الشكر أجزله لكل أهل الصحافة، وكل الأصدقاء وكل الأخوة، الذين تواصلوا معنا لتدعيم هذا التوثيق لفناني الصحافة، ونواصل ما انقطع أمس من حديث، ونأمل أن نغطي فيه كل من قدم ولو وصلة غنائية في الصحافة، وكان صوتاً من أصواتها الجميلة، ونسأل الله التوفيق والسداد.
أحمد عجوز:
كثير من الرسائل أمس وردتني عن عدم التطرق للفنان الفلتة “أحمد عجوز”، وعجوز من الأسماء التي لا تسقط ولا تنسى من ذاكرة الفن في الصحافة، وهو بعيد جداً عن أن أنساه، ولو نسينا الجميع، بحكم علاقاتنا الأسرية معه، وبحكم قربه الجغرافي السكني في منزله بمربع 24 شارع جبرة لقدامى سكان الصحافة، وشارع الركشات للجيل الجديد، لذلك فإن احتمالية نسيانه تبقى غير واردة على الإطلاق، ثم إنه فنان جميل وقدم الكثير لمجتمع الصحافة.
في الثمانينيات كنت في مسقط رأسي بكسلا، لزمن طويل، ثم كانت الأخبار تأتي من هناك بظهور صوت جديد، و”الكاشف” آخر بعث ليغني روائعه، كنت متشوقاً للعودة والاستماع إلى الصوت الجديد “أحمد عجوز”، وصادف على ما أذكر زواج الأخ المرحوم مكرم محجوب “فجة” رحمة الله عليه أحد مؤسسي فريق الكواكب الرياضي بمربع 28، فكان الفنان عجوز، وأذكر أنه بدأ الحفل بأغنية غريبة وجديدة على مسامع المتابعين للفنان الكاشف “أطير بي فوق بي غرب السوق”، ثم واصل عجوز نثر الدهشة بصوته الذي يجذبك إليه حتى وإن كنت في عالم آخر، خرجت من ذلك الحفل وأنا موقن تماماً بأن عجوز يستحق كل هذه الضجة، ثم إنه زاد العجب عجباً حين احتفل الأخ الأكبر الصديق “مجدي كرنديس” بقدوم مولودته الحلم “هديل”، فكان مهرجاناً من الغناء قدم فيه عجوز العديد من الأغاني الرائعة “خمرة هواك يا مي صافية وجلية.. هي اللاعبة بالألباب ما البابلية” وغيرها من الأغنيات الرائعة، طرق عجوز باب أغنيات غير مسموعة، وطفق ينقب عن كل جميل مدسوس ويقدمه للناس، فكانت “غضبك جميل”، و”أنا أنا في التمني” لخلف الله حمد، “وهوي يا الجاهلة وطيبك عبق”، ولمن لا يدري فإن عجوز هو عراب الأغنية التي تتوج الصحافة وتذكر بها في كل محفل “تحيي تعيشي صحافة العظام.. من عند سبعة لحدي الحزام” حين كان الحزام الأخضر يزين خصر الصحافة، ويعبر القطار من بعيد في منظر مثير للشجن لأهل الصحافة المؤسسين قبل أن يقضي العمران على جمال جنوب الصحافة.
مجدي كرنديس:
ومجدي كرنديس من خامة الأصوات الغليظة، لست متبحراً في علم الأصوات، ولكنها خامة كتلك التي لدى الأستاذ الراحل عثمان مصطفى، وتلك الأصوات الإيطالية في الغناء، مجدي ليس مجرد فنان عابر، فهو خريج معهد الموسيقى والمسرح، يجيد عزف العود بشكل رائع، ثم إنه ملحن، غنى لأحمد المصطفى، وللجابري والكاشف، ثم كان له انتاجه الخاص من كثير من الأعمال بعضها من أشعار أبناء الحي “معتز كنوزي” على ما أذكر وهي أغنية “مبروك عليك”، وبعضها تمت كتابته وتلحينه في مدينة “بونا” بالهند حيث كان يدرس كرنديس “يا أنسماً طافت ببونا في المساء”، ولا أذكر اسم الشاعر على وجه التحديد، إلى جانب أعمال أخرى خاصة كثيرة في أدراج “مجدي كرنديس” رفيق العود الجميل، مجدي انشغل بالعمل العام أكثر من انشغاله بفنه، لذلك لم يتخذ من الفن طريقاً للاحتراف أو التفرغ له، يحبه شباب مربع 28 ، ويزين أوقاتهم حين يتناول عوده “بي مزاجه”، فدار آل كرنديس هي ملم الشباب ويجدون فيه راحتهم ومتكأهم دائماً، مجدي لديه الكثير ليقدمه سواء كان غناء أو تلحيناً أو توزيعاً موسيقياً، فقط عليه أن ينفض غبار الكسل.
