوان، ولم يبيعوا ولاءهم لمالٍ أجنبيٍّ مشبوه،
في زمنٍ انجرف فيه بعضُ من يُنتسبون لهذه الأحزاب خلف بريق الخارج وضغط موائده،
وبقيتم أنتم كما عهدكم الشعب: أبناء وطنٍ، لا أتباع سفارات.
يا أبناء الحزبين العريقين…
يا من حملتم رايات الحركة الوطنية منذ فجر الاستقلال…
يا من عرفكم الشعب في كل قرية ومدينة، ووقف معكم في كل انتخابات حرّة…
نكتب إليكم اليوم لأن السودان يقف في مفترق طرق خطير،
ولأن الساحة السياسية تُعاد هندستها بأيدٍ ليست سودانية،
ولأن مشاريع الإقصاء تُطرح في لحظة ارتباك القوى الصغيرة وتكالب القوى الأجنبية.
أولاً: شعارات الموقف الوطني
• لا للإقصاء… نعم للتعدد الوطني.
• لا للتبعية… القرار للسودانيين فقط.
• أهل مكة أدرى بشعابها… والسودانيون أدرى بمن يحكمهم.
• لا تقبلوا العسل المسموم… فكل دعم أجنبي له ثمن.
• الحزب الكبير لا يستعير ظهر الأجنبي… بل يقف على أكتاف جماهيره.
• الشرعية تُصنع بالصندوق… لا في غرف السفراء.
ثانياً: لماذا يجب عليكم رفض مشروع الإقصاء؟
1. الإقصاء يخدم القوى الصغيرة… لا الأحزاب الكبيرة
الأحزاب الجماهيرية لا تحتاج لإبعاد خصومها كي تنتصر،
بل تنتصر بوزنها وجمهورها وإرثها.
2. الإقصاء يخلق فراغاً سياسياً خطيراً
إقصاء أي تيار واسع القاعدة لا يؤدي لاختفائه،
بل إلى دخوله السرية والانزلاق نحو التشدد.
3. القوى الأجنبية لا تريد حزباً جماهيرياً قويّاً في السلطة
الغرب يفضّل القوى الصغيرة المطيعة،
لا الأحزاب التاريخية الراسخة.
4. الديمقراطية لا تُبنى بإقصاء المكوّنات الوطنية
الديمقراطية تحاسب بالقانون،
ولا تقصي إلا من حمل السلاح.
تحذيرات واجبة
يا أبناء الحزبين…
احذروا خَدَمَ خيولِ الأجنبي… الذين لا يعرفون وطناً إلا الذي يدفع لهم.
واحذروا أقزام السياسة… يكبرون حين يغيب الكبار، ويتضاءلون عند أول اختبار شعبي.
لا تنخدعوا بأحزاب الفيسبوك وجيوش الـ Clubhouse… فالسياسة تُصنع وسط الشعب لا وسط الغرف الافتراضية.
هناك من يملك آلاف المتابعين… ولا يملك عشرين مؤيداً على الأرض.
واحذروا مجهولي العناوين… الذين لا يُعرف أصلهم ولا قاعدتهم، ويراد لهم أن يكونوا بديلاً عن القوى الوطنية الراسخة.
الوطن لا يُبنى على أكتاف مجهولين.
ثالثاً: المبادئ الوطنية التي يجب تبنيها
1. رفض سياسات العزل والإقصاء
الإقصاء اليوم سيف على الآخرين… وغداً سيكون عليكم.
2. الدعوة لانتخابات مفتوحة لكل القوى الوطنية
الشعب هو الحكم… لا السفارات.
3. حماية التعددية ومنع تمدد القوى المصنوعة خارجياً
حين يغيب الكبار، يملأ الفراغ الصغار المدعومون من الخارج.
4. الدفاع عن استقلال القرار الوطني
السودان يُبنى بأيدي أبنائه،
لا بخرائط الرباعية ولا بضغوط الصالونات الأجنبية.
رابعاً: خاتمة الرسالة
يا أبناء الحزبين الوطنيين…
يا من أنتم الركن الثابت في ذاكرة السودان…
يسندكم تاريخكم…
وتقويكم جماهيركم…
ويحميكم صدقكم مع هذا الوطن.
قولوها اليوم بوضوح:
• لا لإقصاء أي سوداني صاحب قاعدة جماهيرية.
• نعم للمحاسبة القانونية لمن ارتكب جريمة فردية.
• نعم للتنافس الحرّ.
• نعم لاستقلال السودان عن كل تدخل أجنبي.
وأختمها لكم بنصيحة مواطنٍ سودانيٍّ بسيط… لا يحمل سوى محبّته لوطنه وخوفه عليه:
ثَمّة من يريد أن يجرّكم – بخيوطٍ ناعمةٍ ولكنها مُهلكة – إلى مشروع إقصاء قوى وطنية سودانية، حتى يخلو المشهد لأقزام السياسة ووكلاءِ السفارات، ويُعاد تشكيل السودان بعيداً عن إرادة أهله
ابراهيم جعفر حسن




