في لقاء اجتماعي بمنزل الاستاذ محمد سيداحمد سرالختم الجكومي ببورتسودان التقيت بالأمير عبدالرحمن الصادق المهدي، وجدت نفسي أمام شخصية تستحق أن تُكتب عنها السطور بصدق لا بتكلف. منذ اللحظة الأولى، يلفتك أدبه الجم وبشاشته التي تكسر أي حاجز رسمي، فتشعر أنك تتحدث مع صديق مقرّب أكثر من كونه أحد أبناء زعيم تاريخي. لكن خلف هذه البشاشة يكمن وعي عميق واتساع أفق سياسي يشابه إرث والده الإمام الصادق المهدي، رحمه الله..
الأمير عبدالرحمن لم يكن مجرد مستمع لبق، بل محاور حاضر الذهن، يمزج بين ثقافة سياسية رفيعة وتجربة عملية جعلته يرى الأمور من زوايا متعددة. وهو حين يتحدث عن القضايا الوطنية، يجمع بين الحزم والمرونة، بين التمسك بالمبادئ والقدرة على إيجاد أرضية وفاقية. وهذا بالضبط ما جعل الإمام الصادق المهدي مدرسة قائمة بذاتها.. إيمان عميق بالديمقراطية والحرية، يقابله صبر في البحث عن الحلول الوسط التي تحفظ وحدة الوطن وتمنع انزلاقه..
في حديثنا، انتقلنا إلى ما يمر به حزبا الأمة القومي والاتحادي الديمقراطي من تحديات، وكانت ملاحظاته دقيقة تكشف عن فهمه لطبيعة التحولات السياسية والاجتماعية. لم يكتف بوصف الواقع، بل حاول أن يربط بين إرث الماضي وإمكانات المستقبل. هنا، تذكرت مباشرة عدة آراء للإمام الصادق المهدي حين كان يصرّ دائماً على أن الأزمات ليست قدراً محتوماً، بل محطات تدفع إلى التجديد وإعادة البناء..
ما يميز الأمير عبدالرحمن أنه ليس نسخة باهتة من والده، بل استمرار حيّ لجوهر فكر الإمام. في ملامحه ترى تلك العقلية التي تؤمن بالحوار لا بالقطيعة، بالانفتاح لا بالانغلاق، بالثبات على المبادئ دون تصلّب أو انكسار. وإن كانت السياسة هي فن الممكن فإن الأمير عبدالرحمن يترجم هذه المقولة عملياً في رؤيته المتوازنة لما يحدث اليوم في الساحة السودانية..
التشابه بينهما ليس في الأقوال وحدها، بل في المواقف. فكما كان الإمام الصادق حريصاً على جمع الفرقاء تحت مظلة الوطن، تجد الأمير عبدالرحمن يحمل ذات الروح الوفاقية، لكن بإضافة حزم واضح في قراراته ورؤيته. هو يعلم أن السودان في حاجة إلى قادة لا يكتفون بالخطابة، بل يبذلون جهداً عملياً لتقريب المسافات بين القوى الوطنية..
إنطباعي عن ذلك اللقاء لم يكن عادياً. فقد أدركت أن الأمير عبدالرحمن الصادق المهدي يستحق بجدارة أن يكون حلقة وصل طبيعية بين جيلين.. جيل الإمام الذي رسخ مبادئ الفكر والنهج الديمقراطي، وجيل جديد يتطلع إلى التغيير مع الحفاظ على الثوابت. إن حضوره المهذب، ورؤيته السياسية المتوازنة، وإرثه العائلي الكبير، كلها عوامل تجعله شخصية قادرة على أن تلعب دوراً محورياً في المرحلة المقبلة..
وإذا كان الإمام الصادق قد عُرف كإمام للأنصار وقائد للفكر والديمقراطية والاعتدال، فإن ابنه عبدالرحمن يمضي على خطاه بثقة، ليبرهن أن المدرسة الفكرية التي أنشأها والده لم تتوقف بغيابه، بل وجدت في شخصه امتداداً حياً ومؤثراً..
وائل عبدالخالق مالك
#جيش_واحد_شعب_واحد
#مافي_مليشيا_بتحكم_دوله
#ضد_الجنجويد
#حكومة_الامل
#جيشنا