مجدي كرنديس هو الشقيق الأكبر لسعادة المقدم شرطة معاش عوض كرنديس، رئيس نادي الصحافة الأسبق، ورئيس رابطة الصحافة للناشئين، الذي قدم العديد من الفنانين الشباب للساحة على رأسهم محي الدين أركويت وعلي ساجوري.
خالد هاشم:
ما إن يذكر خالد هاشم ابن مربع 24 الصحافة، إلا ويمر شريط طويل متن أغنيات الراحل حمد الريح، خالد هاشم قدم أغنيات حمد الريح بشكل جميل، لم يكن مقلداً لحمد، كان يغني بصوته هو أغنيات حمد الريح، لذلك كان مميزاً في طرحه وأدائه لها، وقدم “بريدك يا صباح عمري بريدك وكلي حنية”، و”لا سلام منك ولا منك تحية”، وغيرها من روائع حمد الريح، أكثر ما أضر بالفنان خالد هاشم هو الاغتراب، حيث أبعده من الساحة لزمن طويل، ولعل الجميع يدرك أن عدو الفنان الأول هو الغياب عن الساحة لوقت طويل، فهو سيحتاج إلى زمن وإلى قراءة جديدة ليقدم نفسه من جديد، وهو عين ما مر به الفنان عمار السنوسي، ولكنه استعاد مكانته بجهد كبير، يذكر أن خالد هاشم هو الشقيق الأكبر للأخ حسن هاشم “كوارع”.
خالد زعفران:
ابن الصحافة مربع 25، منزله بشارع الردمية لسكان الصحافة القدامى، وهو الشارع الأسفلتي الآن الذي يربط الميناء البري بالكلاكلات قريباً من ديوان الزكاة، من الطرائف أن عدت إلى منزلنا ذات ليلة مرهقاً، وقررت ألا سهر اليوم، وما إن تهيأت للنوم حتى حملت نسمات الليل وصمته الجميل صوت الخالدي من بعيد، كان من الطبيعي أن تنتفض لتلحق بجمال الخالدي وأغنياته، فتتبعت الصوت، كان باتجاه مربع 21، حتى وصلت إلى ميدان الحزام مربع 24 ثم انقطع الصوت، ويبدو أنه كان فاصلاً، اضطررت للانتظار لبداية الفاصل الثاني، وعاد صوت الخالدي يشدو “خصل شعرك.. حروف شعري.. البيوصف حالنا شوق وحنين”، وصلت إلى الحفل في مربع 21 جوار المدرسة، ودخلت، فإذا شاب أنيق يغني، لم يكن الخالدي، كان خالد زعفران، وإذا اردت أن تسمع نسخة طبق الأصل من صوت الخالدي فعليك بالفنان الجميل الشاب خالد زعفران، زعفران لم يستمر طويلاً، وحقيقة لا أدري أسباب غيابه، وأتمنى أن يكون قريباً ليعود للساحة الفنية من جديد.
تميم الدار عبد المنعم:
وتميم الدار هذا هو دفعتنا في مدرسة علي السيد الثانوية بالصحافة شرق، كان مولعاً جداً بالفنان الخالدي، شأن كثيرين من أبناء الصحافة، أحب الخالدي حتى تطابقت أصواتهما تماماً، فكان تميم يغني أغنيات الخالدي في الحفلات، ويقدم نسخة كربونية منه، شأنه شأن خالد زعفران تماماً، تميم أيضاً اختطفته الغربة في الدوحة في وقت مبكر، وتنقل ما بين مربعات 24 و 35 و31، ولكنه مستقر في قلوب كل أهل الصحافة.
علاء الدين شريف:
ابن الصحافة مربع 25 خاض مشوار فني قصير وكان أحد ركائز حفلات الصحافة، قدم أغنيات متنوعة، ولكنه لم يستمر طويلاً في المجال وانزوى.
يحي صالح:
كان إحدى إشراقات مدرسة علي السيد الثانوية، هو يسبقنا في الدفعة، ليكون مع الفنان عبد السلام بشير في دفعة واحدة، يحي من الأصوات اللطيفة والجميلة، يسكن الصحافة شرق 42 على ما أذكر، موهبته الفنية الجميلة قادته ليكون مع الفنان الجميل ابن الصحافة “طارق الأمين” مؤسس “فرقة الهيلاهوب” وقدم معهم الكثير من الأغنيات مع الفرقة، ثم إنه كان يقوم بعمله الخاص ويقدم حفلات لأبناء الصحافة ومنطقته، نتمنى عودته في غيابه.
عز الدين الجوهري:
ابن الصحافة 28، بدأ مشوار الغناء من خلال الصحافة، من خلال حفلات جامعة أم درمان الأهلية، هو أيضاً لم يستمر طويلاً في المجال، فانشغل بأعماله الخاصة، وغاب من المشهد.
