بمناسبة افتتاح مسجد الحاج عثمان عيسي الجديد نعيد حكايته _
-~-~-~-~-~-
حكاية زول _____
( ٤ )
الحاج عثمان عيسي
رجل البر والاحسان …
وللحكايات بقيه لان بستان القرية لايزال ممتلي بالازهار المختلفه وقد حان قطافها واحدة بعد الاخري ولكل منها لونها وعطرها الخاص رجال منهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر نرتبهم ونذكر فضائلهم ومساهماتهم في خدمة مجتمعهم واهلهم كل حسب جهده في مجالات العمل العام والفن والادب والرياضه والتراتيبية في هذه السلسلة (حكاية زول) لا تعني افضليه زيد علي عمرو انما هي فقط زهرات نقطفها بعناية من بستان قريتنا المدينة (قنتي) جميلة جميلات قري منحني النيل حسب ما هو متاح من معلومه عن الشخص المعني نسال الله التوفيق فيما نملك من معلومه مع الرجاء ان لا تلومونني فيما لا املك ~
×××××
قال احد الشعراء …
اسعد الناس من بين الوري رجل
تقضي علي يده للناس حاجات ~
لا تمنعن يد المعروف عن احد
مادمت مقتدرا والسعد تارات ~
قد مات قوم وما ماتت فضائلهم وعاش قوم وهم في الناس اموات~
—-
قنتي الاول من شهر يونيو عام ٢٠٢١م والساعة تشير الي الثانية بعد الظهر … قالوا ان صيف هذا العام قد اتي حارا كما لم ياتي من قبل ~ في هذه الساعة تماما من هذا اليوم الحار خرجت من المنزل اقصد واحدا من دكاكين الحي الطرفيه لاتزود ببعض الاغراض ومجرد خروجي ووصولي الي قلعة هارون عرفت بانني قد ارتكبت خطأ لا يغتفر والشمس لا ترحم وهي تضرب علي الحصي
وحديد شواهد القبور وتحولها الي قطعة من الجحيم الاشياء من حولي سراب والاشجار ساكنة والبيوت صامته كانها تشارك الموتي صمتهم الابدي والهواء الاتي من جهة النيل حار كحر الشمس يشوي الوجوه ~
لاشي يغري بالتحرك في شوارع القرية لو لا الحاجه والتي كان بالامكان ان تؤجل ولكنه التسرع وعدم تقدير الامور كما ينبقي ~
اصل الي المظله القائمة وسط المقابر متقطع الانفاس وانحشر بداخلها حيث لا وجود لكائن حي الا كلبا يلهث يعاني الحر بمثل ما اعاني انا ~ التقطت انفاسي وترحمت علي سكان القبور وصاحب المظله التي اتقي بها الحر بعد ان عادت الي روحي فقد اصبحت انا والكلب في حاجة الي الظل في هذا النهار القائظ __ وفي كل كبد رطبه اجرا __ فالرحمة لك ايها الحاج عثمان عيسي ويا لك من رجل فقد كنت بعيد النظر عندما شيدت هذه المظله وانت تعمل لما ينفع الناس في دنياهم وينفعك انت في اخرتك سائلا المولي ان يتقبلها منكم وان يبارك لك في ذريتك …
ايها الساده هذا هو الحاج عثمان عيسي رجل البر والاحسان الذي يحمل الرقم (٤) من سلسلة حكاية زول وهي حكايات اشخاص من بلدي كانت لهم بصمات في مجالات متنوعه منهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر … اما هذا المجهود المتواضع من هذه السلسله قد يراه البعضع عبثا غير ذو فائده وقد يراه اخرون غير ذلك ولكن وهذا هو المهم فانا اكتب حسب قناعتي الشخصية وتقديراتي بقدر ما املك فلا تلوموني في ما لا املك …
الحاج عثمان عيسي وبطاقه تعريفيه_____
والده عيسي بشاره عيسي من اسرة ال عيسي الكبيره …
والدته زينب كورينا من اسرة المشاوين …
ولد في العام ١٩١٠م في حلة
ود ارباب القديمة …
له ثلاثة اشقاء هم
حسن عيسي بشاره ~
وعلي عيسي بشاره ~
والبشير عيسي بشاره ~
انتقل حسن وعلي الي مدينة الحصاحيصا باكرا واقاما فيها وبقي البشير عيسي بقنتي حصاية العمده ~
تزوج في العام (١٩٢٦م ) بالسيده فاطمه بت النور … ثم تزوج من الحاجه نفيسه سعيد من اهالي جقرنارتي وانجب منها محمد وفاطمه وعيسي وعلي وبابكر وعمر وعبد السلام ونوره …
وفي العام (١٩٦٠م) تزوج بالفضلي الحاجه زينب خوجلي محمد خير من قرية ( امبكول )
وانجب منها خوجلي وكمال ويوسف واسحاق وحافظ واحمد _____ حفظهم الله جميعا وبارك فيهم
وكانت وفاته في العام( ١٩٧٥م)
بعد حياة عامره بالبذل والعطاء واعمال الخير _____
في العام (١٩٤٣م ) انتقل الي السكن في منطقة القوز محل منزله الان في المنطقه الواقعه بين شياخة حسن حسين والشيخ الرشيد ود الرايه ليرعي ارض له كان قد اشتراها شمال منزله الحالي وكان اول ساكن في هذا الحي الذي سمي باسمه (حلة عثمان عيسي) وكان قد اصطحب معه ابن عمه محمد عبد المطلب ليكون رفيقة وجاره في هذا المكان الخالي وقد كانا مركزا وموردا للعابرين وابناء السبيل ~
