إننا نجتاز مرحلة صعبة وخطيرة، المشاهد الكارثية في مناطق القتال منذ الهجوم البشع الذي شنته «مليشيا الدعم السريع » على السودان في ١٥/أبريل / ٢٠٢٣م ، والخيانة الوطنية عندما دفنت بعض الأحزاب السياسية رؤوسها في الرمال وغضت الطرف عن معاناة شعب السودان لكسب ود الكفيل الإماراتي.
تنفطر قلوب السودانيين حُزناً عندما يرون ابناء الشعب من العسكر والمدنيين يُقتلون أو يصابون بجراح، بل إنَّ مقتلَ كل إنسان بريء في ١٥/أبريل وما بعده يُعد مأساةً بحدّ ذاتها. عائلاتٌ في حالة حداد، ومجتمعات في حالة ذهول، وأزمةٌ تلفُّ المنطقة كلَّها.
ما من أحدٍ منَّا يريد لهذا الصراع أن يدومَ لحظةً واحدةً ، ويعمل السودانيين بجد لانهاء الاوضاع الحالية، ولكن وفق رؤيتهم الوطنية وليس وفق رؤية الامارات ووكلائها المحليين .
حتى بعد الهزيمة النكراء التي تعيشها قوات التمرد وحلفائها المدنيين، لم تيأس الإمارات من السعى للوصول إلى أهدافها ، هزيمة على مستوى ميادين القتال ، تتجسد في فشل الهدف الاول، وهو الوصول الى السلطة عبر انقلاب دموي ، وهزيمة على مستوى ميادين السياسة والجماهير، حيث سقطت كل الشعارات امام عمليات النهب والسلب، الاغتصاب، التمثيل بالجثث والاستهداف العنصري .
بعد أن أغرق المال السياسي الاماراتي جيوب قادة قوى الحرية والتغيير _ المجلس المركزي، وبعض قادة الكفاح المسلح ،(حيث تسلم الطاهر حجر الهادي إدريس وسليمان صندل وكل المجموعة مبلغ 6 ملايين دولار لكل فرد)، تحاول المخابرات الاماراتية تغيير مواقف السيد “جعفر الميرغني ” و “مبارك الفاضل المهدي” ، حيث اجرى ضابط الاتصال بالسفارة الإماراتية ” مصلح الشامسي” اتصالات برئيس حزب الامة “مبارك الفاضل” عبر وسيط من قيادات الحزب الشابة لاستقطابه او تحييده ، ولا ادري ماهو رد السيد مبارك، ولكنه رجل مشهود له بالمواقف الوطنية .
في ذات السياق أكد لي مصدر مطلع أن مستشار رئيس الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل حاتم السر، أقام لقاء تنويري لقيادات الحزب في إحدى دول المهجر ، حيث قال في التنوير أن نائب رئيس الحزب الإتحادي الديمقراطي جعفر الميرغني إلتقى منصور بن زايد في أبوظبي، وذلك بعد لقائهم تجمع القوى المدنية بقيادة حمدوك، وقال حاتم السر في التنوير أن منصور بن زايد مارس الاستهبال في اللقاء وادعى عدم دعمهم للدعم السريع، كما أطلع السر الحضور انهم بصدد بحث رؤية جديدة للحزب وأنهم لا يحبون أن يمتطون حصان خاسر وأنهم سوف يقرأون الموقف بحذر وذكر أنهم كحزب متواصلين مع الحرية والتغير وتقدم عبر معتز الفحل مضيفاً -هو قادر عليهم- وذكر أنهم كحزب قدموا للجيش مواقف كثيرة جداً لكن الجيش لم يقدم للحزب أي شي وأنهم يتعاملون معانا بشافع برهان -يقصد المستشار علاء الدين محمد عثمان .
كل تلك الأحداث تشير بوضوح الى مساعي الإمارات الحثيثة للسيطرة على السودان وموارده، وأنها قادرة على شراء مواقف الجميع .
محبتي واحترامي
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid0HfM2surxFdqXDUg2aWroBJ7BchhPkoNRQjJCyq6dBJD3u2utrpFQpngkQ8Zz5UiEl&id=100076113613764&mibextid=Nif5oz