*أعينوا البرهان على الإخوان*
…مبادرة لِما بعد الحرب:
– *فترة انتقال وتأسيس ل”20″عاماً.*
– *رأس دولة شرفي هو القائد العام للجيش*.
– *رئيس وزراء بصلاحية كاملة مع حكومة تكنوقراط*.
– *تكوين أجهزة التشريع والقضاء من كفاءات وشباب*.
– *إصدار قانون يحظر نشاط حزب المؤتمر الوطني وواجهاته.*
– *وضع قانون للأحزاب وقوى المجتمع المدني.*
بقلم / عادل سيدأحمد*
الثورة العارمة مقروءة مع الحرب اللعينة في السودان حتمتا واقعاً جديداً..يتطلب طرح مبادرات تستوعب هذين العاملين..!.
ما قبل الحرب قامت ثورة عاتية اقتلعت نظاماً باطشاً،لم يشهد السودان له مثيلاً..!.
وما بعد الثورة اِندلعت حرب شرسة،لم يألف السودانيون لصِنوها شبيهاً..!.
هذان الحدثان يفسحان الساحة لاِستشراف المستقبل المنظور وفق حسابات مُختَلَطة،تحت عنوان (بروسترويكا ديسمبر)،على نسق مفهوم إعادة البناء في الاتحاد السوفيتي (البروسترويكا)..مع الاستفادة من فكرة (الحقيقة والمصالحة )
في جنوب أفريقيا ورواندا.
وعليه فمطلوب من قوى وفصائل ثورة ديسمبر المجيدة أنْ تشجع أي خطوة في إتجاه التحول المدني..
بيد أنه من الخطل السياسي أنْ يتجمد الديمقراطيون،ويتركوا الساحة لخفافيش الظلام وسدنة العسكر.
لقد وضح بما لايدع مجالاً للشك أنَّ (إخوان الإنقاذ)يعملون (ليل نهار )لإعادة عقارب الساعة للوراء..!..
وهيهات أنْ يقبل شعب السودان بعودتهم،لأنهم أذاقوه مرارات الشظف،وشرارات الإنفلات ..!.
الغافلون وحدهم صَدقوا أنَّ كتائب المؤتمر الوطني المحلول تحارب من أجل الكرامة..نعم هم تمسحوا ببوت قيادة الجيش طمعاً في سلطة،وعملاً لدُنيا،،وإنتقاماً،
وليس من أجل الله والوطن..!.
لقد أشعل الفلول الحرب..وإنْ شئنا عدم المغالطة،فهم المستفيد الأول من اِندلاعها واِستمرارها..بيد أنَّ تجربة الفترة الانتقالية الأولى أرعبتهم..فأضحت منهوباتهم في خطر..بل حياتهم اِستوت مع موتهم..فقد شرعت المحاكم في محاسبتهم.
أَنىّ يصدق السودانيون أنًَّ مَنْ صنعَ (حميدتي)
،يريد أنْ يقضي عليه،هكذا لوجه الله والوطن..؟!.
*ما الجديد*؟!
عدة حقائق تستوجب من قوى الثورة النفاذ -قبل النفاد – مع المعطيات المُفْرَزة في ظل الحرب اللعينة الراهنة:
– هناك جيش،منذ ما بعد الاِستقلال،ظل متأرجحاً بين حراسة الدستور وحراشة الشمولية..!.
فالحاكمون الشموليون يمتطون المؤسسة العسكرية،نيابةً أو أصالةً..!
إنَّ صَمتَ الجيش على الديكتاتور ظل مصيبة مُلازمة للمؤسسة المنوط بها حماية الدستور..!.
وإنَّ سَمتَ الجيش أدخله في مُعترك السياسة،
فخال نفسه حزباً،كسائر القوى السياسية المُتطلِعة للحُكم.
– البرهان أظهر نوايا لإصلاح المؤسسة العسكرية..كما أبدى حرصاً على الحُكم المدني،فهو مُدرِك لثورة الشباب،،
ومُستوعِب لمؤامرات الفلول.
