وقفت أمام الفيديو لاشاهده، عيناي تتعقّبان كل حركة، كل كلمة، كل نظرة. هناك، في قلب كردفان، وقف الجنرال الشاب علي ديمو أمام النساء، لا. مجرد كلمات، بل يقدم درسًا في الشرف والحرب بأخلاقها.
“قدتنا معارك كثيرة… لكن لم نلمس امرأة ولا طفل
لم يكن بحاجة لتبرير نفسه، فالواقع يشهد له قبل أن تنطق الكلمات. رأيت في الفيديو رجال يقاتلون، لا ينهبون، لا يغتصبون، لا يقتربون من بريء. بينما المليشيا، تلك العصابات التي تدّعي أنها جيش تقاتل الفلول من اجل السودان ، تركت خلفها دماء النساء، صرخات الأطفال، وحرق القرى، تختبئ وراء الخراب والرصاص، وراء الجوع والفوضى، وراء صمت العالم.
شتّان يا وطني… شتّان بين من يقاتل بشرف، وبين من يقاتل بالعار.
القوات المشتركة ترفع بندقيتها للدفاع عن الناس، تحمي الأرض كما تحمي الأطفال ونساء كردفان، لا تهدمها ولا تلطخها بالدماء.
أما المليشيا، فقد حولت الحرب إلى فوضى مطلقة: اغتصاب، قتل، نهب، وحرق لكل ما يمر أمامها. لا قانون، لا أخلاق، لا إنسانية.
رأيت في الفيديو الجنرال علي ديمو يقف شامخًا، لا يحتاج للشرح. كل فعلهم شهادة حية على الشرف، على احترام الحياة، على قدر الإنسان.
القوات المشتركة، رغم حقهم في الانتقام، اختاروا: الأخلاق على العنف العشوائي، القانون على الفوضى، الشرف على الانتهاك.شتّان يا وطن… شتّان بين جيش الرجال وقطاع الطرق الذين يسمون أنفسهم مليشيا.
الأول يقاتل ليحمي الوطن والناس، والثاني يقاتل ليحرق الوطن ويبتلع الناس.
الأول يحمل بندقيته دفاعًا عن حياة الناس، والثاني يرفع بندقيته ليغرق الأرض في دماء الأبرياء.
الأول يضع أخلاق الحرب على رأسه، والثاني يضع العار تحت حزامه.
أعدت مشاهدة الفيديو مرات ومرات… كل مرة يزداد الإحساس بالفرق: القوات المشتركة تحارب بضمير حي، تحمي الأطفال، تحترم النساء، ترفع راية الشرف فوق كل معركة.
أما المليشيا؟ فقد ذابت أمام الحقيقة: لا شرف لهم، لا حياء، لا إنسانية، كل خطوة لهم محكومة بالدم والخراب.
في القرى التي حررتها القوات المشتركة، رأيت نساء كردفان يضحكن بعد سنوات من الخوف والقتل، وأطفالهم يركضون بلا رعب لأول مرة منذ أعوام.
أما القرى التي اجتاحتها المليشيا، فكان المشهد صادمًا: بيوت محترقة، جثث مبعثرة، نساء مذعورات يختبئن في الغابات، أطفال يصرخون بلا نهاية. الفرق بين الطرفين كفرق السماء عن الأرض، كفرق الحياة عن الموت.
شتّان… شتّان بين من يحارب ليحمي، ومن يحارب ليغتصب ويقتل.شتّان بين من يرفع راية الشرف، ومن يرفع راية الانتهاك.
شتّان بين القوات المشتركة التي خرجت من رحم الوطن لتحميه، وبين مليشيا خرجت من ظلام الأطماع لتدمّره.
الجنرال علي ديمو لم يخطط للشهرة، لم يبحث عن إشادة العالم، لم يرفع شعارات فارغة.
الفعل هو خطابه، والشرف هو بيانه، والضمير حي في كل رصاصة أطلقوها في وجه العدو، لا في ظهر الأبرياء.
أما المليشيا، فهي تملك لغة واحدة: الصراخ على الخراب، والاغتصاب، والقتل.
أي معيار للإنسانية يمكن أن يجمع بين من يقاتل ليحمي، ومن يقاتل ليحرق الأرض؟ أي عدالة؟ أي أخلاق؟
شتّان… وشتّان ، يا وطن، بين دماء الأبرياء وبين دماء الشرف.
شتّان بين من يقاتل باسم الوطن، وبين من يقتل باسم الظلام والنهب.
وللجنرال علي ديمو ورفاقه يكفي أن يعرفوا: الأفعال أبلغ من الكلمات، والتاريخ لن ينسى من قاتل بضمير حي، والشرف لا يحتاج شرحًا.




