نقوش على قبر الجنيد
—————————/——-
……كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر فليس لعين لم يفض ماؤها عذر…
تخير بابكر الجنيد ساعات الفجر ألأولى للرحيل فاسرج الخيول الصهيلة ليحتجب كما تغار الأنجم السوامق والأقمار وكما يرحل السحاب الماطر وترك فى القلوب غصة وحزنًا وفجيعة فهو واسطة العقد والملجأ إذا ادلهمت الخطوب ومهوى الافئدة…كان وقع الخبر صادماواليما اذ كنت أحادثه هاتفيا قبل اقل من اسبوع وكان صوته كعادته يأتى مضمخاً بنبض حنين دافق من السماحة وصفاء القلب وكنا نسترجع ذكرى ايام صافيات وأشجان حاضر ملتاع وقد ظل كعادته متفائلا وحسن الظن منذ عرفناه ، بحرا من المروءة والفضل ومحيطا من الكرم والإنسانية ولم اكن ادرى انها المرة الاخيرة التى أهاتفه فيها فيأتى صوته ملهماً بان الدنيا بخير …وبابكر الجنيد نسيج لوحده ومدرسة في التفاعل والعطاء ونقاء السريرة…يزن كلماته بميزان الذهب اذا تكلم ولعينيه بريق خاص والتماع اذ يحادثك وكأنه يخفى دموعا ويحبسها فلاتدرى ان كانت دموع فرح باللقاء وهو الحفي بلقاءات الأحبة والزملاء وعارفى الفضل ام دموع من تعجزه كلمات الإبتهال والشكر… نسأل الله أن يسبغ على راحلنا المقيم فيوض رحمته وغفرانه ويسكنه فسيح جنانه ويربط على قلب فوزية والاسرة صبرا وسلوانا ولا نقول إلا ما يرضي الله.. يذهب الرائعون ويبقى إرثهم طقوسا في حياتنا وذكرى…




