# يا جيشنا الابي.. قادته.. ضباطه وضباط صف وجنوده.. جميع وحداته وتشكيلاته.. كل عام وانتم بخير.. مائة عام تتمدد أمامكم في قطارات التاريخ منذ عمر التأسيس، وسبعون نضرات في عصر (السودنة).. ذلك الشموخ الموشى بنياشين الجنرال (احمد محمد حمد الجعلي).. ذكريات وتضحيات وبطولات في سجلات التاريخ.. اجترار الفتوحات العظيمة وايام العبور في حرب أكتوبر 1973 حيث لواء المشاة السوداني الذي رفع راية النصر عند الضفة.. عمليات حفظ السلام والاستقرار في الكونغو عام 1960 وتشاد عام 1979 وناميبيا في 1989 ثم إعادة الأمور إلى طبيعتها في جمهورية جزر القمر عام 2008، ثم المشاركة بحسم في “عاصفة الحزم” باليمن 2015.. الخبرات.. والدربة وتحدي الصعاب.. هذا هو الجيش السوداني الباسل، تاريخ عريض وسجل ناصع.. صفحات بيضاء في سجلات التاريخ.. إلى ذلك القبس المضي لرجال صدقوا واوفوا.. كانوا على قدر صدقهم واقدارهم.. إلى شهداء القوات المسلحة منذ التأسيس.. وانتهاءً بشهداء معركة الكرامة في الخالدين.
# ذات سفر إلى حاضرة شمال كردفان، الابيض، جلست بجوار سعادة المشير (سوار الدهب)، طيب الله ثراه، رجل صبور ووقور، سألته: الجيش اخد منك شنو واداك شنو يا ريس ؟ أردت أن اوجد مدخلا مناسباً للحديث معه فقال لي: (يا بُني هي المهنة التي اعطيناها الحب فأعطتنا الحياة.. اتيناها صغاراً بحماس الشباب وتعلمنا فيها مبادئ الاستقامة والايمان بأن اللقمة المغموسة في الحلال لا تخرج من جوفك إلا على سبيل العافية.. حملناها شجوناً على اكتافنا.. ما بين صفا.. انتباه.. ومسؤوليات جسام ومواقف صعبة ووطنية راسخة وزهد، بقينا فيها على توكل ويقين بأن المغادرة ستكون الى بابين من ابواب اللاعودة.. باب المضي الى القبر.. أو باب المغادرة بـوفاء المدة.. غادرنا الجيش بالدموع ولم يبق لنا الا العمل الطيب والذكرى السمحة).
# على ذكر سعادة المشير سوار الدهب، والشيء بالشيء يذكر، وبمناسبة الذكرى 71 لاعياد الجيش، اريد أن أذكر الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة، والقائد العام للقوات المسلحة السودانية، بتلك الأدبيات المركوزة والضوابط المرعية في حق القادة السابقين، القادة العامين، أصحاب أعلى مرتبة في القوات المسلحة السودانية، منهم من قضى نحبه بعد أن أدى الواجب الوطني على أكمل وجه، ومنهم من ينتظر، وحتى الذين رحلوا تركوا خلفهم من يستحقون النظر والتفقد برابطة الدم من الدرجة الاولى، يجب أن تتفقدهم يا سعادتك، اسأل عنهم عبر الهاتف كما كان يحدث في السابق أثناء اعياد الجيش السنوية، راجع مخصصاتهم من مركبات وعلاج داخلي وخارجي والخدمة المنزلية من سائق وحراسة ووقود وتذاكر سفر ثم مطايبات مطلوبة ومعايدة، راجع ذلك في هذا الزمن الصعب، وهم الذين وضعوا هذا الإرث وصانوا المهنة، الجنرال احمد محمد حمد، الفريق ابراهيم عبود، المشير جعفر محمد نميري، اللواء خالد حسن عباس، المشير عبد الرحمن سوار الدهب، اللواء بشير محمد علي، الفريق تاج الدين عمر، الفريق اول عبد الماجد حامد خليل، الفريق الخواض محمد احمد، الفريق بشير محمد علي، الفريق طيار عوض خلف الله، الفريق فوزي احمد محمد، الفريق فتحي احمد علي، المشير عمر حسن احمد البشير، 14 قائدا للجيش بينهم اثنين فقط من الأحياء، هما تاج الدين والبشير وثالثهما انت، مد الله في اعماركم وسخر لكم فرصة خدمة من سبقوكم في الخدمة، علما بأن زوجات بعضهم على قيد الحياة والسؤال عنهم واجب يقتضيه الوفاء ورد الجميل.
# نعلم أن سعادتو البرهان تشغله شواغل هذه الايام، لذلك ندفع بالرسالة إلى بريد سعادة اللواء الركن (حافظ التاج) فارس الدفعة 38 كلية حربية، ومدير مكتب القائد العام للقوات المسلحة السودانية، هذا نداء الواجب يا سعادتك.. وكل عام وانتم بخير.