ولعل توجهه نحو مدنية الحكومة،ثُم خطابه المُحذِر لعناصر النظام القديم،ثُم اِستتباع ذلك باِبعاد ضباط،رشحت معلومات حول ولائهم للحزب على حساب المؤسسة القومية..
وتفريغ العاصمة من المظاهر العسكرية،،
كل هذه الأشياء تبقى مؤشراً إيجابياً،يستوجب من قوى الثورة التعاطي معه بشكل إيجابي..
*المعادلة المطلوبة*
بيد أن الحقيقة التي لا مراء فيها أن تعقيدات المجتمع بمشاكله التراكمية،بانتشار الأُمية،وتمكن الجهوية والقبلية والعرقية..تجعل ضرورة وضع خصوصية موزونة لمعادلة (الاقتصاد والأمن)،تقوم على ميقات زمني مُحدد ومُتفق عليه..!.
لأنّ في هذه الوزنة الموقوتة بين (الساسة والجيش)ضماناً لاستدامة الديمقراطية.
من الخطل والهبل أنْ نمسطر (ديمقراطية ويستمنستر)على دولة من دول العالم الثالث..!.
إنَّ هشاشة التركيبة الاجتماعية،،وسيولة الوضعية الأمنية تكفي لسقوط النظام الديمقراطي،وإحلال العسكر مكان المدنيين..
فنجد أنفسنا أمام الدوامة التي أرهقت وأقعدت بلادنا،منذ الاستقلال وحتى يوم الناس هذا..!.
*المَخرج*
ضرورة أنْ تطرح قوى الثورة مبادرة المعادلة هذه،وفق شراكة حقيقية،تتواثق على الفترة الانتقالية،
وتتجاوزها للاستمرارية على ذات النسق بمعادلة تقوم على شراكة فاعلة وفعالة مع المؤسسة العسكرية عبر نظام ديمقراطي مُختلَط،يكون فيه رأس واحد للدولة،
كرمز للسيادة،وبسلطات شرفية،دونما علاقة مباشرة مع الحكومة المدنية،كاملة الدسم..يُنَص على تسميته:(رأس الدولة هو القائد العام للقوات المسلحة السُودانية)..
على أن تكون هذه الحقبة،عبر مرحلتين:
إنتقال ثم تأسيس.
في فترة زمنية مُدمَجة لاتتجاوز العشرين عاماً..
وهي فترة كافية للقضاء على مظاهر التخلف،ورفع درجة الوعي عند المواطن..!.
إذن الجيش بشراكته مع قوى المجتمع المدني يبقى الضامن (المؤقت)
لاِستمرار التجربة،حتى بلوغ المواطن درجة النضوج والوعي،من خلال الممارسة..
فيضحى المواطن (عشرينئذٍ)هو ضامن اِستدامة الديمقراطية..
وخلق أرضية صلبة لنظام ديمقراطي مُعافى،في دولة مدنية عصرية،تقوم بمهام الحياة الكريمة لمواطن هذا البلد الصابر المثابر،مُناطح المستبدين،عبر ثورات شعبية عظيمة،في أكتوبر وأبريل وديسمبر..!.
شعب ثورة ديسمبر ينشد صيغة تُراعي تطلع الحرية،ومُقتضى الأمن..
ولعلي أُساهم بفكرة قابلة للنقاش،عنوانها (أعينوا البرهان،على الإخوان)..
وفق مطلوبات المرحلة،
على النحو الآتي:
– *فترة انتقال وتأسيس ل”20″عاماً.*
– *رأس دولة شرفي هو القائد العام للجيش*.
– *رئيس وزراء بصلاحية كاملة مع حكومة تكنوقراط*.
– *تكوين أجهزة التشريع والقضاء من كفاءات وشباب*.
– *إصدار قانون يحظر نشاط حزب المؤتمر الوطني وواجهاته.*
– *وضع قانون للأحزاب وقوى المجتمع المدني.*
………………………
بعد اِنقضاء فترة التأسيس هذه،وحينذاك فقط نضمن أنَّ (العسكر للثُكنات)..!.
………………..