خالد بطة:
ابن الصحافة مربع 28 كان مهووساً بالراحل محمود عبد العزيز، وظهر في وقت كان من الصعب عليه أن يشق طريقه فيه في وجود قامات فنية كبيرة مثل محمد إسماعيل والخالدي وعمار السنوسي والطيب مدثر، ومنافسات حامية من عبد السلام بشير وزعفران، وهو صغير في السن مقارنة بهؤلاء، خالد بطة يعرف كيف يختار أغنياته، لم ينحدر بها أو يبحث عن الأغنيات الخفيفة التجارية بل ظل يغني غناء رصيناً، حتى غادر الصحافة إلى حي الأزهري، وشغلته الحياة والمسئوليات، والطريق ما زال مفتوحاً أمامه للعودة.
عاطف قصاري:
ابن الصحافة مربع 24 ، غنى للكاشف، وتسيد حفلات المنطقة لزمن طويل، كان أحد المبدعين الذين اختاروا الانزواء سريعاً عن المشهد، في وقت كان لديه الكثير ليقدمه، عاطف ايضاً اختطفته الغربة وغاب عن المشهد.
نزار أحمد موسى:
ابن الصحافة مربع 34 هو إحدى انتاجات كورال مدرسة علي السيد الثانوية، في الفترة من 91 حتى 94 ، شارك مع الكورال في الدورات المدرسية القومية خصوصا في الأبيض، والتي كانت نقطة تحول لكل أعضاء الكورال بقيادة الربان الماهر عمنا “محمد محجوب” ، اتخذ نزار أحمد موسى من أغنيات الفنان خالد الصحافة طريقاً للظهور في المحافل الغنائية، وقدم نفسه بشكل كبير، ثم سرعان ما اختطفته الغربة أيضاً ليغيب عن الساحة، ونزار معروف لدينا في الدفعة أنه من الطلاب المميزين أكاديمياً، وهو أحد عناصر منتخب المدرسة في مدرسة الصحافة وسط المتوسطة “رد الله غربتها” وعلي السيد الثانوية، ثم إنه فنان، ليكون بذلك قد جمع مثلث التميز في كل شيء، رد الله غربته.
عمر إحساس:
لحين من الدهر سكن الأستاذ عمر إحساس بالصحافة مربع 17، وهو المربع الذي يسكن فيه الفنان خالد الصحافة، وعمر إحساس اسم كبير جداً في عالم الغناء السوداني، لا يحتاج منا إلى كثير تعريف، فهو رقم في خارطة الغناء السوداني، وقدم الأغنية الدارفورية كأجمل ما يكون.
عباس تلودي:
تكرم الأخ الحبيب إبراهيم تميم، حافظ أسرار مدينة الصحافة وموسوعتها الحية بمدي بمعلومة أن الأستاذ الكبير عباس تلودي يسكن الصحافة شرق مربع 42، وقد أثرى ليلات الصحافة بتناوله المتفرد لأغنيات الحقيبة، وهو صوت معتق وجميل يعرفه جميع أهل السودان، كانت المعلومة غائبة عني، وشكراً لإبراهيم تميم على المعلومة.
عثمان الأطرش:
من المعلومات التي أضافها لي الأخ الأكبر “فيصل ساتي” أن الأستاذ الفنان الكبير “عثمان الأطرش” قد سكن لفترة في الصحافة مربع 34 على مرمى حجر منا، وتحديداً في المنازل التي تفتح على الميدان خلف نادي 34 مباشرة، وما إن يذكر عثمان الأطرش إلا وتطرق الخاطر أغنية “بت بلدي” الشهيرة، والتي تعتبر أيقونة أغاني الفنين الجميل عثمان الأطرش
محمد فيصل الجزار:
الصحافة مربع 38 ، من الفنانين الشباب أصحاب اللونية المختلفة جداً، قدم وما يزال الكثير من الفن الجميل المختلف، وهو اسم كبير في ساحة الغناء السوداني.
طارق وخالد ود الحاجة:
ظهرا في وقت كنا قد ابتعدنا فيه عن المتابعة، ولكن من خلال الاستماع المتفرق لأدائهما كنت موقناً أنهما أصحاب تجربة جادة، علمت مؤخراً أن أحدهما توفي غرقاً، له الرحمة والمغفرة.
حمزة حسن :
ابن الصحافة مربع 27، وهو من قدامى فناني الصحافة، وكان علماً من أعلام سلاح الموسيقى، يقدم أغنيات الحماسة والوطنية للجيش السوداني، ثم يغني في محافل الصحافة الأغنيات العاطفية، يعرفه جيل كبير ممن سبقونا، ولكننا كنا مبهورين بظهوره مغنياً في تلفزيون السودان، وننتظر أغنيات الجيش لنرى “حمزة حسن” ونقول “ده ساكن جنبنا جابوهو في التلفزيون”.. كان زمناً جميلاً.
خالد الدامر :
الصحافة غرب مربع 17 كان صوتاً شجياً، اعتزل الغناء وأصبح مؤذناً.
،،،،،، نواصل،،،،،