رأس الخيط ————— *عبدالله اسماعيل* *تكريم الوفاء والاحتراف: عبدالله إبراهيم نموذجاً للولاء والكفاءة الوطنية*

في مشهدٍ اتسم بالوفاء والتقدير للمهنية النادرة، كرّمت الدولة ممثلة في شخص *الفريق أول مالك عقار، نائب رئيس مجلس السيادة، السيد عبدالله إبراهيم – وكيل أول وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي* تقديرًا لمسيرة مهنية زاخرة امتدت لأكثر من أربعة عقود أخلص فيها الرجل لخدمة بلاده وأدى مهامه بمستوى عالٍ من المسؤولية والمهنية.

التكريم الذي لم يكن مجرد حدثاً بروتوكوليا -جاء تتويجًا لموقف وطني أصيل تبناه الفريق أول مالك عقار نفسه منذ اليوم الأول لانفجار الحرب التي أشعلتها قيادة المليشيا في محاولتها لاختطاف السلطة بقوة السلاح. *لقد اختار عقار طريق الوطن دون تردد ورفض أن يكون جزءًا من المؤامرة فكان أول المنحازين لمعركة الكرامة مدفوعًا بوعي عميق بخطورة الموقف وبخبرة سياسية وحربية طويلة جعلته يدرك أبعاد الانقلاب والمخطط الدولي الذي يستهدف وحدة السودان وسيادته.*

لقد اتخذ *عقار* موقفًا واضحًا شجاعًا لا لبس فيه – لم يساوم أو يهادن بل ثبت على خط النار منذ الطلقة الأولى. *وسيسجل التاريخ بأحرف من شرف هذا الموقف الوطني النبيل وسيُحفظ لعقار أنه كان رجل دولة بحق* وصاحب رأي لا يتبدل حين يتعلق الأمر بمصير الوطن.

وجاء تكريمه *لعبدالله إبراهيم امتدادًا لتلك الرؤية إذ إن من يعرف قدر الرجال يدرك أن الوفاء للوطن لا يكتمل إلا بتكريم من حملوا عبء المرحلة *وعبدالله إبراهيم أحد أولئك الجنود المجهولين الذين عملوا بصمت وجدارة حين كانت الدولة بأشد الحاجة لأبنائها.*

حين اندلعت الحرب الغادرة وانهار النظام المالي والخدمي للدولة بانسحاب المؤسسات من العاصمة برز التحدي الأكبر: *كيف تُدار دولة دون مركز مالي؟ وكان لا بد من حلول استثنائية وخارج الصندوق.*

في بورتسودان، *تولى عبدالله إبراهيم مسؤولياته ضمن طاقم وزارة المالية بقيادة الوزير د. جبريل إبراهيم* ذلك الرجل الذي تحمل الكثير من النقد والاتهامات التي بث معظمها الأصدقاء من قبل الأعداء وذلك لا لشيء إلا لأنه ظل ثابتًا يؤدي مهامه بكفاءة وشجاعة مستحقًا للشكر والثناء لا التجريح.

جاء *عبدالله إبراهيم ورفاقه* إلى بورتسودان بلا أوراق أو دفاتر أو اجهزة الأنظمة مالية. تركوا خلفهم أدوات العمل قسرا لكنهم حملوا معهم عقولًا متقدة وقلوبًا لا تعرف الهزيمة وإيمانًا لا يتزحزح بأن خدمة الوطن لا تعرف قساوة الظروف.

بدأت المرحلة الحرجة بقرار إيقاف الصرف مؤقتًا بما في ذلك المرتبات ريثما يُعاد بناء النظام المالي. ثم شرعت الوزارة في صرف 50% من المرتبات،ك قبل أن تعود تدريجيًا إلى دفعها كاملة ثم تسوية المتأخرات.

نجح الفريق بقيادة الوكيل الأول في فتح حساب حكومي رئيسي بديل عن بنك السودان وإنشاء حسابات فرعية بالبنوك التجارية مما مكّن الدولة من استعادة شريانها المالي والبدء في دفع التزاماتها *وعلى رأسها دعم المجهود الحربي* ورواتب القوات المسلحة والقوات المساندة لها فضلاً عن تسيير دولاب الدولة في ظروف بالغة التعقيد والصعوبة.

لقد كان الأداء المالي في تلك الظروف الاستثنائية أداءً بطوليًا لا يقل شأنًا عن أداء من حملوا السلاح دفاعًا عن الوطن. *وما كان لهذا الجهد أن يُثمر لولا حنكة الوزير وخبرة وكيل أول الوزارة عبدالله إبراهيم الذي أثبت أن الكفاءة والولاء متى ما اجتمعا أنتجا رجالاً من طراز فريد.*

إن تكريم *عبدالله إبراهيم* كان إشادة صادقة برجل عرف قدر الوطن وهو تكريم لكل قادة وموظفي وعمال وزارة المالية الذين ظلوا وما زالوا يقومون بواجباتهم في صمت وتفانٍ من اجل تطوير عمل الوزارة وذلك ما جعلهم يستحقون التقدير في وطن يحتاجهم الآن أكثر من أي وقت مضى.

2 مايو 2025

مقالات ذات صلة