ولأنه شاعر متفرد ؛ سأحاول أن أقدمه بطريقة متفردة تناسب قامته السامقة وليس هناك من كلمات تليق بشاعرية المرحوم مصطفى سند مثلما تفعل كلماته هو نفسه ؛ وهو الذي قال:
ﻭﻃﺮﺣﺖ ﻗﻮﺱ ﻛﻤﻨﺠﺘﻰ
ﺟﺴﺮﺍً ﺑﺒﺤﺮِ ﺍﻟﻠﻴﻞ
ﺛﻢ ﻫﻮﻳﺖ ﻟﻠﻘﺎﻉِ
ﻣﺘﻮﺭﻡ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﺗﻨﺒﺾُ ﻋﺒﺮَ ﺃﺳﻤﺎﻋِﻰ
ﻃﺒﻮﻝُ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻬﺪّﺍﺭ :
ﻻ ﺗﺄﺳﻰ ﻟﻤﻦ ﻓﺎﺗﻮﺍ
ﻓﺒﻌﺾ ﻣﺴﺎﻛﻦٍ ﺗﺒﻘَﻰ ﻭﺑﻌﺾ
ﻣﺴﺎﻛﻦٍ ﺗﻨﺄﻯ
ﻓﺘُﺪﻧﻴﻬﺎ المسافات.
وهو القائل في قصيدة أخرى:
يا صندل اللليل المضاء .. أفرد قميص الشوق حين تطل سيدة النساء
فالمجد جاء .. وتناثر الأحد الصبي يهز أعمدة الغناء
لو زندها إحتمل الندي .. لكسوت زندك ما تشاء
ثوبا من العشب الطري ..إبرتين من العبير
وخيط ماء
سيدة النساء هذه كتب لها بالعامية المحببة (عشان خاطرنا خلي عيونك الحلوات تخاطرنا). الأصل هو أن المحبوبة واحدة وإن تعددت الشخوص ؛ والمحب يحب نفسه ويراها في كل الشخصيات التي أحبها على مدى عمره
مصطفي سند مقل في أشعاره الغنائية على تميزها فهي محتشدة بالصورة الجمالية باهرة الحسن عميقة الخيال والتراكيب البديعة. عندك مثلا:
– عشان خاطرنا عيونك تخاطرنا.
– بنيالك قصور بالشوق.
– الصباح مسحور يعاين لي صباح خديك.
– جهرتي الدنيا يا دنيتنا.
هذه القصيدة وجدت ملحنا لا تقل عذوبة ألحانه عن روعتها فسكب فيها حسن بابكر من روحه لحنا شجيا جعله يذرف الدمع السخين حين سمعها عليه الرحمة والمغفرة.
إكتمل الإبداع بصوت الاستاذ محمد ميرغني فكانت الأغنية درسا عالي التطريب من مدرس حاذق متعه الله بالصحة والعافية.
عشان خاطرنا خلى عيونك الحلوات تخاطرنا
ولما تمرى ابقى اقيفى واسألى عن مشاعرنا
زمان غنينا لي عينيك اغانى تحنن القاسيين
وهدينالك معزتنا مشينا وراك سنين وسنين
وبنينالك قصور بالشوق فرشنا دروبها بالياسمين
قلنا عساك تزوريها
ترشى البهجة فى ساحتها
بي عينيك تضويها
حلاتك وانتي ماشة براك شايلة الدنيا بي اسرارها وبالفيها
زمان بارينا ضحكاتك
لقينا صداها جاى معاك وجايينا
وحاتك تانى لم تفوتى ابقى اقيفى سالمى الناس وحيينا
كفايه علينا لما نشوف بسيماتك تصابحنا وتمسينا
عشان نتملى من عينيك عشان نلقى الصباح مسحور يعاين لي صباح خديك
جهرتى الدنيا يا دنيتنا ياروعتنا ما هماك جهرتينا.
فضل كرار