✍️ عثمان يعقوب الدرباي
بمناسبة تكريم الدولة ممثلة في نائب رئيس مجلس السيادة الفريق مالك عقار اير – في ختام مؤتمر الخدمة المدنية للخبير الاقتصادي : عبد الله ابراهيم – وكيل وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي
( شهادة )
قد يرى البعض أن مدح الناس قد يُفهم على أنه تملق أو نفاق خاصة إذا جاء في مواضع السلطة أو المصلحة
ولكن المديح الصادق والبنّاء يُعد من أرقى صور التقدير ويُعزز القيم الإيجابية ويحفّز الناس على الاستمرار في العطاء.
وأعتقد أن مدحي للأخ وكيل وزارة المالية عبد الله إبراهيم ربما لمراقبتي لأوضاع الاقتصاد في ظل ظروف الحرب يبرز هذه الشهادة في ظني بأنها واجب وطني وأخلاقي لأنه من القلائل الذين ثبتوا في مواقعهم ولم يغادروا بل حملوا على عاتقهم مسؤولية استمرار الدولة وبقائها الاقتصادي والإداري.
والشهادة شرطها العلم.
أعرف الرجل معرفة مهنية منذ العام 1999 بوزارة المالية والتخطيط الاقتصادي 26 عاماً متصلة تاريخ معرفتي اللصيقة به وهو ملتحق بالوزارة منذ العام 1979 تاريخ تخرجه ببكالريوس (الاقتصاد البحت) في جامعة الخرطوم والتحاقه بوزارة المالية موظفاً بإدارة القروض وميزانية النقد الأجنبي من 1979 وحتي 1985 وكالة الاقتصاد سابقاً وحتي تسنمه وكيل الوزارة حالياً .
في لحظة اشتعال التمرد و حين امتدت أيدي الفوضى لتنهب المال العام والخاص وتكاد تنهار مؤسسات الدولة واحدة تلو الأخرى برز عبد الله إبراهيم كأحد الرموز الصامدة في معركة الدفاع عن الوطن من داخل مؤسساته المدنية. لم يكن ذلك موقفا عابرا بل كان خيارا وطنيا واعيا اتخذه ومضي فيه حيث قاد متحرك الدفاع عن الدولة المدنية من موقعه في وزارة المالية رأس الرمح للخدمة العامة استجابة لواجبه وضميره ثم توجيهات الوزير جبريل ابراهيم – وزير المالية والتخطيط الاقتصادي له بأن يبلغ بورتسودان باي حال وتحت أي ظرف وهو كان في رحلة المطاردة والسعي لخروج أسرته ومن كان معه من اقاربه ببيته باللاماب في رحلة لم يتذوقوا فيها أكلاً أو نوماً لعدد من الأيام والليالي الا بعد الوصول بمشقة الي مدينة شندي وكنا نتابع معه لحظة بلحظة .
انطلق عبد الله إبراهيم ببورتسودان برفقة الوزير جبريل وهم يبحثون ويتدارسون من (تحت الصفر) في بيئة محفوفة بالمخاطر المالية والضغوط الاقتصادية ليعيدوا رسم خارطة البدايات. لم يتوقفوا عند حدود ترميم ما تهدّم بل أداروا عجلة العمل بسياسات عقلانية مستندين إلى إرث من المعرفة والمهنية مؤمنين بأن الدولة لا تسقط طالما بقي فيها رجال يؤمنون بالواجب.
واليوم إذ تعود مؤسسات الدولة للوقوف على أقدامها يحق له ولكل من شاركه المسيرة أن يفخروا بثباتها وبأنهم لم يتركوا الراية تسقط في زمن الأزمة وشبح الانهيار .
في مشهد وطني بهيج يجسد التقدير للكفاءة والإخلاص في خدمة الوطن كرّم نائب رئيس مجلس السيادة السيد عبد الله إبراهيم وكيل وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، تقديراً لدوره البارز وإسهاماته المتميزة في تطوير الأداء المالي والإداري ضمن مسيرة الخدمة المدنية في ظروف بالغة التعقيد .
