*خذ الكتاب بقوة* *_رسالة مفتوحة إلى فخامة الرئيس الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان_*

*فخامة الرئيس،*

إن الأمم لا تُبنى بالصدفة، ولا تنهض بالتمنّي، وإنما تنهض حين يخرج من بين صفوفها قائد يأخذ الكتاب بقوة، فيحمل على عاتقه الأمانة، ويواجه التحدي بعزيمة الرجال الكبار. والسودان اليوم، وهو في قلب المحنة، يرى فيكم القائد الذي يكتب بيده صفحة المجد القادمة.

لقد تكسّرت على صخرة السودان مؤامرات الغزاة وأوهام المتمردين، لكن ما لم ينكسر هو عزيمة شعبه، وما لم يضعف هو إيمانه بأن مستقبله يصنعه بيديه تحت راية قيادته.

*فخامة الرئيس،*
إن السودان ليس بلداً هامشياً في خارطة العالم، بل وطناً اختصه الله بميزاتٍ نادرة: موقعه الاستراتيجي الذي يتوسط إفريقيا والعالم العربي، ثرواته الباطنة والظاهرة، وطاقاته البشرية الشابة القادرة على أن تحوّل هذا الوطن إلى قوة صاعدة، يُحسب لها ألف حساب.

اليوم أنتم أمام لحظة تاريخية، لا تقبل التردد، ولا تحتمل أنصاف المواقف:
• أن تجعلوا السودان قوة شعبية، متماسكة حول قيادتها، متحدة على راية واحدة، تستمد قوتها من إيمانها بنفسها.
• أن تبنوا له قوة اقتصادية تُطلق خيراته، وتُحوّل أرضه إلى سلة غذاء ومخزن طاقة وممر للتجارة يربط القارات.
• أن تمنحوه قوة سياسية وثقافية تعيد إليه صوته العالي في الإقليم والعالم، وتجعله منارةً للهوية والجسر الذي يربط العروبة بعمقها الإفريقي.

*يا فخامة الرئيس،*
إن التاريخ لا يخلّد المترددين، لكنه يرفع إلى مصاف العظماء من امتلكوا الجرأة على أن يختاروا طريق العزة مهما كان ثقيلاً.

خذ الكتاب بقوة، فالزمن زمنكم، والفرصة بين أيديكم، والشعب خلفكم يمدكم بثقته ودمائه وأحلامه. اجعلوا من السودان قوة تنهض من بين الركام، لتقف شامخة، عصية على الانكسار، جديرة بمكانها في مقدمة الأمم.

إنها رسالتكم، وهي أيضاً وصية التاريخ: أن يُذكر اسمكم في سجل صانعي النهضات، لا في هوامش العابرين…

*والله ولي التوفيق,*
*وطن ومؤسسات…*
*السودان أولا وأخيراً…*
*د. عبدالعزيز الزبير باشا*

مقالات ذات صلة