*بقلم سليمان احمد بابكر مادبو والماهرى والسقوط المريع*

 

وصف الحرب فى السودان بأنها تمرد قبيلة على شعب مجرد هراء يردده بعض الادعياء، هذه الحروب التى بدأت منذ عام 1955، هى محاولة جسورة ما زال يقوم بها الهامش للتخلص من حكم الاقلية العرقية والعصابة العقائدية التى حكمت البلاد لاكثر من قرنين واعتقدت انه حق الهى مقدس، فيما يعلم الكل انه ارث استعمارى مدنس، ولن ينصلح حال البلاد الا باجتثاث هذه العصابة )
انتهى كلام الوليد آدم مادبو….
هل فعلا تمزق ثوب التخفي الذي يشف عما دونه من عنصرية (مغتغتة) ومن نفاق سياسي مارسه الوليد عبر حلقاته المتصلة بقناة الجزيرة كما انهار جدار الاشتراكية من قبل في ذهنية عزت الماهري لما أساله لعاب الرجلين من المحفزات المادية وضمانات وعود التنفذ عبر امتطاء جواد القبيلة لنيل مكاسب شديدة الاحتمال!!! دعا مادبو ردحا من الزمان عبر حلقات متصلة شاهدها الناس بشغف، لمدنية الدولة والحوكمة الرشيدة !!!
أما بعد أن فقد الأمل في الفوز بمنصب رئيس الوزراء بدعم المجرم حميدتي!!!
فقد طفق ثوب الرياء في أن يشف عما دونه من عنصرية بغيضة، رمت بكل أفكاره في مزبلة التاريخ، ليتجرأ على أسمى مبادئه الكذوبة مدعيا علنا انه وأسرة مادبو (يمسكون بالمرفعين من اضنينه) ويهدد بإطلاقه ليجتاح شمال السودان، ليفعل فيه ماذا؟ اكثر مما فعلته قوات مليشيا الجنجويد بمواطني الخرطوم والجزيرة ومن قبل بمواطني دارفور نفسها !!! في لغة عنصرية مبتذلة لا تمت بصلة لأدنى أكاديمي يدرس في مدرسة أساس دعك من محلل استراتيجي وباحث؟ ليصدق المثل البلدي (الدموع تبكي النفوع) أما اذا ارتبطت النفوع بالقبيلة فليمدد أبو حنيفة رجليه متحللا من فتواه في وطن لا تحرسه سوى الذئاب ويوسد فيه الأمر لغير أهله ويقضي الرويبضة في أمر العامة…
وهل علمتم ما يعني مادبو العنصري بكلمة (فلول) الممتدة حسب إرثه الفكري وقاموسه السياسي وقاموس كل المليشيا، لقرنين من الزمان هي عمر الفلول الحقيقي!!!!
انا أعلم جيدا ان مصطلح فلول الذي يتردد على أفواه قادة المليشيا ويردده بعض مثقفي الجلابة أنفسهم، إما دون وعي أو بوعي لكن لما يجمعهم مع المليشيا من مصالح محتملة، هي أشبه بسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء، واسألوا ياسر عرمان عن ما جناه من تجربة نضاله الطويلة مع جيوش الأنانية لدرجة وصلت حد التصاهر بالدم، ليصبح من بعد من المساهمين في تحرير وميلاد دولة جنوب السودان، وذلك بقيامه بأدوار قد تكون فاقت دور دور جون قرنق نفسه… وماذا بعد وبما كوفئ الرجل هناك بعد ان اسهم بأعظم دور في استقلال دولتهم؟؟؟؟؟
لقد ثبت بما لا يدع مجالا لأدنى شك أن مصطلح فلول هو في قاموس المليشيا يشمل كل الإنسان النيلي، والذي يجب ان تستأصل شأفته ولا ضير في أن تستباح دياره وتسبى نساؤه وتباع كرقيق وغنائم حرب، كمصدر دخل لتأسيس دولة المليشيا وتأكيد ريادة شركائها من آل مادبو على امتداد المنطقة وسيادتهم القهرية التي تجاوزت مآت السنين والقادرة على اجتياح كل الأرجاء بما فيها دول الجوار إن أطلق لها العنان وفك لجامها الذي يمسك به الوليد وأمثاله، والعهدة على وليد مادبو… كل ذلك من أجل أن يستقيم الامر لمليشيا آل دقلو وحلفائهم وتنهار دولة 56 ذات المفهوم الخاص في ذهنية المليشيا والمثقف مادبو وأمثاله..
وبعد كل ذلك فبعض جلابة النيل من لاعبي دور ياسر عرمان، (مع اختلاف نسبي في الأدوار) ينتظر هؤلاء تلك المليشيا لتحررهم من الفلول وهم انفسهم في نظرهم فلول ويا للعجب!!!
شكرا مادبو فقد أوقعك تعجلك لاقتسام الكيكة، وعدم صبرك على درب المدنية الشاق في تحقيق طموحاتك، للآفصاح عن مكنونك الآسن، والذي يحمله كثير من أمثالك…
نحن يا مادبو ندين ضرب الضعين بالطائرات بنفس المستوى الذي ندين فيه ضرب الخرطوم بنفس الطائرات لقرابة العام والجزيرة مؤخرا، ولا نفرق بينهما والضعين، التي آلمتك دون غيرها، وندين ذلك في كل مدن السودان على أساس إنساني لا عرقي ولا جهوي كما تفعل أنت…
ولكنا في نفس الوقت ندين
تخفي الجنجويد وسط القبائل ودور المواطنين للاحتماء والتشوين والدعم والمساندة الخلفية من بعض القبائل للمليشيا الظالمة، والتي آلت على نفسها إدارة حربها مع الجيش من داخل البيوت، اتخاذا لساكنيها دروعا بشرية وتعريضهم بالتالي لخطر هجمات الطائرات، التي لا يضير المليشيا منها موت مواطن ولا هلاك أسر الا بالقدر الذي تستثمر فيه في المواقف بدموع اخوة يوسف للترويج الإعلامي المضلل…
نحن يا مادبو ندين الحرب جملة وتفصيلا وليس بالقطاعي على نهج وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين!!!!

مقالات ذات صلة