*جاء التكريم في إطار مؤتمر الخدمة المدنية تأكيداً على أن العطاء المخلص لا يضيع وأن الرجال الأوفياء هم رصيد الوطن في أزمنة البناء والتحديات.*
إن تكريم السيد عبد الله إبراهيم هو تكريم لكل من آمن بأن الإصلاح يبدأ من المؤسسات وأن الوطنية تُترجم عبر العمل المنضبط والرؤية الواضحة.
عبد الله إبراهيم أحد الجنود المجهولين في معركة الكرامة الوطنية وقف بثبات وهدوء في قلب العاصفة حافظ على تماسك وزارة المالية باعتبارها العمود الفقري للخدمة المدنية وساهم بفعالية في منع انهيار الاقتصاد الوطني في أصعب الظروف وليته خرج للعلن ليحكي قصة استعادة تشغيل الدولة لتبدأ مسيرة المقاومة والمواجهة لأعتي تمرد من حيث القوة العسكرية والمالية والاعلامية والغطاء الدولي والاقليمي .
عبد الله ابراهيم من الذين لم يرفعوا أصواتهم لكنّ أفعالهم دوّت في أروقة الدولة ورسّخت معنى الوفاء والكفاءة والتضحية في سبيل الوطن.
عبد الله ابراهيم
مهنيٌّ اقتصاديٌّ من طراز رفيع ظل وفيا لمهنته متدرجا في المناصب حتى بلغ قمة العمل التنفيذي في الوزارة ومازال يمثل قمة التواضع تواضع العلماء .
ورغم التحديات الجسيمة ظل ثابتا على مبادئه يعمل بصمت وهمة مؤمنا بأن الاقتصاد الوطني أمانة في عنقه فكان من الحلقات القوية التي حافظت على مؤسسات الدولة من الانهيار وأسهم في استمرار الخدمة المدنية في أحلك الظروف واستقرار الاقتصاد في أسوأ البيئات .
إن تكريمه اليوم هو تكريم لكل المخلصين الصادقين الذين خدموا السودان بعقلهم وضميرهم.
باعمال معايير القياس والتقييم وبالنظر للمشهد من خسائر الحرب حتي الآن لما يقارب ال200 مليار دولار ( أرقام غير رسمية ) وتاكل 50% من ناتج الاقتصاد الكلي وتدمير بنية الاقتصاد الصناعية والزراعية والخدمية وبروز التضخم والاستقرار النسبي لسعر الصرف وتعطل الصادرات واستمرار الواردات وتوسع فجوة الاقتصاد ورغماً عن ذلك لم ولن ينهار الاقتصاد وذلك لأسباب ومعطيات حقيقية :
– قيادة اقتصادية مسئولة وتنسيق محكم للسياسات المالية والنقدية والتجارية واستدراك للفجوات بقدرات مهنية ووطنية راسخة .
– صمود الاقتصاد الشعبي الغير رسمي وسده لعجز المؤسسات ومازال .
– تولي سودانيين المهجر مهمة الإنفاق الطارئ والمتزايد بوطنية.
– القطاع الخاص ومؤسسات الحكومة الاقتصادية .
– الأمن الاقتصادي المطلع علي المعلومات والبيانات والتحليل والاستنتاج.
– قيادة قادرة بوزارة المعادن وأذرعها الفنية والرقابية .
– وغير ذلك كثير ولكن الإشارة والشهادة هنا لنعرف حجم قدرات الفريق الاقتصادي وضابط الإيقاع ( وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي ) والدعاء لهم بالتوفيق والتأييد والسداد فمعركة الاقتصاد شاملة واثارها قاسية .
الشكر لرجل الدولة نائب رئيس مجلس السيادة علي هذا التقدير وهذا الاحتفاء .
والحمد لله رب العالمين
الجمعة 2 مايو 2025