حملة التهديدات المسعورة والتبريرات المجانية التي انفجرت إثر التساؤل عن ميقات تنفيذ تعهدات المليشيا الانسانية التي وردت في القسم الاول من اتفاقها مع (تقدم)، كشفت تماما الغرض من هذا الاتفاق بكونه محض اعلان تمهيدي للتحالف السياسي الصريح بين تقدم وقوات الدعم السريع، تحت تبريرات الامر الواقع ومنهج الحكم لمن غلب. لم يخدم هذا الاتفاق اغراض إيقاف الحرب بأي شكل كان، بل على العكس تماما فقد عقد انعقاد لقاء الايقاد المباشر بين برهان وحميدتي. ناهيك عن ان الاتفاق وحملة العلاقات العامة التي تلته في تبرير عدم قيام المليشيا بتعهداتها الانسانية التي اوردها الاتفاق، قد حولت المطالب الانسانية، وهي حقوق اساسية للسودانيين والتزامات مبدئية بحسب القانون الدولي وقوانين الحرب، الي كرت ابتزاز ومزايدة سياسية يدافع اعضاء تقدم وقادتها عن عدم تطبيق المليشيا لها بغض النظر عن تأثير ذلك على السودانيين، ولا يتوقفون هنا بل يمضون الي ما هو اكثر في محاولة غسيل المليشيا وتبييض وجهها كما شهدنا في تقرير ياسر عرمان عن رفاعة الامنة او تصريحات رشا عوض عن عدم تورط الجنجويد في ارتكاب انتهاكات.
*قوات الدعم السريع هي مليشيا فاشية، لا يوجد غسيل سياسي سينجح في تغيير هذه الحقيقة لأنها طبيعة تأسيسية فيها. واتفاق حمدوك-حميدتي هو خطأ فادح وسقطة شنيعة تحاول منح المليشيا شرعية سياسية للاستقواء بها لحصد المغانم السياسية حتى لو كان ثمن ذلك دماء وارواح واعراض السودانيين وحقهم في الحياة الامنة والطبيعية.*!!