*ما وراء الخبر محمد وداعة الفاشر .. وحديث الهدنة*

*احد الاسرى فى قبضة الاوباش ، اجاب على استفزازهم بانه جاهز لكل شيئ*
*سجلت الفاشر فصلآ تقشعر له الابدان فى اهدار الحياة و مقاومة الخضوع و رفض الذلة و الانكسار*
*فى (زلة لسان ) قال السيد مسعد بولس ان سقوط الفاشر يفتح الطريق للتفاوض*
*الحديث عن الهدنة يتطلب تحقيق حظر فوري لتزويد المليشيا بالسلاح والعتاد* ،
*الحديث عن الهدنة يتطلب تطبيق القرار الاممى رقم 1591 و الزام الامارات بذلك و بصورة واضحة*،
*الحديث عن الهدنة يتطلب تطبيق البنود المضمنة فى اتفاق جدة*
*الحديث عن الهدنة يتطلب الانسحاب الفوري للميليشيات من المدن والقرى التي احتلتها،*
احد الاسرى فى قبضة الاوباش ، اجاب على استفزازهم بانه جاهز لكل شيئ ، كان صوته ثابتآ ، و يبدو على وجهه اليقين ، تمت تصفيته بدم بارد ، اكوام من الاجساد بعضها فوق بعض ، حصدها المجرم ابولولو ، لم يصرخ احد او يتأوه من الالم ، كانت آخر كلماتهم الله اكبر ، جرائم الابادة لم تترك شيخآ او طفلآ او امرأة ، الاحصاءات تتحدث عن ستة آلاف حصيلة اولية للمغدورين حتى اليوم التالى لسقوط الفاشر ، و لم تتوقف التصفيات للمختبئين او الفارين حتى كتابة هذه السطور ، لقد سجلت الفاشر فصلآ من الصمود و البطولة تقشعر له الابدان فى اهدار الحياة و مقاومة الخضوع و رفض الذلة و الانكسار
في وقت سابق و فى ما يمكن تسميته (بزلة لسان ) قال مبعوث الرئيس الامريكى لافريقيا السيد مسعد بولس (ان الطرفين علاقتهما جيدة مع اسرائيل) وفى توقيتٍ مدروس و فى زلة اخرى قال ان سقوط الفاشر يفتح الطريق للتفاوض ، وهو قول يفسر الاخطاء المتكررة التى تقع فيها الادارة الامريكية تجاه السودان ، و قرن ذلك بالدعوة للهدنة التى فى ظنه ربما يقبل بها السودان ، بعد خسارة الفاشر ، والحقيقة ان هذا الاستنتاج خاطئ تمامآ ، فما من احد سيقبل هدنة بعد المجازر و التصفيات التى حدثت فى الفاشر بالكيفية التى يتحدث عنها السيد بولس ، ومعلوم ان اى هدنة ستكون لصالح المليشيا المجرمة فى اعادة ترتيب اوضاعها العسكرية استعدادآ للعدوان على مناطق و مدن اخرى ما لم تحكم باجراءات و قرارات ،
فى تصرف غريب و معلوم الهدف قامت المليشيا بتوثيق جرائمها بنفسها و بثتها للعالم ، تظن المليشا ان الاسراف فى قتل المدنيين ربما يدفع العالم للتدخل بما يضعها على طاولة التفاوض و فرض وجودها السياسى كامر واقع ، وهو تصور خاطئ ، مجلس الامن لا يمكن ان يمرر مثل هذا القرار، و ان حدث تدخل بقرار خارج مظلة مجلس الامن فلا شرعية له و يستبعد حدوثه ، و لا يقل عن ذلك التصور بان تصاعد الكارثة الإنسانية إلى مستويات التحذير من المجاعة ربما يدفع الى التدخل الدولى بقرار اممى ،
اذا كانت الادارة الامريكية جادة فى الحديث عن الهدنة ، فهناك خطوات ضرورية لتكتسب هذه الدعوة مصداقية و فى مقدمة ذلك تحقيق حظر فوري لتزويد المليشيا بالسلاح والعتاد ، بتطبيق القرار الاممى رقم 1591 و الزام الامارات بذلك و بصورة واضحة ، و سحب المرتزقة و ايقاف التجنيد ،و تطبيق البنود المضمنة فى اتفاق جدة بالانسحاب الفوري للميليشيات من المدن والقرى التي احتلتها، و اى هدنة لا تحقق ذلك تعنى الانصياع و الهزيمة،
3 نوفمبر 2025م

مقالات ذات صلة

Optimized by Optimole