الرحلة لبلوغ الغايات المرسومة والأهداف المرتجاة تتخللها انكسارات وانتصارات مرحلية تمكن الساعي من دراسة مواطن الضعف والقوة وفرص النجاح والفشل، ومن ثم يتواصل المسير مستزيداً بالتجارب التي تكشف حًُجُب الحال والمآل، وتستبين حينها المعادن والمحاضن، وهنا تكمن المناورة والمطاوعة والمرونة المتفاعلة مع تقلبات الأزمنة والأمكنة والأحوال والاهوال.
ولأن نؤسس مستقبلاً مليئاً بالأمل الطموح، فإن وفرة الزاد والرجال ضرورة لمواصلة مشوار المسار، وفي حال الشكوي من قلة الفئران، فإن من يُعيِيَه المسير سيكون كثيراً..
فهلا اعددنا الزاد والراحلة؟ ، لان السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة للقاعدين المتبطلين…
إن الفعل المتتابع المثابر والمتوازن المقتصد بلا يأس لهو الدعامة الأساسية لتحقيق المقاصد، وتحطيم السلاسل والاغلال التي تكبل السالك وتعيق المسير…
فلا بد من صنعائنا ولو طال سفرنا، إذا كنا حقاً نستعين بالله لرفع الرايات من أجل بلوغ الغايات.
كما وان تفاعلنا مع عالمنا ومحيطنا قدر محتوم، و ابتلاء معلوم، فذوباننا بداخله يجب أن يكون من أجل تحليته، وتعقيمه، وأن اصابنا قدْرٌ من قاذوراته، فلا احد خالٍ منها فكلٌ له منها نصيب، ولكن حسبنا ميزان (من ثقلت، ومن خفت)، فلنكن ثقالاً بالرشد، خفافاً من الدرن، نتحلل ونتخلل.
__________________________
كتبه / *محمد أبوزيد مصطفى*
الأربعاء 14 /2 / 2024 م