*الشرك 3_7*
(مفاوضة ام مساومة)
*حسابات الربح والخسارة*
د الرشيد محمد إبراهيم
استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية
12 / أغسطس 2024م
ذكرنا في الحلقة السابقة ان الدعوة الأمريكية لمفاوضات جنيف اوجدت اجوأ من الشك والغيوم من واقع توقيتها والوضع الداخلي السوداني سياسي /عسكري و من حيث بعدها الخارجي وارتباطها بالسباق الانتخابي الأمريكي والموقف المتارجح للحزب الديمقراطي حيث تبقت ثلاثة شهور للنزال وتعقبة فترة حضانة تعرف بسياسة البطة العرجأ حيث تنكفي السياسة الأمريكية نحو الداخل وتنكمش في التفاعل نحو السياسة الخارجية فالتوقيت هنا يعمل كمحدد ومفسر لحالة التسرع الأمريكي نحو التفاوض وإضافة منجز كمحفز للكتلة الأفريقية للديموقراطيين ولكن العجلة ابرزت ثقوب على صعيد التنظيم وموضوعات الانتقال من جدة إلى جنيف هذا الوضع اربك الوسيط الأمريكي ولم يفلح معه من تقديم مرافعات وحجج واسانيد تقنع الجانب السوداني ممثلا في حكومة السودان للامتثال او قل الاطمئنان للمضي بعيدا نحو مطارات جنيف.
*فشل مباحثات جدة*
ربما من المفيد التفكير هنا بصورة مغايرة هل كانت أمريكا تبحث عن واجهة لمخاطبة هواجسها وتخوفاتها من حقيقة توجه السودان شرقا نحو روسيا والتي كانت الاستراتيجية الأمريكية تعتبرها العدو والمهدد الأكبر منذ الحرب الباردة والهدف المركزي للاستراتيجية الأمريكية في اعقاب الحرب العالمية الثانية هو حرمان روسيا من ان توجد لها موطئ قدم على ساحل البحر الأحمر هل انتهت تلك الاسطورة التي استمرت زهاء ال٨٠ عام بفعل هذه الاستدارة السودانية نحو الشرق *(روسيا. الصين. ايران)*.
بمعنى ان الامر تجاوز مليشيا الدعم السريع كقوة شبه عسكرية وقحت كفصيل شبه سياسي والإمارات كدولة وظيفية. وصارت المحادثات سودانية أمريكية مخصصة للهواجس السودانية والامريكية المشتركة ربما تحتمل الإجابة بعض الانتظار والذي يسهل زصده من خلال السلوك اللاحق والقادم للإدارة الأمريكية من بعد إدارة السودان ظهره لها واتوقع ان يذهب التفكير الأمريكي نحو الخطة *ج* وفي استراتيجيات التفاوض تقل الخيارات وفرص النجاح كلما تحرك المؤشر من اليمين إلى اليسار. أ. ب. ج والعكس صحيح تزداد الفرص وتقل المخاطر كلما توجه المؤشر من اليسار إلى اليمين.
*تكتتيك وتكنيك الحكومة السودانية*
لم أكن منزعجا من فكرة التفاوض فالحكومة فعلتها والحرب في اوجهأ فالأمر لا يتعلق بالفكرة والمبدأ بقدر ما يرتبط بالتفاصيل من حيث الاجندة والموضوعات والمصلحة الوطنية *(التفاوض ما كعب كعب التغاوض الكعب)* ولذلك كنت مهموما بالكيفية التي سوف يتعامل بها متخذ القرار مع الشرك الذي نصب بليل وأحكام وضحت ملامحه في مباحثات جدة حيث بانت نواجزه اذا رأيت أسنان الليث بارزة فلا تحسبن ان الليث يبتسم.
