لنفهم طبيعة المؤتمر التأسيسي لقحت/تقدم، والمنعقد هذه الأيام بأديس أبابا، دعونا نأخذ خمسة ملاحظات ذات دلالة كبيرة على منهج وطبيعة وأهداف قحت/تقدم وقياداتها والجهات الأخرى التي تقف من خلفها وتمول نشاطها ونتائج مؤتمرها.
🔹 الملاحظة الاولى: احتجاج حضور المؤتمر على كلمة ممثل المزارعين، فقط في اللحظة التي بدأ فيها حديثه عن انتهاكات الدعم السريع.
🔹 الملاحظة الثانية: احتفت المتحدثة من أعلى المنصة بما أسمته (أم قرون) وأطلقت شعارات وصيحات الحماس بها، وقابلها الحضور بالهتافات والاحتفاء الشديد.
🔹 الملاحظة الثالثة: عدد الحضور 600 شخص غالبيتهم الغالبة ليس مشهود لهم بالكفاءة التخصصية إلا في الفعل الثوري، أما التخصص في المجالات الأخرى الاقتصادية والعلوم الطبيعية وعلم الاجتماع وعلوم السياسة، … الخ، فلا.
🔹 الملاحظة الرابعة: الانتقادات الحادة والتهم القاسية التي وجهها القيادي خالد سلك للجيش السوداني.
🔹 الملاحظة الخامسة الانشقاق الداخلي الحاد، الذي حدث بين مكونات قحت/تقدم نفسها.
*دلالة هذه الملاحظات*
الأفعال الواردة في الملاحظات الخمسة أعلاه، لم تأتي صدفة ولم تأتي من فراغ، ولكنها تحوى معاني ذات دلالات واضحة على منهج وطبيعة وأهداف المؤتمر والجهات الفاعلة والممولة له. دعونا نذكر منها:
1/ المؤتمر لا يقبل توجيه أي انتقاد لمليشيا الدعم السريع حتى من أعضاءه. مما يؤكد العلاقة العضوية و التكاملية بين قحت/تقدم والمليشيا، والتي ظل الرأي العام السوداني يتحدث عنها باستمرار. وظل بسببها يطارد قيادات قحت اينما ظهروا ويحملهم المسؤولية عن جرائم المليشيا وعن شق الصف الوطني.
2/ المؤتمر لا يقبل من أعضاءه الرأي والرأي الاخر وانما جاء لإلزام أعضاءه بآراء محددة لا تقبل الخروج عنها.
3/ المؤتمر يُستخدم كمنصة للترويج لشعارات شعبوية ذات دلالة، تخدم المليشيا. (أم قرون).
4/ المؤتمر ليس للتداول الفكري أو الحوار الموضوعي، ولكنه كرنفال سياسي، للحشد الشعبوي، والترويج الدعائي لصالح المليشيا.
5/ المؤتمر يستخدم كمنصة إعلامية وسياسية لتوجيه الاتهامات ضد القوات المسلحة السودانية و التشكيك في نزاهتها وأخلاقها ومهنيتها و الترويج الكاذب لإدانتها و من ثم محاولة التأثير على الرأي العام المحلي والعالمي لمعاقبتها وشق الصف الوطني عنها.
6/ المؤتمر الذي ادعى أنه تحالف يجمع أبناء السودان، إذا به يتسبب في انشقاق داخل بيت السودان الكبير وانشقاق داخل أكبر الأحزاب المكونة له. إذ أنه كان شؤوما على بيت الامام الصادق المهدي خاصة، وعلى حزب الأمة عامة. فقد أحدث انقساما بين أبناء الامام فمنهم من ظل يرجم المؤتمر وينتقده وأعلن مقاطعته المسببة، ومنهم من ظل يعمل من أجل قيامه وفي لجنته العليا و بشر الناس به. (د. مريم و أم سلمى من ناحية ضد أخوهم الصديق من ناحية). كما لم يسلم من الإنشقاق حتى ازواج بنات الإمام (الغالي ضد الواثق). إلا أن الانشقاق الحاد حدث داخل الكابينة القيادية لحزب الأمة نفسه، حيث اجتمعت هيئة القيادة واصدرت بيان الإدانة لتقدم والمقاطعة للمؤتمر والتبرؤ من مشاركة مناديب الحزب بما فيهم الرئيس، وتكليف رئيس جديد للحزب وقالت في حمدوك وفي تقدم مالم يقله مالك في الخمر.
7/ في حرب المصالح الدولية والاطماع الإقليمية والعمالة الخارجية، فإن المؤتمر لا يعدو أن يكون محققا لأهداف القوى الدولية، خادما ومطيعا لدولة الإمارات الممول الخفي التي يقيم فيها رئيس المؤتمر حمدوك والتي علاقتها بإسرائيل وبالمليشيا وبأثيوبيا علاقة موثقة.
8/ المؤتمر أكد المؤكد، بعلاقة قحت مع الدعم السريع، وعمالة القائمين عليه، لدولة الامارات، وعدائهم للشعب السوداني ولمؤسسات الدولة وعلى رأسها الجيش، وخذلانهم لشعبهم وأهلهم في هذه المحنة واستمرارهم في عمالتهم وفي دعمهم للمليشيا مهما كلفهم من انشقاق داخلي وغليان شعبي واتهام جنائي.