..
تنفيذ 21 عملية ” كردون” وتوقيف أكثر من 3 آلاف من المجرمين والمطلوبين..
ضبط سيارات قتالية وأسلحة، وأجهزة طبية ودراجات بخارية، وأثاثات منزلية..
والي الخرطوم: وضعنا خططاً مُحكمة لضبط المتفلتين وتأمين ممتلكات المواطنين..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
في إطار الجهود الأمنية المتواصلة لبسط هيبة الدولة وملاحقة المتفلتين والنهابين، نفّذت لجنة شؤون أمن ولاية الخرطوم حملة تطويق واسعة “كردون” شملت مربعات (18 – 19 – 20) بمنطقة دار السلام جنوب بمحلية أمبدة، وذلك بإشراف مباشر من والي الولاية الأستاذ أحمد عثمان حمزة، ومشاركة القوة المشتركة التي تضم الجيش والشرطة والأمن والدعم المجتمعي، وتأتي الحملة امتداداً لخطة أمنية متكاملة وضعتها اللجنة لتجفيف بؤر الإجرام، وحماية ممتلكات المواطنين، خاصة في المناطق التي شهدت تفلتات خلال الفترة الماضية، وشهد موقع العملية حضور المدير التنفيذي لمحلية أمبدة أبو القاسم آدم الطاهر، وأعضاء لجنة الأمن، حيث وقفوا على الضبطيات التي أحرزتها القوة المشتركة خلال ساعات قليلة من المداهمة.
رسائل تطمين:
وتؤكد هذه الحملات، التي أصبحت روتيناً أمنياً في المحليات المختلفة بولاية الخرطوم، أن الحكومة مصممة على إعادة الاستقرار وفرض سلطة القانون، وتجيء هذه الإجراءات في وقت يحتاج فيه المواطنون، خاصة النازحين واللاجئين إلى رسائل تطمين واضحة حول إمكانية العودة الآمنة إلى منازلهم واستعادة ممتلكاتهم التي نُهبت أثناء الحرب والفترة التالية لها، وشددت لجنة أمن ولاية الخرطوم على أن حملات التفتيش والتطويق ستستمر بوتيرة أعلى، بهدف توسيع الرقعة الأمنية، وضمان مرور المرحلة الانتقالية في الخرطوم دون بؤر إجرامية أو نشاطات مشبوهة.
ضبطيات نوعية:
وأسفرت الحملات التي نفّذتها لجنة شؤون أمن ولاية الخرطوم عن ضبط كميات كبيرة من المنهوبات التي شملت سيارات قتالية ومعدات عسكرية، وأسلحة ثقيلة وخفيفة، وأجهزة طبية جديدة وأدوية، و”ركشات وتكاتك” ودراجات بخارية، وأجهزة كهربائية متعددة، وأثاثات منزلية، وقطع غيار سيارات، ومعدات طاقة شمسية، وغيرها من المنهوبات، كما تم توقيف أكثر من 3 آلاف من المجرمين والمطلوبين، والمتورطين في عمليات النهب، تمهيداً لتقديمهم للعدالة، وتعد هذه الضبطيات من أكبر العمليات التي نفذتها لجنة الأمن خلال الفترة الأخيرة، وتأتي ضمن “الكردونات” المتتالية التي بلغت 21 عملية بإشراف لجنة ضبط الأمن، وفرض هيبة الدولة، برئاسة وزير الدفاع الفريق حسن داود كبرون والرئيس المناوب وزير الداخلية الفريق شرطة بابكر سمر مصطفى.
الخرطوم محروسة:
ووفقاً للمسؤولين في ولاية الخرطوم، فإن العاصمة محروسة، وتشهد تنامياً ملحوظاً في الحالة الأمنية، هذا ما أكده والي الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان حمزة، الذي قال إن لجنة أمن ولايته وضعت خططاً مُحكمة لضبط التفلتات الأمنية وتأمين ممتلكات المواطنين في كل محليات الخرطوم، خاصة المنازل التي غادرها أصحابها بسبب الحرب، مؤكداً أن السلطات المختصة ستعمل على المزيد من الإجراءات الوقائية والضبطية، وستعامل مع كل المتفلتين وفق القانون لرد الحقوق إلى أهلها، وفي السياق أكد مدير شرطة ولاية الخرطوم الفريق شرطة حقوقي سراج الدين منصور، أن ما تم تنفيذه رسالة واضحة للمواطنين بأن “هناك قوة تحرسهم”، داعياً كل من فقد ممتلكات خلال الحرب إلى التوجه إلى الأقسام المنتشرة في الولاية للتعرف على ممتلكاتهم المستردة، إلى ذلك أعرب المدير التنفيذي لمحلية أمبدة أبو القاسم آدم الطاهر، عن تقديره للجهود الكبيرة التي تبذلها القوات النظامية، مشيراً إلى أن المحلية بدأت تتعافى وتستعيد حياتها الطبيعية تدريجياً، فيما قال نائب مدير هيئة أمن ولاية الخرطوم اللواء أمن محمد الطيب أمبيقة، إن القوات النظامية المشتركة تعمل بلا توقف لتأمين المواطن وفرض هيبة الدولة، وأن هذه الحملات ستتواصل حتى القضاء الكامل على أوكار الجريمة.
خاتمة مهمة:
على كلٍّ.. فإن هذه الحملات الأمنية المتتالية، تبلور إرادة سياسية وأمنية واضحة لإعادة الخرطوم إلى وضعها الطبيعي، بعد أشهر من التفلتات التي خلفتها الحرب، وتبرز هذه الجهود، التي تعتمد على التنسيق بين الأجهزة النظامية ولجنة أمن الولاية، نموذجاً عملياً لاستعادة سلطة الدولة على الأرض، وتشير الضبطيات الكبيرة والمتنوعة إلى حجم التحدي من جهة، وإلى قدرة القوة المشتركة على تحقيق اختراقات مؤثرة من جهة أخرى، كما تعزز هذه الإجراءات ثقة المواطنين، وتعيد الطمأنينة للنازحين، وتفتح الطريق لعودة تدريجية تستقر وتدوم، لملامح الحياة في العاصمة الخرطوم.