ولكن ما ان رفعت جلسة المباحثات السودانية الأمريكية الا وتأكد حنكة المفاوض السوداني ودربته ودرايته بالهدف من جنيف وعلمه بمادة الطعم المسجي بالمحفزات ذات الجرعة السمية العالية. وهنا أشير الي ان الهدف الأولى لإعلان جنيف هو إيجاد حالة من الانقسام والتشظي الافقي والراسي ليس بين الموالين للجيش والحكومة فحسب ولكن يشمل المعارضين وأهل الأعراف والشرفات في منصة x المغرد منهم والباد وكذا ناس لا لا. وظهور بعض النفعيين من ساسة ونفاثه وهذه نتيجة طبيعية لمرحلة الفرز الثاني في كشاف الكرامة او ما يمكن تسميته *بالكرته*.
وحتى يتبين الخيط الأبيض من الأسود دعوني اطرح بعض التساؤلات عوضا عن الفرضيات لعلنا نقترب أكثر من حيث الفهم والتفسير لما حدث وسوف يحدث لاحقا من باب التوقع وليس التنبؤ.
*هل تكون جنيف مدخلا لكسب الحرب ام خسارتها؟*
*هل تخاطر الحكومة السودانية بخسارة الكتلة الصلبة من الشعب السوداني المساندة للجيش والحكومة.؟*
*هل سوف ترتفع شعبية الرئيس البرهان اذا شارك ام تنخفض.؟*
*الذهاب إلى جنيف هل يمكن أن يشق الصف الوطني ام يزيد من التلاحم والتعاضد.؟*
*مفاوضات جنيف هل هي فرصة ام مهدد.؟*
*قرار تلبية دعوة أمريكا لمفاوضات جنيف هل سيدخلنا التاريخ من أوسع أبوابه ام يخرجنا من اضيق صفحاته.؟*
*ماهو الغرض اصلا من تصميم مفاوضات جنيف وماهي الاهداف المراد تحقيقها في الخطة (ج)؟*
*هل ينجح البرهان فيما فشل فيه البشير. والقيام استدارة وانعطافه والتوجه شرقا فوق مستوى سطح البحر. أفعلها فلن نخسر سوي الاغلال من على يد الدولة السودانية.*
ولفائدة التحليل دعونا نلقى نظرة على اهم ما خرجت به اتفاقات جدة المرتكزة على بروتوكولات جنيف الأربعة.
الإتفاق يتكون من جزئين :
الإتفاق الأول : بتاريخ ١١ مايو ٢٠٢٣ م
اسم الإتفاق : *الإلتزام بحماية المدنيين السودانيين*
يتكون هذا الإتفاق من *سبعة* بنود كلها تتلخص في حماية المدنيين واحترام *القانون الدولي الإنساني* وتمكين المنظمات والمجموعات الإنسانية خاصة التي تعمل في دفن الموتي .. وتنفيذ المواد من (١-٦) يؤهل الطرفين للمادة رقم (٧) والتي تنص على *وقف إطلاق نار قصير الأمد*
الإتفاق الثاني : بتاريخ ٢٠ مايو ٢٠٢٣ م
اسم الإتفاق : *إتفاقية وقف إطلاق النار قصير الأمد والترتيبات الإنسانية*
يتكون الإتفاق من تسعة بنود
الفقرة (د) – ٤ تنص أن هذا الإتفاق ينتهي في حال عدم تجديده (دي محتاجة تفسير قانوني).
المادة (ز) تتكون من (٢٥) عمل محظور يعد إرتكابها إنتهاك للاتفاق وأهمها
البند (٦) استهداف البنيّة التحية للمدنيين والمراكز السكنية
البند (١٩) *احتلال مساكن المدنيين*
البند (٢٢) النهب والسلب والتخريب
الاتفاقين موقعين ومعتمدين من ممثلي القوات المسلحة ومليشيا الدعم الصريع فما الجديد الذي يتطلب التجديد
جادة وشارة اخيرة
*الشلاقي ما خلى للعميان حاجة*