*الشعاع الساطع التصريحات بين العقل والعضل.عمر الطيب أبوروف ١ يونيو ٢٠٢٤م*

 

لاتزال الحرب الدائرة بالسودان منذ ١٥ابريل٢٠٢٣م بين القوات المسلحة والدعم السريع تشكل هاجس حقيقي للشعب السوداني والمجتمع الاقليمي والدولي في ظل ساحة حبلي بالمبادرات المطالبة بالحل لهذا الصراع الدموي الفتاك والذي خلف القتل والسحل الي جانب اخلاء المدن وتدمير البنية التحتية والمنشأت الاستراتيجية!
وخلال الايام الماضية جادت الساحة بانشطة مختلفة جميعها لايخرج من دائرة البحث عن الحلول اوالتعقيد!

اذ عقدت ( تقدم ) مؤتمرها التاسيسي بالخارج وبحضور لم يتجاوز ال ٦٠٠ عضو بدلا عن ال( ١٠٠٠) عضو التي اعلنتها من قبل وسط اجواء لاتخلو من (الشد والجذب) وغياب بعض القيادات الفاعلة وسط( تقدم) هذا الي جانب الحركة الشعبية قيادة الحلو بوصف مراقب الامر الذي يؤكد بان هنالك خلافات وسط التيارات المكونة لتحالف (تقدم) !
وعلي صعيد متصل طرحت جمهورية مصر العربية عبر وزارة خارجيتها مبادرة لاجتماع موسع للقوي السياسية السودانية دون استثناء (احد) وهي عبارة (مطاطية) تستخدم بغرض الحديث عن حضور متنوع لجميع السودانيين وهذا لعمري في القياس (صعيب) !

كما طالعت بيانا صادرات من وزارة الخارجية السودانية مرحبا بالمبادرة المصرية ولكن البيان افرغ الترحيب من معناه عندما قيد مشاركة السودان بعدد من الشروط
ليس من السهل توفرها (الان) ونذكر منها عدم مشاركة الاتحاد الافريقي والايقاد مالم يبادر بارجاع عضوية السودان المجمدة بالاضافة للمنظمات التي تاخرت عن ركب الادانة (للدعم السريع) هذا الي جانب الاحتفاظ للوطن بحق السيادة الوطنية كاملا غير منقوص !

واخيرا جاءت تصريحات الفريق مالك عقار والذي صرح بصفته نائبا لرئيس المجلس السيادي بالقول (لاجدةولاجدارة) وسط تصفيق وتكبير لبعض الحضور
في اشارة لرفضهم الذهاب الي مفاوضات (جدة) !
يذكر ان دعوة للمشاركة في المفاوضات قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية للحكومة عبر مكالمة هاتفية قام بها وزير الخارجية الامريكي بلنكن!

وأن كنا لاندري حقيقة ماقاله بلنكن الا ان اللغة الغاضبة والتحدي الذي ظهرت من خلال تصريحات عقار ربما تحمل المحلل والمتابع لمعرفة الفعل من خلال ردة الفعل!

ولان التصريحات في واقعها هي شئ من الحرب ومؤثرة جدا في تفاصيلها فان عملية الدقة لاخراجها تحتاج الي الحصافة والحنكة التي تمكنك من السيطرة علي زمام المبادرة!

فعندما سيطرت الصين علي طائرة (تجسس) امريكية في اجواءها طالبت امريكا الصين بتسليم الطائرة فورا !
فعلقت الدبلوماسية الصينية انها ستسلم الطائرة بعد (تفكيكها) وهنا اشارة ذكية تحمل التعرف علي مازودت به الطائرة من تكنلوجيا!
انها المرحلة التي تحتاجها الحرب الدائرة الان!
من مساحات العقل والعضل!
لان ماتبنيه الدبلوماسية في سنين يمكن ان تهدمه التصريحات الحماسية في ثواني !
ان حرصنا علي وطن مستقل وقوي ومتماسك تجعلنا نقول لمن جادت به المفاوضات الي مواقع متقدمة ومرموقه يجب الا يكون لسان حالكم كالطفل الذي يدعو( بانسداد بطن امه بعد خروجه)!

ونقول ايضا ان التصريحات الحماسية يجب أن تصدر من خارج المساحات الضيقة لان التخلص منها سيكون بكلفة بسيطة !
واذكر ان د.جون قرنق عندما سئل عن الصراع في ابيي قال( يجب أن تكون جسر تواصل بين الشمال والجنوب) انها ردود في مساحات مهولة!

وعندما سأل أحدا الصحفيين المصريين الراحل السيد الصادق المهدي ابان فيضانات السيول والامطار عن المكرمة الملكية التي تفضلت بها المملكة العربية السعودية كان تعليق السيد الصادق المهدي( ليس بيننا وبين المملكة العربية السعودية مكرمات) فلقد كنا نكسوا الكعبة ونطعم الحجيج!

…وياوطن اخرج الله جميع شرورك…

عمر الطيب أبوروف
١ يونيو ٢٠٢٤م

مقالات ذات صلة