*شكراً للإلغاء ..!!* *الطاهر ساتي*

:: بزواية السبت، إنتقدت مفاجأة الشعب بين الحين والآخر بمباحثات غامضة، وطالبت بأن يتم كل شئ بوضوح – و ليس خلف الستار – طالما هذا الشئ مشروعاً ويخص الناس والبلد، وليس هناك داعٍ لسرية المباحثات طالما الطرف الآخر سيكشفها، وهذا ما حدث كثيراً..!!

:: وقلت فيما قلت بأن هناك حوار مرتقب، وأسموه بغير الرسمي، بالعاصمة البلجيكية بروكسل، بين حكومة السودان و الاتحاد الأوروبي، وذلك يوم الخميس ٢٧ نوفمبر واليوم التالي.. والحكومة لم تٌعلن عنه، ولا الاتحاد الأوروبي، يُريدونه سرياً ..!!

:: وذكرت وفد السودان..الفريق الصادق إسماعيل، مستشار رئيس مجلس السيادة لشؤون المنظمات رئيساً، وعضوية آخرين يمثلون أجهزة عسكرية وأمنية ودبلوماسية، وذلك لمناقشة وقف إطلاق النار و الملف الإنساني، والمسار السياسي وأخرى ..!!

:: وتلقيت إتصالات كثيرة على تلك الزاوية، وأهمها في مساء ذات اليوم تلقيت ما يُفيد بإلغاء المباحثات، وليس تأجيلها كما قالت الأخبار.. والخبر ليس إلغاء مباحثات بروكسل، فمثل هذا يحدث كثيراً، ولكن الخبر المؤسف أن سُلطات عليا بالدولة لم تكن على علم بها ..!!

:: وعليه، بدون تفاصيل الإلغاء غير القابلة للنشر للمصلحة الوطنية، يجب توحيد آليات التواصل مع الخارج، ثم الإلتزام بالمسار السعودي الأمريكي فقط لاغير .. فالسعودية وأمريكا بادرتا بمنبر جدة كأول مسار سياسي لتحقيق السلام في السودان، وكانت الحرب آنذاك في أسبوعها الثاني..!!

:: ولم يكتمل مسار جدة لنكوص مليشيا آل دقلو الإرهابية عما تم الاتفاق عليه، وكان يجب أن يكتمل بالتنفيذ..وإن كانت الرباعية غير مبرئة للذمة بوجود الإمارات فيها، كما قال رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش، فهي غير منطقية أيضاً طالما هناك مسار لم يكتمل..!!

:: وغير مسار جدة، لقد تم الترحيب بالمسعى الحميد الذي أتبعه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سليمان، بشرح الأمر لترمب ( كما هو)، وتصحيح المفاهيم.. لقد تم الترحيب بهذا المسعى، و أكدت الحكومة استعدادها للانخراط الجاد مع المسعى السعودي، فلماذا بروكسل وفرنسا وغيرها ..؟؟

:: فالرباعية – بكل ملحقاتها – صناعة إماراتية.. نعم، بعد أن خاب مسعاها في إختراق جدة، إختلقت الإمارات اجتماع جنيف، ورفضته الحكومة لمشاركتها فيه كوسيط ظاهرياً و كجنجويد جوهرياً.. ولم تستسلم، بل هندست الرباعية، ويجب أن يتم قبرها بالمسار السعودي الأمريكي ..!!

:: وقد يقول قائل إنّ الرباعية فيها السعودية وأمريكا، وهذا صحيح ( صورياً)، ولكن في جوهر الأمر و على أرض الواقع فإن للسعودية وأمريكا و دول أخرى شقيقة وصديقة ( رأي آخر)، بمثابة مسار آخر..وعليه، شُكراً لمن ألغى مباحثات بروكسل وفرنسا، و يجب توحيد آليات التواصل مع الخارج، وأن تستمد الآليات تفويضها من مؤسسات الدولة، وليس من شخص هنا و آخر هناك ..!!

مقالات ذات صلة

Optimized by Optimole