# قال لي: بخليط من سيرة: (خذل عنا ما استطعت).. كما وردت عن نبي الأمة والرحمة، صلى الله عليه وسلم، ثم شيء من كتاب: (اظهار القوة) الذي يُدرس كمنهج في (الكلالي العسكرية).. كنت احدث اصحابي الكُثر في مجالس (أعمدة النور).. ونتآنس ببعضٍ من أحاجي التحذيرات القديمة.. الصادرة من ايام الجنرال (مونتغمري).. والجنرال (روميل ثعلب الصحراء).. حيث كانت الحروب إلى وقت قريب من زمان الناس هذا، تتأثر بهطول المطر وحلول الجليد.. ولكن.. !
# كنت احجيهم كفاحاً.. وكأنني أطالع كتابا للناصح العربي: (صنع الله ابراهيم).. ثم لا اعبأ بمن يقول: (لا تنشروا أخبارا عن تحركات الجيش حتى لا يعلم العدو).. ! والجيوش ايها السادة تقرأ دائما من كتاب (الاستخبارات).. ولا تستحي من استلام إشارات الطابور الخامس وفك الشفرات.. وهي تستطيع كذلك أن تعرف عدد الألوية والكتائب والسرايا والفصائل والجماعات.. من عددية وكميات الماشية التي تم ذبحها في اليوم.. وقتها لم تكن هنالك تقنية حديثة عبر الأقمار الصناعية.. ولا أدنى اثر للجي بي ايس.. ولكن كانت الاستخبارات تعرف.. وكانت فرق الاستطلاع تستكشف دبيب النمل وحركة الرياح وتحصي الأنفاس في الاحراش.. والتقارير التي تُرفع من هنا وهناك.. كانت تأتي بالدقة والدقيقة لتبقى في النهاية حقيقة واحدة، حتى الان، وهي انه ليست هناك (حماية مطلقة) حتى في امريكا رغم تطور الزمان.. كما أنه لم تعد هنالك اسرار عسكرية طالما أن جيوش كل الدنيا مازالت تبذل هيبتها كلها في طوابير الاستعراض.. ثم بكبسة زر في محركات البحث، يأتيك الجواب عن عدد الطائرات بأنواعها المختلفة.. إلى أن جاء عهد الطائرات بدون طيار والصواريخ الحديثة وعدد الخبراء والبندقجية وحتى (كدايس الميز).. لم تعد هناك اسرار الا في خيالات اولئك الذين لم يسمعوا بالاقمار الصناعية ولا مقلاع داوود والقبة الحديدة، نحن في زمن تتباهى فيه الدول ايها السادة بعدد مدرعاتها وصواريخها.. تحتفي بصناعاتها الدفاعية والهجومية وتستعرض.
# أعود وأحدث اصدقائي، رفقاء الجلوس على أعمدة النور، وأريد أن أعلن لهم فرحي بأنهم لا يفرقون ما بين (الكلنكيت والدبشك والنشنكة) ولكنهم يحفظون جملة واحدة: (لا تنشروا اخبار تحركات الجيش).. مع أن أحدهم ذات ونسة فتح هاتفه وقال لنا أن أمريكا أعلنت عن تحريك سفينة حربية نحو الشرق الأوسط، ولاحقا أخطرنا نفس الشخص بأن أمريكا أعلنت عن وصول السفينة الحربية بسلام، ثم إيران تقول انها سوف تضرب القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط، ثم تفعلها في العديد والاسد، هذا قد يدخل في باب اظهار القوة في زمن الحروب غير التقليدية وغياب الحماية المطلقة ووجود الصواريخ البالستية.. والبالستية هذه تذكرني بمصحح في أحدى الصحف السياسية الكبرى في السودان، إذ استطاع أن يحولها قبل أكثر من 15 عاماً إلى أسلحة (بلاستيكة) دون أن يهتز له اصبع.
# بحمد لله اكتملت عدتنا وازداد عتادنا لكسح ومسح الاوغاد من كردفان الغرة ودارفور الكبرى.. حيث احتشدت الكتائب.. وانتظمت بكل تشكيلاتها.. وقد تزامن الاعداد الجاد لحرب تكسير العظام وانهاء التمرد، مع عودة (شفوت المسيّرات) الذين نالوا تعليما متقدما وتدريبا مكثفا في احدى الدول المتقدمة في هذا المجال، أكثر من عشرين ضابطا من الشباب، سيكونوا نواة لكليات ومعاهد التدريب العسكرية السودانية.. لتمتد البشريات كذلك وتكشف الأيام القليلة الماضية عن حصول قواتنا على اكثر من عشرين (مسيرة استراتيجية) من دولة متقدمة في الصناعات الحربية، سيكون لها أيضا ما بعدها في حسم المعركة.. مع استكمال منظومة سلاح جوي متقدمة ومنظومات تشويش وصواريخ متطورة… الحمد لله الذي جعل ذلك ممكنا.. فبعد أن أغلقت الامارات بسطوة أسيادها في الجناب العالي أمامنا كل الأبواب.. فتح الله علينا أبوابا عديدة، سيأتي يوم شكرها قريباً.