*حرب السودان.. ماذا هناك؟* بقلم / *محمد أبوزيد مصطفى*

 

*قوات العمليات الخاصة* انشئت لتكون قوات تدخل سريع لحماية المؤسسات الاستراتيجية من اي اعتداءات فجائية

*قوات الدعم السىيع*
انشئت هي الاخري خصيصاً لدحر التمرد في دارفور ثم تم تمديد دورها للقيام به في مناطق أخري…

لسبب ما تم استجلاب واستدعاء قوات الدعم السريع الي الخرطوم، وتم نشرها في المواقع الاستراتيجية للدولة، رديفاً ومن ثم بديلاً للقوات العسكرية والامنية المتخصصة.

ما لم يجد له المتابع تفسيراً ان القيادة صمتت.. عجزاً أو ثقةً.. عن تمدد قوات الدعم السريع في وظائفها لتحتل موقعاً موازياً الي ان أصبح بديلاً لقوات الأمن والشرطة والعمليات الخاصة، ولاحقاً للجيش نفسه.
*إذ تم تطوير مستوي تسليحها وإنشاء وحدات لها ومقرات عسكرية موازية للجيش السوداني (المؤسسة العسكرية الرسمية الوحيدة في البلاد) بل ومتقدمة على بعض وحداته في مستوي التسليح والامتيازات .*

المدهش حقاً ان القيادة قامت بحل هيئة العمليات، ان كان ذلك رغبةً في أو رهبةً من قوات الدعم السريع مما ادي الي أن تحل محلها في التدخل السريع،
*وكذلك ابتلع الدعم السريع قوات الشرطة في احشائه وانشأ شرطة عسكرية خاصة به ،*
بل وانشا له جهاز أمن واستخبارات أيضاً تخصه ،

أثناء هذا الانتشار والتوسع في احتلال الوظائف العسكرية والأمنية وبإزائه كان هناك نشاط سياسي محموم تمثل في التحكم والسيطرة من عمليات التحول والصراع والتدافع ما بين القوي السياسية بالداخل،
بل اجتهد في تجميع حاضنة سياسية مدنية مركبة من شتات حزبي وقبائلي وطائفي، وناشطين مستقلين..تحركها قوة خاصة من الداخل، وقوي اقليمية ودولية من الخارج،، مسنودة بخبراء ومنصات اعلامية متخصصة.
وفي خطٍ موازٍ تحرك قائد الدعم السريع خارجياً لتسويق نفسه كقائد، بل وحاكم مستقبلي يملك كل المقومات للحكم عدا مؤهلاته الشخصية.

قليل جداً من المتابعين من يحيط علماً بالدواعي والأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذا الواقع تحت سمع وبصر القيادة الي ان خرج الأمر عن السيطرة مما ادي الي الحرب،

بغض النظر عمن بدأ الحرب، اهو استباق الدعم السريع رغبة في السلطة. ام هم قيادة النظام السابق طمعاً في العودة، أم هو الجيش حفاظاً علي كرامته، وحماية للبلاد من الاستلاب… ام فوق ذلك كله كان انفاذاً للمخطط الخارجي للقضاء على القوة المتبقية للنظام السابق وإجراء عملية احلال وابدال بقيادة سياسية وعسكرية موالية..

وأياً ما كانت الدوافع لقيام الحرب، فإن موقع الدعم السريع من الخارطة العسكرية والسياسية كان شاذاً بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، وتلك كانت هي الخطيئة الكبري التي أدت الي هذا المصير القاسي والمؤلم.

لقد افرزت هذه الحرب بتداعياتها الأليمة واقعاً جديداً،سوف يغير خارطة ولاءات المكونات الحزبية والعشائرية والتوزيع الديمغرافي للسكان والفوارق الطبقية في المستوي المعيشي ومجالات النشاط الاقتصادي. وكذلك إعادة هيكلة العلاقات الخارجية اقليمياً وعالمياً.
وأما عسكرياً فلسوف يتشكل واقع مختلف تماماً،
ويبقي التحدي الكبير هو كيفية السيطرة على كمية السلاح المهولة التي انتشرت، *والتحدي الأكبر من ذلك كله هو كيف يمكن لمتخذي القرار السياسي في مرحلة ما بعد الحرب.. من رتق النسيج الاجتماعي.؟*
……..

*كيف تتوقف الحرب*

بغض النظر عن ان قائد الجيش قد ترك الدعم السريع بحسن نية وغفلة استفاق منها، او بسوء نية تاب عنها وتراجع، فإن وضع الدعم السريع وسلوكه قبل الحرب يعتبر مخالفاً لقوانين ونظم الجيش، مهما كانت مبرراته السياسية التي يسوقها، فهي ليست مهامه لانه ليس حزباً سياسياً حتي يتدخل في شأن الحكم والسياسة، وبالتالي ليست له مكانة في اي تسويات سياسية…
وأما عسكرياً، فإنه ليس من وظائفه تصفية الجيش من عناصر الكيزان، لانه لم ينشأ لهذا الغرض، وقانونه لا ينص على ذلك، وإنما كان هذا تحقيقاً لرغبة القوي التي سرقته بليل، أو كانت تراقبه وترعاه من علي البعد . وبالتالي فإن القوة العسكرية التي تتمرد علي مؤسستها العسكرية معلوم قانوناً وعرفاً كيف يتم التعامل معها.

وبعد الإنتهاكات الجسيمة والجرائم الفظيعة التي ارتكبتها.. قوات الدعم السريع والقوات المستجلِبة من الحواضن المحلية ودول أخري.. من تقتيل المدنيين الأبرياء العزل، والاغتصابات، والانتهابات، وعمليات التهجير القسري واحتلال المساكن والمقار المدنية، وتدمير البني التحية للاقتصاد وادوات الإنتاج، وسرقة الممتلكات العامة والخاصة، واحراق واتلاف ذاكرة الأمة السودانية ومرجعياتها الحضارية والثقافية، بل ووثائق ومستندات املاك المواطنين ومؤهلاتهم العلمية والوظيفية، واحتلال بيوتهم واتلاف مزارعهم ومصانعهم ومنتجاتها،
كل ذلك لا يؤهلهم لان يكونوا شركاء في اي تسوية مستقبلية.

………..

*أولويات مستقبلية*
________________

المرحلة الاولي
……..
٠ إيقاف الحرب بما يحفظ كرامة الشعب وسيادة الوطن
٠ إعادة تأهيل أولية لخطوط إنتاج وامداد خدمات المياه والكهرباء، والدواء والغذاء، والنقل .
٠ فتح المعابر وتامين عودة اللاجئين والنازحين الي حيث مواطنهم الأصلية .
٠ إعادة تأهيل العائدين نفسياً، بتوفير قوات حماية امنية شاملة الانتشار والتدخل السريع.
٠ إتاحة الفرصة للمؤسسات الدينية ذات (الخطاب المعتدل) والهيئات والجماعات الثقافية والرياضية للاطلاع بدورها في التنفيس والترويح النفسي والروحي
٠ التكافل الاجتماعي يجب أن يعطي المساحة الكافية للتراحم وتعزيز اللحمة ورتق النسيج
٠ تنحية وتحييد الصراع السياسي جانباً الي أن تعود الحياة الي طبيعتها ويفيق المواطن من الصدمة.

*ومن بعد ذلك كله علينا أن نفكر ملياً وبتضافر لصناعة مستقبل جديد لبلادنا وشعبنا*

مقالات ذات صلة