في العام (١٩٤٣م) حفر بئرا للماء استشعارا منه لاهمية الماء لاستمرار الحياة وهذه البئر قد انتفع بها بعد ذلك كل من جاوره في الحي بعد فيضان العام. ( ١٩٤٦م ) وقد تتابع تشيده للابار واشهرها البئر الموجوده جتوب غرب مستشفي التضامن في المنطقه المسميه( النصيب)
كان بجانب عمله بالزراعة يعمل بالتجارة العمومية وتصدير الابل الي مصر وتجارة الفاكهة وبعدها عمل مقاولا واسس بعض المنشاة الصامده حتي الان مثال
* مدرسة ام بكول الثانوية العامه ~
* مدرسة قوشابي الابتدائية
* داخليات مدرسة كورتي الثانويه بنين ~
* السد الواقي للهدام باوسلي
وحتي الان لم يتاثر كل ما شيده رغم عامل الزمن ~
كان الحاج عثمان عيسي محبا للخير لاهله ولجيرانه ولوطنه ملتصق بالارض متواضعا نقي السيرة وصافي السريرة محبوبا ومعروفا للبعيد قبل الداني
كانه انسان جبل لعمل الخير وتحسبه خلق وسخر لذلك ~
كان من اول من امتلك سيارة ماركة (فارقو ) في تلك المنطقه من بعد عمر عبد السلام وكان يتبرع بها لنقل المرضي الي مستشفيات مروي والدبه حيث كان لكل سياره في ذلك الزمن دليل من الاعراب لوعورة الطرق اما الحاج عثمان عيسي فكان دليل نفسه خبيرا بدروب الصحراء لكثره اسافره وترحاله فقد جاب كل مدن وقري السودان طولا وعرضا ~
ومن اعماله الخيرية الشاهده علي عطائه وانفاقه وحبه لعمل الخير تشيده لمظلة مقابر هارون والتي تمت صيانتها قبل سنوات علي يد ابنه الاصغر احمد وكذلك شيد عدد من المظلات في كثير من مقابر القري المجاوره ~ كما انه اسس علي نفقته الخاصه استراحة الدبه الحاليه بطريقه جميله ومميزه وقد استقلها كسكن عدد من زملائي تلاميذ مدرسة الدبه في نهاية الاعوام من ( ٧٨ الي ١٩٨٠م ) والان يستقلها تيم التطعيم بمدينة الدبه كصدقة جاريه لصاحبها ~
في العام (١٩٦٠م ) اسس الجامع الذي يحمل اسمه كاول مسجد في منطقة القوز ~
وفي العام ( ١٩٧٠م ) اسس اول مدرسه مختلطه في المنطقة علي حسابه الخاص وقد تخرج منها الكثير من التلاميذ وكانوا اضافه حقيقه للمنطقه والان توسعت المدرسه واصبحت مؤسسه تعليميه تضم مدرستين بنين وبنات تحمل اسمه ( مدارس الحاج عثمان عيسي ) وهي تحت رعاية ابنائه واحفاده
وفي العام ( ١٩٩٣م ) شيد ابنائه صهريج الماء تخليدا لذكري والدهم الحاج عثمان عيسي بشاره رجل البر والاحسان وزارع الخير في كل مكان ~
ومن افعاله الجليله كان اول من حارب الخمور وابعدها عن قنتي عندما اتي الخواجه ( لمعي لبيب ) وهو يحمل تصديقا لافتتاح بار لبيع الخمور في محطة القبولاب العتيقة فانبري له الحاج عثمان عيسي وذهب بنفسه الي الضابط التنفيذي المسؤل بالدبه والغي تصديق البار في زمن كان متاح فيه مثل هذا العمل ~
وكان ينظر الي الجانب الاخر من الحياة وهو الموت حيث يحتاط بكمية من الاكفان لمن يحتاجها ~
ومن ماثره ايضا مساعدته لكل من يحتاج الي مساعده حتي
وان كان في طريقه الي سفر مهم … ويقال انه كان يوما في طريقه الي دنقلا في عربة فارساب وفي منطقة الباجا الوعره انقطع بهم الطريق بفعل انسداد المجري بفعل الرمال المتحركه وفي الجهة المقابله كانت هناك سياره اسعاف تحمل جثة امراة ترافقها امراة اخري متوجهة الي منطقة الغابه وامتنع سائق الاسعاف من دخول الباجا وبعد الحاح من الحاج عثمان عيسي عبر الاسعاف الي الجهة المقابله بعد جهد مضني ورافق الحاج عثمان عيسي الجثمان الي منطقة الغابة قاطعا مشوازه تاركا عمله الذي اتي لاجله … وفي منطقة الغابه قالت السيده المرافقه للجثمان ___
قبل ما تبكوا معاي اشكروا الراجل ده لو لا هو كنت دفنت اختي بره الغابه …
حضر الحاجه عثمان عيسي الدفن ثم رجع الي قنتي في اليوم التالي تاركا كل ما كان ذاهبا لاجله في دنقلا …
والشواهد كتيرة علي مثل هذه الافعال للرجل ساوردها لاحقا لان ما قد ذكرته قليل من كثير من افعال هذا الرجل …
رحم الله الحاج عثمان عيسي واحسن اليه وبارك له في عقبه
ووسع له في مرقده
…
علوا في الحياة وفي الممات
لحق انت احدي المعجزات
كان الناس حولك حين قاموا
وفود نداك ايام الصلات
كانك قائم فيهم خطيبا
وكلهم قيام للصلاة
مددت يديك نحوهم احتفاء
كمدهما اليهم بالهبات
وللحكاية بقيه ____
~_…~_…~_…~_…~
احمد محمد مكاوي
١٦ / ٦ / ٢٠٢١م