*بينما يمضي الوقت .. الكيل بمكيال معطوب* *أمل أبوالقاسم*

على غرار قوى الحرية والتغيير التي لا ترى من حرب السودان إلا ما تريد أن تراه كيفما اتفق وفقا لاجندتها ومن كثر استمرائها الأمر كأنها باتت تصدق ما ينتجه عقلها الباطن، وتتعمد أن تمشي به بين ركبان التصريحات بهارموني فاضح ومقيت، والاصطياد في المياه العكرة لتجريم الجيش وغض الطرف عن فظائع المليشيا المكشوفة.

على غرار قحت ذهب السكرتير العام للمجلس النرويجي للاجئين وهو يستعرض بيان أمام لجنة التنمية الدولية بمجلس العموم البريطاني، إلى جانب حديث المدير القطري للمجلس بالسودان في 26 نوفمبر حول نفس الموضوع. وقد جاء بيانهم مجافي للمنطق والحقيقة التي وقفا عليها عيانا بيانا. بل انه وخلال ما اوردته الأخبار عبر المبعوث النرويجي عن تقديره لحكومة السودان وحرصها على فتح معبر أدري الحدودي لإيصال المساعدات الإنسانية، ووصف الخطوة بأنها مهمة.
كما ندد بالجرائم والفظائع التي ارتكبت في ولاية الجزيرة وغيرها من المناطق. وقال: “ندين بصفة خاصة الانتهاكات ضد النساء والأطفال.

قال الرجل قوله بعد أن اطلعه السيد رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن “عبدالفتاح البرهان” على حقيقة الأوضاع وما خلفته المليشيا من أوضاع إنسانية مزرية وكيف أنهم يعملون على تلافيها وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية وغير ذلك. هذا إلى جانب إطلاعه ووقوفه على كل انتهاكاتها التي ادانها في حضرة بورتسودان وثمن جهودها حول المساعدات الإنسانية. لكن وما أن أدار الرجل عقبيه قلب لهم ظهر المجن وتلى بيانا متحاملا فيه على الجيش المح فيه لتجريمه دون أن ينبس ببنت شفة عن فظائع المليشيا التي ادانها ثم بلع ادانته أمام مجلس العموم البريطاني .. ولا غرو في ذلك.

لا غرو إذا نظرنا للمعطيات فالرجل جاء مهرولا ضمن خمسة مبعوثين دوليين تدافعوا نحو بورتسودان بعد أن نسفت روسيا عبر “الفيتو” واطاحت بكل طموحات وآمال الكثير من الدول التي تساند المليشيا وتأتمر بأمر الإمارات اغراء كان أو رضوح تحت ضغط الاستثمارات ترغيبا أو ترهيبا.
.

كذلك لابد مراعاة مكان تلاوة البيان المجروح في بريطانيا وهي التي حاولت وعبر قرار في مجلس الأمن لوقف القتال وحماية المدنيين في السودان قبل أن تجهضه روسيا مستخدمة حق النقض. لذلك ربما عملت إلى جانب دول أخرى في تحييد وانحراف حديث مبعوث النرويج فضلا عن حديث مديرها القطري بالسودان الذي اتسق معه في اتهام الجيش بانتهاجه سياسة التجويع متجاهلا من المتسبب أساسا في الجوع الذي استدعى تدخل دول من هذا الباب وهي تضمر خلاف ما تظهر وتكيل بمكيالين.

وصف بيان الخارجية السودانية الضافي والفاضح للمنظمة بالعدائي وقد جسد أسوأ نماذج تسيس العمل الإنساني بعد أن قدمت حكومة السودان كل أشكال التعاون، ولا يمكن تفسير ذلك إلا محاولة لتشويه صورة الحكومة السودانية في الساحة الدولية. أيضا تتحاشى المنظمة الإشارة لمسؤولية المليشيا ما يمثل تشجيع للافلات من العقاب والموافقة ضمنيا على استمرار جرائمها وهو كذلك.

عموما يظل هذا الموقف ضمن مواقف ومخططات عدة تبحث عن منافذ للتدخل بأي من الذرائع لكن هيهات وها هي بشائر النصر تلوح.

مقالات ذات صلة