ذات ليلة من ليالي الخرطوم الزاهية؛ مازحتهما : ممكن اتصور بين هرمين بدون رسوم؟..ضحك الهرم شمو وافسح المكان؛ فيما قال الهرم محجوب ضاحكاً : كملت دولارات الجائزة؟
و كان يقصد ( جائزة محجوب محمد صالح للصحافة السودانية)؛ وقد فزت بها عامئذ ٢٠١٨؛ فقلت غير مازحاً : الجائزة الكُبرى لأي صحفي هو أن يقترن اسمه باسمك..
عاش حكيماً و شجاعاً..و لم يكن يحمل في قلبه مثقال ذرة من الحقد و الحسد و غيره من أمراض العمل العام بالسودان..
وفي الخاطر؛ عندما سمعت بأنه أعاد هدية وزعتها سفارة لمجموعة من الاعلاميين؛ قصدته لأتبيّن الأمر و أكتب عنه؛ فحكى لي تفاصيل الحدث؛ ثم ختمها ناصحاً : ( ممكن تكتب عن تأثير الهدايا في آداء الإعلام؛ بدون ما تذكر الأسماء؛ وبقدر الإمكان جنب عمودك الأسماء؛ و ركز في القضايا؛ و..)..كانت أروع النصائح؛ بل كان درساً في الصحافة؛ فعرفت و لزمت..
و الدرس الآخر؛ عندما ابتدرت حملة ضد تحرير اسعار الأدوية؛ دعم الحملة بمقالات؛ ثم وجدني محبطاً لأن السلطات لم تنتبه لمخاطر القرار؛ وقال : (ما تيأس؛ انت ما بتكتب للحكومة؛ لكن للرأي العام والتاريخ.. و..)
كتبت كثيراً عن هذا الهرم و هو في الحياة الدنيا..وصدقاً انها حياة دنيا؛ و إلا ما كان قد ارتقى المحبوب محجوب..
له الرحمة و المغفرة و العتق من النار باذن الله
الطاهر ساتي