*الممشى العريض خالد أبوشيبة فقدنا الفاشر فقدنا الامان ونخشى أن نفقد هذا النبيل*

تتقطع قلوب السودانيين جميعاً لما يجري في فاشر السلطان من جرائم حرب وانتهاكات فظيعة، ألم عظيم يعتصر أرواح وقلوب الجميع على إنسان الفاشر الوادع الطيِّب، الذي ألمت به المصائب، من حصار وتجويع والآن قتل على الهوية، لا يميز بين طفل وامرأة ومسن أو مسنة؛ تقبل الله الشهداء منهم، وخفف المصاب على الجرحى وأعاد المفقودين بإذن الله، وجبر خاطر ومصاب كل من فقد من أهله عزيز وقريب؛ وجعل الطمأنينة في حياة من بقي على قيد الحياة منهم.
جبر الله خاطر صديقنا العزيز المحسن السلطان حسن برقو؛ الذي ظلت أياديه بيضاء على الرياضيين وغير الرياضيين ممن لهم حاجة من خارج الوسط الرياضي؛ فقد ظل طوال هذه الحرب ينفق بسخاء على التكايا ومطابخ الاطعام، جعل البركة فيه وفي ماله، الذي جعل لكل محتاجٍ نصيباً فيه، ولكل صاحب حوجة نفقة، وهذا ديدنه منذ عرفانه؛ رجلاً يعطي بيمينه ما لا تعرف شماله؛ ولقد ظل ينفق بمنتهى السخاء على أهله وأهلنا في فاشر السلطان، منذ ألمت بهم هذه المصيبة الكبيرة، وقبل الاجتياح الذي نكَّل بهم، وظل قلبه وفؤاده مشغولاً بمصائرهم.
وكنت كلما حدثته ألمح تلك الغصة في ثنايا حديثه، تلك الوجعة الخالصة التي لا يحتاج أن يبوح بها ولكنها تطل من صوته وكلامه؛ على المصاب الجلل الذي حدث، وعلى الموت والفجيعة، على رخصة الدم السوداني وضياع البلد، التي سلط الله عليها من لا يعرف قدرها وقيمتها، فعاث فيها تدميراً وخرابٱ وموتا على طريقة الانتقام والغل، برقو الذي يؤدي دور الكبير والزعيم ويتصدى لمحاربة الفساد والمفسدين، لم يتذوق طعم ما حققه من انتصار في مضمار حربه المقدسة ضد فسدة إتحاد الكرة، فما طعم الإنتصار والناس يقتلون بلا ذنب ولا جناية؟ ما طعم الإنتصار والوطن العظيم يتحول الى مقبرة كبيرة تتسع بمرور الوقت، وتلتهم في احشائها كل أصيل جميل؟ ما طعم وفائدة كل ذلك ونار الفتنة تقضي على الأخضر واليابس، ولهب الحريق يزداد اشتعالا مطلع شمس كل يوم جديد؟ هكذا بتسأل برقو وهكذا يتقطع قلبه حزنٱ والمٱ على ما وصل إليه حال البلد والناس، فهل بلغنا مرحلة أن نصف وطننا بالقطة التي تأكل بنيها ؟ أخشى أن يفقد الوطن ركائزه وأخشى أن نلتفت غدٱ ولا نجد بيننا من كان يحمل همنا .. لطفك يا الله بحالنا فلا قوة لنا ولا حيلة ولا مقدرة، وعينك يا رحيم على وطنا في هذه الأيام الصعبة.

مقالات ذات صلة

Optimized by Optimole