حمل الفيديوهان شهادة السيد فتحي مادبو، رئيس القطاع السياسي بحزب الامة، الذي عاش تحت احتلال الدعم السريع في أم بدة منذ بدء الحرب حتى تحرير القوات الخاصة لها في 25 ديسمبر. وليست مثل هذه الشهادات بصوت من عاشوا ترويع الدعم السريع مما تحظى بالعناية من الإعلام المقاوم للجنجويد. فيغني عنها المعلوم بالضرورة عن فظاظة الدعم السريع وبعبارات معممة. وأخشى أن نفوت طبع عنف دعم السريع في ذاكرة الناس ووعيهم بصورة مبدعة كما فوتنا طبع عنف دولة الإنقاذ وبيوت اشباحها لثلاثين عاماً إهمالاً. فلم نلتفت لبيوت الأشباح إلا بعد سقوطها و”تحرير” التلفزيون من براثنها كأن الوسائط الأخرى انعدمت لعقود. ولن تقوم قائمة للديمقراطية والمدنية إن لم نقم بالثقافة سداً بينهما وبين نازع العنف وفرض الإرادات أيا ًكانت بالسلاح.
ولا أعرف شهادة تعادل شهادة مادبو هذه لا في مادتها، بل في عبارتها الموجزة البليغة السديدة.
شكراً.